ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 02:08 م]ـ
س218/ ما معنى قوله تعالى: "قالوا طائركم معكم"؟
ج/ المعنى ـ والله أعلم ـ حظكم وما نابكم من شر معكم؛ بسبب أفعالكم وكفركم ومخالفتكم الناصحين, ليس هو من أجلنا ولا بسببنا؛ بل ببغيكم وعدوانكم؛ فطائر الباغي الظالم معه, فما وقع به من الشر فهو سببه الجالب له؛ وذلك بقضاء الله وقدره وحكمته وعدله؛ كما قال تعالى: {أفنجعل المسلمين كالمجرمين * ما لكم كيف تحكمون} , ويحتمل أن يكون المعنى: طائركم معكم: أي راجع عليكم, فالتطير الذي حصل لكم إنما يعود عليكم, وهذا من باب القصاص في الكلام, ونظيره قوله عليه الصلاة و السلام: [إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم] ذكره ابن القيم رحمه الله.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 02:10 م]ـ
س219/ ما معنى قوله تعالى: "أإن ذكرتم"؟
ج/ أي من أجل أنا ذكرناكم وأمرناكم بتوحيد الله قابلتمونا بهذا الكلام {بل أنتم قوم مسرفون} قال قتادة: أئن ذكرناكم بالله تطيرتم بنا؟.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 02:11 م]ـ
س220/ ما مناسبة الآيتين للترجمة؟
ج/ أن التطير من عمل أهل الجاهلية والمشركين, وقد ذمهم الله تعالى به ومقتهم, وقد نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن التطير, وأخبر أنه شرك كما سيأتي في أحاديث الباب.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 02:26 م]ـ
س221/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى"؟
ج/ قال أبو السعادات: العدوى اسم من الإعداء كالدعوى, يقال: أعداه الداء يعديه إعداءً إذا أصابه مثل ما بصاحب الداء.
وقال غيره: لا عدوى هو اسم من الإعداء, وهو مجاوزة العلة من صاحبها إلى غيره, والمنفي نفس سراية العلة أو إضافتها إلى العلة, والأول هو الظاهر.
وفي رواية لمسلم أن أبا هريرة كان يحدث بحديث لا عدوى ويحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: "لا يورد ممرض على مصح"؛ ثم إن أبا هريرة اقتصر على حديث: "لا يورد ممرض على مصح" وأمسك عن حديث "لا عدوى ... " فراجعوه وقالوا: سمعناك تحدث به! فأبى أن يعترف به, قال أبو مسلمة ـ الراوي عن أبي هريرة-: فلا أدري أنسي أبو هريرة أو نسخ أحد القولين الآخر؟
وقد روى حديث: "لا عدوى .... " جماعة من الصحابة: أنس بن مالك وجابر بن عبد الله والسائب بن يزيد وابن عمر وغيرهم؛ وفي بعض روايات هذا الحديث: "وفر من المجذوم كما تفر من الأسد",
وقد اختلف العلماء في ذلك, وأحسن ما قيل فيه: قول البيهقي وتبعه ابن الصلاح وابن القيم وابن رجب وابن مفلح وغيرهم: أن قوله: "لا عدوى": على الوجه الذي يعتقده أهل الجاهلية من إضافة الفعل إلى غير الله تعالى؛ وأن هذه الأمور تعدي بطبعها؛ وإلا فقد يجعل الله بمشيئته مخالطة الصحيح من به شئ من الأمراض سببا لحدوث ذلك, ولهذا قال: "فر من المجذوم كما تفر من الأسد", وقال: "لا يورد ممرض على مصح", وقال في الطاعون: "من سمع به في أرض فلا يقدم عليه", وكل ذلك بتقدير الله تعالى, ولأحمد والترمذي عن ابن مسعود مرفوعا: " لا يعدي شئ, قالها ثلاثا" فقال أعرابي: يا رسول الله إن النقبة من الجرب تكون بمشفر البعير أو بذنبه في الإبل العظيمة فتجرب كلها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "فمن أجرب الأول؟ لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر خلق الله كل نفس وكتب حياتها ومصائبها ورزقها " فأخبر صلى الله عليه و سلم أن ذلك كله قضاء الله وقدره, والعبد مأمور باتقاء أسباب الشر إذا كان في عافية, فكما أنه يؤمر أن لا يلقي نفسه في الماء والنار مما جرت العادة أن يهلك أو يضر فكذلك اجتنب مقاربة المريض كالمجذوم, والقدوم على بلد الطاعون, فإن هذه كلها أسباب للمرض والتلف, فالله سبحانه هو خالق الأسباب ومسبباتها, لا خالق غيره ولا مقدر غيره, وأما إذا قوي التوكل على الله والإيمان بقضاء الله وقدره فقويت النفس على مباشرة بعض هذه الأسباب اعتمادا على الله ورجاء منه أن لا يحصل به ضرر؛ ففي هذه الحال تجوز مباشرة ذلك, لاسيما إذا كانت مصلحة عامة أو خاصة, وعلى هذا يحمل الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي: " أن النبي صلى الله عليه و سلم أخذ بيد مجذوم فأدخلها معه في القصعة ثم قال كل بسم الله ثقة بالله وتوكلا عليه ", وقد أخذ به الإمام أحمد
¥