تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[20 - 09 - 08, 02:00 ص]ـ

مع أن الله تعالى أدبنا مع غير أهل ملتنا بقوله: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن}، فكيف بأهل ملتنا؟! وهل يتناسب مع هذا الأدب أن نقول: (قبح الله هذه الوسطية)؟! وكيف لو قال ذاك الوفد للبابا: قبح الله سؤالك هذا، أيكونون حينئذ متأدبين بأدب الآية الكريمة.

وهل من الضرورة أن يكتب كل من قرأ وطالع وتحمس ولو كان متعجلا أو فاقدا لآلة الحوار، أو مقلدا لمشايخه في الحكم على الآخرين، فليدع الكتابة إذن لهم ولغيرهم ممن يحسن النظر والاستدلال.

أخي الكريم الوسطية التي قبحها بعض إخواننا فهي تحريف الدين وهي حقيقة بهذا اللقب، وإن كنت لا تدري فسل عما لا تعرفه وسنخبرك عنها بالوثائق والمراجع والتواريخ وكل ما قد يقال لتوثيق المعلومة وفهمها ... إلخ

وهذه الأفكار العفنة تمرر الآن لأنه نشأ جيل تربى على سماعها ولا يعلم تاريخ المنادين بها ممن كانوا قديما على الحق ثم زاغوا أو من المنحرفين الذين ركبوا موجة الفكر الإسلامي وهم ما بين صحافي أو محامي كأمين الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين وسل نفسك بأي حق يكون مثل هذا متحدثا رسميا في هيئة كهذه ألا يدل ذلك على ما ننكره من المقصود بالوسطية؟!!

ثم استدلالك واستدلال الكثيرين بهذه الآية على معاني خاطئة تستلزم تحريف الدين وكتمان الحق فخطأ محض وسأذكر كلاما مختصرا عن هذه الآية لضيق المقام، وأدعوك أن تعمل بما أمرت به من تخالفهم وأقول لك:"وهل من الضرورة أن يكتب كل من قرأ وطالع وتحمس ولو كان متعجلا أو فاقدا لآلة الحوار، أو مقلدا لمشايخه في الحكم على الآخرين، فليدع الكتابة إذن لهم ولغيرهم ممن يحسن النظر والاستدلال" اهـ كلامك.

ونقول: اللين والموعظة الحسنة لا يعني تغيير الشريعة بما يوافق هوى المدعو كافرا كان أو غير كافر

فقوله تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).

وتفسير هذه الآية ونحوها من الآيات إنما يعلم بطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة، فهو الذي أنزلت إليه، وهو أحرص الناس على طاعة ربه، وأحرصهم على هداية الخلق، وهو الذي أمر المسلمون بالإقتداء به ولا يؤخذ ممن اغمس في مصادقة النصارى والروافض وكافة أهل البدع وحشرهم معه في مجلس يسمى زورا الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين فيه كل موقذة ومتردية ونطيحة وإخواننا لا شيء عندهم في الجدال إلا عموامات ينزلونها على من ليس أهلا لها ويتهمون غيرهم بعدم فقه الواقع أو معرفة الحكمة والمصلحة، حتى اختزلت أدلة الشرع في معرفة المقاصد والمصالح والمفاسد وألغيت الأدلة الخاصة الواردة في الأشياء المتنازع فيها حتى أصبحنا نسمع من يفتي في كل شيء بأن هذا جائز لموافقته لروح الشريعة، وهذا فيه مصلحة، وهذا وذاك ولا ندي أين كتاب الله وسنة نبيه ومصطفاه وإجماع الأمة من هذا كله، والمقصود أن من يتكلم ويورد آيات ويفسرها بمعاني لا تتفق مع ما فسرها به القرآن في مواطن كثيرة أخرى وما فسرها به نبينا صلى الله عليه وسلم في أحاديثه القولية وسيرته العملية، كل هذا باب من أبواب تحريف الدين، ولنرجع للمقصود من الآية المذكورة وكلام الأئمة عليها لعل معناها يتضح عند بعض الأخوة الذين لا يعرفون عن علاقة المسلم بالكفار من النصارى إلا هذه الآية حتى رفض القرضاوي في بعض لقاءاته في الجزية تسميتهم بالكفار وقال: إنهم مؤمنون بالله!!!.

يقول ابن جرير رحمه الله تعالى في تفسيره: 7/ 663:

"يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (ادع) يا محمد من أرسلك إليه ربك بالدعاء إلى طاعته، (إلى سبيل ربك) يقول: إلى شريعة ربك التي شرعها لخلقه، وهو الإسلام، (بالحكمة) يقول: بوحي الله الذي يوحيه إليك وكتابه الذي ينزله عليك، (والموعظة الحسنة) يقول: وبالعبر الجميلة التي جعلها الله حجة عليهم في كتابه، وذكرهم بها في تنزيله، كالتي عدّد عليهم في هذه السورة من حججه، وذكرهم فيها ما ذكرهم من آلائه، (وجادلهم بالتي هي أحسن) يقول: وخاصمهم بالخصومة التي هي أحسن من غيرها أن تصفح عما نالوا به عرضك من الأذى، ولا تعصه في القيام بالواجب عليك من تبليغهم رسالة ربك".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير