ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 09, 04:18 م]ـ
س226/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "ولا غول"؟
ج/ قال أبو السعادات: الغول واحد الغيلان وهو جنس من الجن والشياطين كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس, تتلون تلوناً في صور شتى وتغولهم؛ أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم فنفاه النبي صلى الله عليه وأبطله.
فإن قيل: ما معنى النفي وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم: " إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان "؟
أجيب عنه: بأن ذلك كان في الإبتداء؛ ثم دفعها الله عن عباده؛ أو يقال: المنفي ليس وجود الغول؛ بل ما يزعمه العرب من تصرفه في نفسه؛ أو يكون المعنى بقوله "لا غول": أنها لا تستطيع أن تضل أحدا مع ذكر الله والتوكل عليه؛ ويشهد له الحديث الآخر " لا غول ولكن السعالى سحرة الجن "؛ أي ولكن في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل ومنه الحديث " إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان " أي ادفعوا شرها بذلك بذكر الله.
وهذا يدل على أنه لم يرد بنفيها أو عدمه, ومنه حديث أبي أيوب " كان لي تمر في سهوة فكانت الغول تجي فتأخذ ".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 03:35 م]ـ
س227/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "ويعجبني الفأل"؟
ج/ قال أبو السعادات: الفأل مهموز؛ فيما يسر ويسوء, والطيرة لا تكون إلا فيما يسوء, وربما استعملت فيما يسر, يقال: تفاءلت بكذا وتفاولت, على التحقيق والقلب, وقد أولع الناس بترك الهمزة تخفيفا, وإنما أحب الفأل لأن الناس إذا أملوا فائدة الله ورجوا عائدته عند كل سبب ضعيف أو قوي فهم على خير, وإذا قطعوا آمالهم ورجاءهم من الله تعالى كان ذلك من الشر, وأما الطيرة فإن فيها سوء الظن بالله وتوقع البلاء, والتفاؤل: أن يكون رجل مريض فيسمع آخر يقول: يا سالم, أو يكون طالب ضالة فيسمع آخر يقول: يا واجد, فيقع في ظنه أنه يبرأ من مرضه ويجد ضالته, ومنه الحديث: " قيل يا رسول الله ما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة ".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 03:40 م]ـ
فائدة:
قوله: ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال: ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: " أحسنها الفأل, ولا ترد مسلما فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك ".
قوله: عن عقبة بن عامر: هكذا وقع في نسخ التوحيد وصوابه: عن عروة بن عامر؛ كذا أخرجه أحمد وأبو داود وغيرهما؛ وهو مكي اختلف في نسبه؛ فقال أحمد: عن عروة بن عامر القرشي, وقال غيره: الجهني, واختلف في صحبته؛ فقال الماوردي: له صحبة, وذكره ابن حبان في ثقات التابعين, وقال المزي: لا صحبة له تصح.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 03:42 م]ـ
فائدة:
النبي صلى الله عليه و سلم كان يعجبه الفأل وروى الترمذي وصححه عن أنس رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا خرج لحاجته يحب أن يسمع: يا نجيح يا راشد ", وروى أبو داود عن بريدة أن النبي صلى الله عليه و سلم كان لا يتطير من شيء, وكان إذا بعث عاملاً سأله عن اسمه, فإذا أعجبه فرح به, وإن كره اسمه رؤي كراهية ذلك في وجهه, وإسناده حسن وهذا فيه استعمال الفأل.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 03:48 م]ـ
س228/ ما حكم الطيرة؟
ج/ قال ابن حمدان: "تكره الطيرة"؛ وكذا قال غيره من أصحاب أحمد.
قال ابن مفلح: "والأولى القطع بتحريمها لأنها شرك, وكيف يكون الشرك مكروها الكراهية الإصطلاحية؟ ".
قال في شرح السنن: "وإنما جعل الطيرة من الشرك لأنهم كانوا يعتقدون أن الطيرة تجلب لهم نفعا أو تدفع عنهم ضرا إذا عملوا بموجبها, فكأنهم أشركوا مع الله تعالى".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 03:50 م]ـ
س229/ ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "وما منا إلا"؟
ج/ قال أبو القاسم الأصبهاني والمنذري: في الحديث إضمار التقدير: وما منا إلا وقد وقع في قلبه شيء من ذلك ا هـ
وقال الخلخاني: حذف المستثنى لما يتضمنه من الحالة المكروهة, وهذا من أدب الكلام.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 03:52 م]ـ
س230/ ما معنى قول المصنف: "وجعل آخره من قول ابن مسعود"؟
ج/ قال ابن القيم: "وهو من الصواب, فإن الطيرة نوع من الشرك".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 03:53 م]ـ
س231/ ما صحة حديث ابن عمرو: " ومن ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك قالوا فما كفارة ذلك؟ قال: أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك "؟
ج/ هذا الحديث رواه أحمد والطبراني عن عبد الله بن عمرو بن العاص, وفي إسناده ابن لهيعة وبقية رجاله ثقات.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 09, 04:01 م]ـ
س232/ ما صحة حديث الفضل بن عباس قال: " خرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فبرح ظبي فمال في شقه فاحتضنته فقلت: يا رسول الله تطيرت فقال: إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك "؟
ج/ هذا الحديث عند الإمام أحمد من حديث الفضل بن عباس قال: " خرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فبرح ظبي فمال في شقه فاحتضنته فقلت: يا رسول الله تطيرت فقال: إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك " وفي إسناده انقطاع, أي بين مسلمة راويه وبين الفضل؛ وهو الفضل بن العباس بن عبد المطلب؛ ابن عم النبي صلى الله عليه و سلم, قال ابن معين: "قتل يوم اليرموك", وقال غيره: "قتل يوم مرج الصفر سنة ثلاث عشرة وهو ابن اثنتين وعشرين سنة", وقال أبو داود: "قتل بدمشق, كان عليه درع رسول الله صلى الله عليه و سلم".
¥