بعضهم يدلس، بل يكذب على المسلمين ليضلوهم، فهذا هو المدعو: روح الله
الخميني يقول في كتابه: " كشف الأسرار " (ص 197):
" وهناك حديث معروف لدى الشيعة وأهل السنة منقول عن النبي يقول: .. " فذكره.
وهذا الذي عزاه لأهل السنة من اختلاقه، وله من مثله الشيء الكثير، كما ترى
في المجلد العاشر من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " ابتداء من (4881 - 4975)،
فقد رأيت الذهبي ومن قبله ابن تيمية يجزمان بأنه لا أصل له.
ويشير بقوله: " هكذا " إلى أن له أصلا بلفظ:
" من مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية ".
رواه مسلم وغيره، وهو مخرج في " الصحيحة " (984).
78 - " اختصم عندي الجن المسلمون والجن المشركون، سألوني أن أسكنهم، فأسكنت
المسلمين الجلس، وأسكنت المشركين الغور ".
ضعيف جدا. (2074)
رواه أبو الشيخ في " العظمة " (12/ 28/1)، والطبراني في " المعجم الكبير "
(1/ 358/1143) عن كثير بن عبد الله بن عمروبن عوف المزني عن أبيه عن جده عن
بلال بن الحارث، قال:
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فخرج لحاجته، وكان
إذا خرج لحاجته يبعد، فأتيته بإداوة من ماء، فانطلق، فسمعت عنده خصومة رجال
ولغطا لم أسمع مثلها، فجاء، فقال: بلال؟ قلت: بلال، قال: أمعك ماء؟
قلت: نعم، قال: أصبت، فأخذه مني، فتوضأ، فقلت: يا رسول الله، سمعت عندك
خصومة رجال ولغطا ما سمعت أحد من ألسنتهم، قال: فذكره.
قال عبد الله بن كثير: قلت لكثير:
" ما الجلس وما الغور؟ قال: الجلس: القرى والجبال، والغور: ما بين
الجبال والبحار، قال كثير: ما رأينا أحد أصيب بالجلس إلا سلم، ولا أصيب
أحد بالغور إلا لم يكد يسلم ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، كثير بن عبد الله هذا متروك. وبه أعله الهيثمي
في " المجمع " (1/ 203)
79 - " إني عند الله (وفي رواية: عبد الله) في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن
آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك، دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى
قومه، ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام، وكذلك ترى
أمهات النبيين صلوات الله عليهم ".
ضعيف. (2085)
أخرجه أحمد (4/ 128)، والبزار (كشف - 2365)، والطبري في " تفسيره " (
رقم 2071 - 2073)، وأبو نعيم في " الحلية " (6/ 89 - 90)، والحاكم (
2/ 600)، وابن عساكر (1/ 157) من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن سعيد بن سويد
عن العرباض بن سارية مرفوعا. وقال الحاكم:
" صحيح الإسناد ".
ورده الذهبي بقوله:
" قلت: أبو بكر ضعيف ".
قلت: وقد خولف في إسناده كما يأتي.
وسعيد بن سويد، قال ابن أبي حاتم عن أبيه (2/ 1/240):
" صدوق، وكان يدلس، يكثر ذاك. يعني التدليس ".
قلت: وقد عنعنه.
وتابعه معاوية بن صالح، لكنه خالفه في إسناده، فقال: عن سعيد بن سويد
الكلبي عن عبد الأعلى (وقال بعضهم: عبد الله) بن هلال السلمي عن عرباض بن
سارية به.
أخرجه ابن حبان (2093 - الموارد)، وأحمد (4/ 127)، وابن سعد في "
الطبقات " (1/ 149)، والطبري، وابن عساكر.
قلت: وعبد الأعلى هذا أورده ابن أبي حاتم (3/ 25) من رواية ابن سويد هذا فقط
عنه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، فالإسناد ضعيف. وذكره ابن حبان في "
الثقات " (5/ 128).
وقد أخرج الحاكم من طريق ابن إسحاق قال: حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان
عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا: يا رسول الله! أخبرنا عن
نفسك، فقال: " دعوة أبي إبراهيم ... " الحديث نحوه؛ دون قوله:
" وكذلك ... ". وهي رواية عبد الأعلى المتقدمة. وقال الحاكم:
" صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي، وإنما هو حسن فقط للخلاف المعروف في ابن
إسحاق.
نعم؛ الحديث صحيح بدون الزيادة الأخيرة:
" وكذلك ترى ... "، فانظر حديث:
" أنا دعوة إبراهيم ... " (1546 و1925) من " الصحيحة ".
80 - " [يا] أيها الناس! مروا بالمعروف، وانهو ا عن المنكر قبل أن تدعوا الله؛
فلا يستجيب لكم، وقبل أن تستغفروه؛ فلا يغفر لكم، إن الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر لا يدفع رزقا، ولا يقرب أجلا، وإن الأحبار من اليهو د
¥