ـ[محمد براء]ــــــــ[06 - 09 - 09, 02:47 ص]ـ
[ B][FONT=Traditional Arabic] و بذلك يتبين أن نسبة مذهبهم إلى مذهب الجهمية في الإيمان و هو ماذهب إليه شيخ الإسلام و ابن حزم , وتابعهم الشيخ الحوالي خطأ عليهم , و بذلك قال الشيخ أحمد بن عطية الغامدي , و وضحه في المصدر السابق ص 153 , و الخطأ من وجه: أن الإقرار اللساني لا ينفع تاركه الإيمان إلا أن يتعذر عليه الإتيان به , إما لأنه جزء من الإيمان كما عند الجويني , أو لأنه شرط للإيمان كما عند غيره , وكلاهما خلاف مذهب الجهمية. [/ FONT
الإيمان عند الجهم = المعرفة.
الإيمان عن الأشعرية = التصديق.
المعرفة = التصديق
الإيمان عند الجهم = الإيمان عن الأشعرية
الإشكال في أي عبارة من هذه العبارات؟
فالغامدي هو المخطىء وليس شيخ الإسلام ومن معه.
أما هذا التفريق المدعى: وهو " أن الإقرار اللساني لا ينفع تاركه الإيمان إلا أن يتعذر عليه الإتيان به , إما لأنه جزء من الإيمان كما عند الجويني , أو لأنه شرط للإيمان كما عند غيره , وكلاهما خلاف مذهب الجهمية ".
فهذا فيه عدم تدقيق قي عرض أقوال الأشعرية، إذ قول الأكثرين منهم كما قال البيجوري في شرح الجوهرة هو أن القول باللسان شرط في إجراء الأحكام الدنيوية، وليس شرطاً للنجاة في الآخرة، ومحل البحث هو في الإيمان المنجي في الآخرة قطعاً، فلم يعد بينهم وبين مذهب الجهم فرق.
أما قول الجويني، فقد أشار إليه اللقاني بقوله: " وقيل بل شطر "، وهذا القول كقول الحنفية أو مرجئة الفقهاء، لكنه كما ترى قول في المذهب وليس قول الجميع.
ولا شك أن القول الأول أجرى على قاعدتهم في أن الإيمان هو التصديق فقط، إذ أنهم لو أدخلوا النطق في حقيقته لكانوا مقرين بالحقيقة المركبة للإيمان وأنه ليس شيئاً واحداً، فلا تبقى لهم حجة على من أدخل أعمال الجوارح في حقيقة الإيمان، لذا وجدنا محققيهم قد رجحوه.
وهذه كلمات كنت كتبتها في مذهب الأشعرية في النطق باللسان لعل فيها فائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=948054&postcount=5
ـ[محمد براء]ــــــــ[06 - 09 - 09, 03:23 ص]ـ
والذي يظهر لي والله أعلم أن الفرق بين مذهب الأشعرية في الإيمان ومذهب الجهم إنما يحصل بمعرفة مرادهم بالتصديق، أو: هل أعمال القلوب تدخل عندهم في الإيمان أم لا؟
فمن فسر التصديق منهم بالعلم، كالقاضي الباقلاني في التمهيد، أو بالمعرفة كما نقل الشهرستاني في نهاية الإقدام عن أبي الحسن أنه فسر التصديق تارة " بالمعرفة بوجود الصانع وإلهيته وقدمه وصفاته "، أو فسره بالتصديق المجرد عن الإذعان والقبول؛ فهذا قوله قول الجهم قطعاً.
قال شيخ الإسلام (7/ 398): " إِنَّ الْفَرْقَ بَيْنَ مَعْرِفَةِ الْقَلْبِ وَبَيْن مُجَرَّدِ تَصْدِيقِ الْقَلْبِ الْخَالِي عَنْ الِانْقِيَادِ الَّذِي يَجْعَلُ قَوْلَ الْقَلْبِ؛ أَمْرٌ دَقِيقٌ وَأَكْثَرُ الْعُقَلَاءِ يُنْكِرُونَهُ ".
وأود أن أنبه إلى أن شيخ الإسلام إنما حاكم الأشعرية في كتاب الإيمان وقال إن الأشعري نصر مذهب الجهم في الإيمان، كان ذلك بناء على اعتماده هذا التفسير للتصديق، وأن أعمال القلوب لا تدخل عندهم في الإيمان.
أما الآخرون، وهم الذين أدخلوا أعمال القلوب في الإيمان، فالتصديق عندهم غير التصديق عند أولئك، ومن هؤلاء البيجوري حيث قال: " والمراد بتصديق النبي في ذلك: الإذعان لما جاء به، والقبول له، وليس المراد وقوع نسبة الصدق إليه في القلب من غير إذعان وقبول له حتى يلزم الحكم بإيمان كثير من الكفار الذين كانوا يعرفون حقيقة نبوته ورسالته صلى الله عليه وسلم، ومصداق ذلك قوله تعالى: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} ".
وهذا القول - وهو إدخال أعمال القلوب في الإيمان منقول عن الأشعري كما في مجرد المقالات 154، وهو مقتضى كلام الغزالي في الاقتصاد.
فمن فسر التصديق بهذا التفسير فقوله غير قول الجهم قطعاً، وشيخ الإسلام لم يعنيه عندما سوى بين مذهب الأشعرية والجهم، لأنه - أعني شيخ الإسلام- كما تقدم إنما اعتمد على تفسير التصديق بالمعنى الأول، أما بهذا المعنى فلم اجد له أثراً في كتابه.
¥