تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والقول بأنهم كانوا مؤمنين يحتاج إلى دليل صريح صحيح بل الأدلة على خلاف ذلك فما عبد المطلب فقد سمى ابنين من أبناء بعبد العزى وهو أبو لهب، والآخر عبد مناف هو أبو طالب، وقد جاء في الحديث الصحيح أن أبا طالب لما حضرته الوفاة جاءه أبو جهل، وعبد الله بن أمية فقالا له: أترغب عن ملة عبد المطلب، ومات وهو على ملة عبد المطلب، فلا يتصور أن فرعون هذه الأمة أبو جهل يحث أبا طالب على الأيمان والتوحيد فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لأستغفرن لك ما لم أنه عنه فنزلت {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم} ونزلت {إنك لا تهدي من أحببت})) [البخاري ح 4398]

وعلى هذا القول بإيمان عبد المطلب قول يخالف الدليل كما الأصل في أن الناس قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم كانوا أهل وثنية وشرك، وعبد المطلب من أهل الفترة يشمله حكم الامتحان يوم القيامة، والله تعالى أعلم.

أما والد النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاء فيه حديث صريح قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن أبي وأباك في النار)) [رواه مسلم ح 203]

وسواء كان دخوله النار بسبب موته على الشرك أو بسبب امتحان أهل الفترة فلا فرق لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه في النار، ولا خبر أصدق من خبر النبي صلى الله عليه وسلم.

أما والدة النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاء الخبر في نهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لها قال: ((إني استأذنت في الاستغفار لأمي فلم يأذن لي فدمعت عيني رحمة لها من النار)) [رواه ابن حبان ح 5390]

وهذا ليس صريح أنها في النار كصراحة حديث الأب فتبقى في الأصل وهو أن أهل الفترة يمتحنون، والله تعالى أعلم.

أما أبو طالب فقد ورده فيه أحاديث منها ما رواه المسيب أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل فقال: ((أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله)) فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب ترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به: على ملة عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لأستغفرن لك ما لم أنه عنه) فنزلت: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم}، ونزلت {إنك لا تهدي من أحببت})) [متفق عليه البخاري ح 3671، ومسلم ح 24]

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وذكر عنده عمه فقال: ((لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه)) [البخاري ح 3672]

وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما أغنيت عن عمك فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال: ((هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار)) [رواه البخاري ح 3670]

وعلى هذا يتبين أن السلف لما قالوا بعدم إيمان عبد المطلب وعبد الله وآمنة وأبي طالب لم يقولوه من فراغ بل قول بمني على أدلة صريحة صحيحة وإنما الخلاف هل هم من أهل الفترة أم لا، والله تعالى أعلا وأعلم.

يتبع ..


ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[04 - 08 - 09, 12:52 ص]ـ
قوله: ((سادسا: إن عصمته صلى الله عليه واله وسلم كانت محدودة في منطقة معينة، وإلا فهو يخطئ ويصر على الخطأ، ويا طالما (قرعه ربه) على خطئه، وأن كل ميزته أنه (طارش) يعني (ساعي) قرآن، أداه بالأمانة، وأن توقيره وتعزيره والثناء عليه شرك))

وقوله: ((إن عصمته صلى الله عليه واله وسلم كانت محدودة في منطقة معينة))،

قلت: عادة الكاتب في التقول دون أن يذكر دليل أو حتى أقوال من اعتمد عليهم هذا إن كان هناك أقوال اعتمد عليها.

أما الاعتقاد بعصمة الأنبياء العصمة المطلقة قبل النبوة وبعد النبوة هذا قول الرافضة كما قرر ذلك الآمدي في كتاب الاحكام قال: ((المقدمة الأولى في عصمة الأنبياء عليهم السلام وشرح الاختلاف في ذلك وما وقع الاتفاق من أهل الشرائع على عصمتهم عنه من المعاصي وما فيه الاختلاف.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير