تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وروي ذلك عن ابن عمر وابنه وسلمان رضي الله عنهم, ونظير ذلك ما روي عن خالد بن الوليد رضي الله عنه أنه أكل السم, ومنه مشى سعد بن أبي وقاص وأبي مسلم الخولاني على متن البحر. قاله ابن رجب رحمه الله.

ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 02:34 م]ـ

س222/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "ولا طيرة"؟

ج/ قال ابن القيم رحمه الله تعالى: يحتمل أن يكون نفيا أو نهيا, أي: "لا تطيروا", ولكن قوله في الحديث: "لا عدوي ولا صفر ولا هامة" يدل على أن المراد النفي وإبطال هذه الأمور التي كانت الجاهلية تعانيها, والنفي في هذا أبلغ من النهي, لأن النفي يدل على بطلان ذلك وعدم تأثيره, والنهي إنما يدل على المنع منه.

وفي صحيح مسلم عن معاوية بن الحكم أنه قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم " ومنا أناس يتطيرون قال: ذلك شئ يجده أحدكم في نفسه فلا يصدنكم " فأخبر أن تأذيه وتشاؤمه بالطيرة إنما هو في نفسه وعقيدته لا في المتطير به, فوهمه وخوفه وإشراكه هو الذي يطيره ويصده لما رآه وسمعه, فأوضح صلى الله عليه و سلم لأمته الأمر وبين لهم فساد الطيرة ليعلموا أن الله سبحانه لم يجعل لهم عليه علامة ولا فيها دلالة ولا نصبها سببا لما يخافونه ويحذرونه, ولتطمئن قلوبهم وتسكن نفوسهم إلى وحدانيته تعالى التي أرسل بها رسله وأنزل بها كتبه وخلق لأجلها السماوات والأرض وعمر الدارين الجنة والنار بسبب التوحيد, فقطع صلى الله عليه و سلم علق الشرك في قلوبهم لئلا يبقى فيها علقة منها, ولا يتلبسوا بعمل من أعمال أهل النار البتة, فمن استمسك بعروة التوحيد الوثقى, واعتصم بحبله المتين, وتوكل على الله قطع هاجس الطيرة من قبل استقرارها, وبادر خواطرها من قبل استمكانها, قال عكرمة: كنا جلوسا عند ابن عباس فمر طائر يصيح, فقال رجل من القوم: خير خير, فقال له ابن عباس: "لاخير ولا شر" فبادره بالإنكار عليه لئلا يعتقد تأثيره في الخير والشر, وخرج طاوس مع صاحب له في سفر فصاح غراب فقال الرجل: خير, فقال طاوس: وأي خير عند هذا؟ لا تصحبني ا هـ ملخصا.

ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[21 - 12 - 09, 02:40 م]ـ

جزاك الله خيراً

ورفع الله قدرك

ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 03:59 م]ـ

وإياك أخي الغالي,,

ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 04:05 م]ـ

س223/ ألا يعارض ما ذكرنا من تحريم الطيرة حديث: "الشؤم في ثلاث: في المرأة والدابة والدار"؟

ج/ قال ابن القيم رحمه الله تعالى: إخباره صلى الله عليه و سلم بالشؤم في هذه الثلاثة ليس فيه إثبات الطيرة التي نفاها الله سبحانه؛ وإنما غايته أن الله سبحانه قد يخلق منها أعيانا مشؤومة على من قاربها وساكنها؛ وأعيانا مباركة لا يلحق من قاربها شؤم ولا شر, وهذا كما يعطي سبحانه الوالدين ولداً مباركاً يريان الخير على وجهه؛ ويعطى غيرهما ولداً مشؤوماً يريان الشر على وجهه, وكذلك ما يعطاه العبد من ولاية وغيرها, فكذلك الدار والمرأة والفرس, والله سبحانه خالق الخير والشر والسعود والنحوس, فيخلق بعض هذه الأعيان سعوداً مباركة, ويقضي بسعادة من قاربها, وحصول اليمن والبركة له, ويخلق بعضها نحوساً يتنحس بها من قاربها, وكل ذلك بقضائه وقدره, كما خلق سائر الأسباب وربطها بمسبباتها المتضادة والمختلفة, كما خلق المسك وغيره من الأرواح الطيبة ولذذ بها من قاربها من الناس, وخلق ضدها وجعلها سببا لألم من قاربها من الناس, والفرق بين هذين النوعين مدرك بالحس, فكذلك الديار والنساء والخيل, فهذا لون والطيرة الشركية لون. انتهى

ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 04:09 م]ـ

س224/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "ولا هامة"؟

ج/ قال الفراء: "الهامة طير من طير الليل"؛ كأنه يعني البومة, قال ابن الأعرابي: "كانوا يتشاءمون بها إذا وقعت على بيت أحدهم؛ يقول: نعت إلى نفسي أو أحدا من أهل داري", فجاء الحديث بنفي ذلك وإبطاله.

ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 04:13 م]ـ

س225/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "ولا صفر"؟

ج/ صفر بفتح الفاء, روى أبو عبيدة في غريب الحديث عن رؤبة أنه قال: "هي حية تكون في البطن تصيب الماشية والناس, وهي أعدى من الجرب عند العرب, وعلى هذا فالمراد بنفيه ما كانوا يعتقدونه من العدوى"؛ وممن قال بهذا سفيان بن عيينة والإمام أحمد والبخاري وابن جرير.

وقال آخرون: المراد به شهر صفر؛ والنفي لما كان أهل الجاهلية يفعلونه في النسيء وكانوا يحلون المحرم ويحرمون صفر مكانه وهو قول مالك.

وروى أبو داود عن محمد بن راشد عمن سمعه يقول: "إن أهل الجاهلية يتشاءمون بصفر ويقولون: إنه مشؤوم, فأبطل النبي صلى الله عليه و سلم ذلك"؛ قال ابن رجب: ولعل هذا القول أشبه الأقوال, والتشاؤم بصفر هو من جنس الطيرة المنهي عنها, وكذلك التشاؤم بيوم من الأيام كيوم الأربعاء, وتشاؤم أهل الجاهلية بشوال في النكاح فيه خاصة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير