ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:21 م]ـ
س145/ ما معنى قوله: تعالى " وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا "؟
ج/ قوله: به قال ابن عباس: بالقرآن , " الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم " وهم المؤمنون , وعن الفضيل بن عياض: ليس كل خلقه عاتب، إنما عاتب الذين يعقلون، فقال: " وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم " وهم المؤمنون أصحاب العقول الواعية.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:25 م]ـ
س146/ ما معنى الآيات التالية: " قل لله الشفاعة جميعاً " , " أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أو لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون " , " ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون "؟
ج/ بين تعالى في هذه الآيات وأمثالها أن وقوع الشفاعة على هذا الوجه منتف وممتنع، وأن اتخاذهم شفعاء شرك، يتنزه الرب تعالى عنه. وقد قال تعالى: " فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قرباناً آلهة بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون " فبين تعالى أن دعواهم أنهم يشفعون لهم بتأليههم أن ذلك منهم إفك وافتراء.
وقوله تعالى: " قل لله الشفاعة جميعاً " أي هو مالكها، فليس لمن تطلب منه شئ منها، وإنما تطلب ممن يملكها دون كل من سواه، لأن ذلك عبادة وتأليه لا يصلح إلى لله.
قال البيضاوي: لعله رد لما عسى أن يجيبوا به، وهو أن الشفعاء أشخاص مقربون.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:28 م]ـ
فائدة:
قال: وقوله: " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " قد تبين مما تقدم من الآيات أن الشفاعة التي نفاها القرآن هي التي تطلب من غير الله , وفي هذه الآية بيان أن الشفاعة إنما تقع في الدار الآخرة بإذنه، كما قال تعالى: " يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا " فبين أنه لا تقع لأحد إلا بشرطين: إذن الرب تعالى للشافع أن يشفع، ورضاه عن المأذون بالشفاعة فيه، وهو تعالى لا يرضى من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة إلا ما أريد به وجهه، ولقى العبد به ربه مخلصاً غير شاك في ذلك، كما دل على ذلك الحديث الصحيح.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:33 م]ـ
فائدة:
قول ابن القيم رحمه الله في الشفاعة:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الكلام على هذه الآيات: وقد قطع الله الأسباب التي يتعلق بها المشركون جميعها , فالمشرك إنما يتخذ معبوده لما يحصل له من النفع، والنفع لا يكون إلا ممن فيه خصلة من هذه الأربع: إما مالك لما يريد عابده منه، فإن لم يكن مالكاً كان شريكاً للمالك، فإن لم يكن شريكاً له كان معيناً له وظهيراً، فإن لم يكن معنياً ولا ظهيراً كان شفيعاً عنده , فنفى الله سبحانه المراتب الأربع نفياً مرتباً، متنقلاً من الأعلى إلى الأدنى، فنفى الملك والشركة والمظاهرة والشفاعة التي يطلبها المشرك، وأثبت شفاعة لا نصيب فيها لمشرك، وهي الشفاعة بإذنه , فكفى بهذه الآية نوراً وبرهاناً وتجريداً للتوحيد، وقطعاً لأصول الشرك ومواده لمن عقلها , والقرآن مملوء من أمثالها ونظائرها، ولكن أكثر الناس لا يشعرون بدخول الواقع تحته وتضمنه له، ويظنونها في نوع وقوم قد خلوا من قبل ولم يعقبوا وارثاً، فهذا هو الذي يحول بين القلب وبين فهم القرآن , ولعمر الله، إن كان أولئك قد خلوا فقد ورثهم من هو مثلهم أو شر منهم أو دونهم، وتناول القرآن لهم كتناوله لأولئك.
ثم قال: ومن أنواعه ـ أي الشرك ـ طلب الحوائج من الموتى والإستغاثة بهم، وهذا أصل شرك العالم , فإن الميت قد انقطع عمله وهو لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، فضلاً عمن استغاث به وسأله أن يشفع له إلى الله , وهذا من جهله بالشافع والمشفوع عنده , فإنه لا يقدر أن يشفع له عند الله إلا بإذنه، والله لم يجعل استغاثته وسؤاله سبباً لإذنه، فإنه لا يقدر أن يشفع له عند الله إلا بإذنه، والله لم يجعل استغاثته وسؤاله سبباً لإذنه، وإنما السبب كمال التوحيد، فجاء هذا الشرك بسبب يمنع الإذن، وهو بمنزلة من استعان في حاجته بما يمنع حصولها , وهذه حالة كل مشرك، فجمعوا بين الشرك بالمعبود وتغيير دينه، ومعاداة أهل التوحيد، ونسبة أهله إلى التنقص بالأموات، وهم قد تنقصوا الخالق بالشرك، وأولياءه الموحدين بذمهم وعيبهم ومعاداتهم، وتنقصوا من أشركوا به غاية التنقص، إذا ظنوا أنهم راضون منهم بهذا، وأنهم أمروهم به، وأنهم يوالونهم عليه، وهؤلاء هم أعداء الرسل في كل زمان ومكان، وما أكثر المستجيبين لهم، وما نجى من شرك هذا الشرك الأكبر إلا من جرد توحيده لله، وعادى المشركين في الله، وتقرب بمقتهم إلى الله، واتخذ الله وحده وليه وإلهه ومعبوده. فجرد حبه لله وخوفه لله، ورجاءه لله، وذله لله، وتوكله على الله، واستعانته بالله، والتجاءه إلى الله، واستغاثته بالله، وقصده لله، متبعاً لأمره متطلباً لمرضاته، إذا سأل سأل الله، وإذا استعان استعان بالله، وإذا عمل عمل لله , فهو لله وبالله ومع الله. انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
¥