تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 01 - 10, 12:44 م]ـ

س255/ ما أقسام الخوف?

ج/ ثلاثة أقسام:

أحدها: خوف السر؛ وهو أن يخاف من غير الله من وثن أو طاغوت أن يصيبه بما يكره؛ كما قال تعالى عن قوم هود عليه السلام إنهم قالوا له: "إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون * من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون ", وقال تعالى:"ويخوفونك بالذين من دونه" وهذا هو الواقع من عباد القبور ونحوها من الأوثان؛ يخافونها ويخوفون بها أهل التوحيد إذا أنكروا عبادتها وأمروا بإخلاص العبادة لله؛ وهذا ينافي التوحيد.

الثاني: أن يترك الإنسان ما يجب عليه خوفا من بعض الناس؛ فهذا محرم؛ وهو نوع من الشرك بالله المنافي لكمال التوحيد, وهذا هو سبب نزول هذه الآية كما قال تعالى: "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم * إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه" الآية, وفي الحديث: "إن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة: ما منعك إذ رأيت المنكر أن لا تغيره؟ فيقول: رب خشية الناس فيقول: إياي كنت أحق أن تخشى".

الثالث: الخوف الطبيعي؛ وهو الخوف من عدو أو سبع أو غير ذلك, فهذا لا يذم كما قال تعالى في قصة موسى عليه السلام:"فخرج منها خائفا يترقب" الآية.

ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 01 - 10, 12:46 م]ـ

س256/ ما معنى قوله تعالى: "إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه "؟

ج/ أي: يخوفكم أولياءَه.

ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 01 - 10, 12:53 م]ـ

س257/ ما صحة حديث أبي سعيد مرفوعا: "إن من ضعف اليقين أن ترضى الناس بسخط الله وأن تحمدهم على رزق الله وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله إن رزق الله لا يجره حرص حريص ولا يرده كراهية كاره"؟

ج/ هذا الحديث رواه أبو نعيم في الحلية, والبيهقي وأعله بمحمد بن مروان السدي؛ وقال: "ضعيف", وفيه أيضا عطية العوفي: ذكره الذهبي في الضعفاء والمتروكين, ومعنى الحديث صحيح وتمامه: "وإن الله بحكمته جعل الروح والفرح في الرضى واليقين وجعل الهم والحزن في الشك والسخط".

ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 01 - 10, 01:01 م]ـ

فائدة:

قال شيخ الإسلام: وكتبت عائشة إلى معاوية وروي أنها رفعته: "من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس ومن أرضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئا" هذا لفظ المرفوع, ولفظ الموقوف: "من أرضى الله بسخط الناس رضى الله عنه وأرضى عنه الناس ومن أرضى الناس بسخط الله عاد حامده من الناس له ذاماً", وهذا من أعظم الفقه في الدين, فإن من أرضى الله بسخطهم كان قد اتقاه وكان عبده الصالح والله يتولى الصالحين والله كاف عبده, " ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب", والله يكفيه مؤنة الناس بلا ريب, وأما كون الناس كلهم يرضون عنه قد لا يحصل ذلك, لكن يرضون عنه إذا سلموا من الأغراض وإذا تبين لهم العاقبة. "ومن أرضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئاً" كالظالم الذي يعض على يديه, وأما كون حامده ينقلب ذاماً فهذا يقع كثيرا ويحصل في العاقبة, فإن العاقبة للتقوى لا تحصل ابتداءً عند أهوائهم ا هـ

ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 01 - 10, 01:03 م]ـ

فائدة:

وقد أحسن من قال:

(إذا صح منك الود يا غاية المنى ... فكل الذي فوق التراب تراب)

قال ابن رجب رحمه الله: فمن تحقق أن كل مخلوق فوق التراب فهو تراب فكيف يقدم طاعة من هو تراب على طاعة رب الأرباب؟ أم كيف يرضى التراب بسخط الملك الوهاب؟ إن هذا لشئ عجاب .. !

ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 01 - 10, 01:05 م]ـ

باب قول الله تعالى: "وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين"

س258/ ما معنى التوكل؟

ج/ قال أبو السعادات: يقال: توكل بالأمر إذا ضمن القيام به, ووكلت أمري إلى فلان إذا اعتمدت عليه, ووكل فلانٌ فلاناً إذا استكفاه أمره ثقةً بكفايته أو عجزاً عن القيام بأمر نفسه ا هـ

ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 01 - 10, 01:09 م]ـ

س259/ ماذا أراد المصنف رحمه الله بهذه الترجمة بالآية؟

ج/ بيان أن التوكل فريضة يجب إخلاصه لله تعالى, فإن تقديم المعمول يفيد الحصر؛ أي: وعلى الله فتوكلوا لا على غيره, فهو من أجمع أنواع العبادة وأعظمها؛ لما ينشأ عنه من الأعمال الصالحة, فإنه إذا اعتمد على الله في جميع أموره الدينية والدنيوية دون كل من سواه صح إخلاصه ومعاملته مع الله تعالى, فهو من أعظم منازل " إياك نعبد وإياك نستعين".

ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 01 - 10, 01:16 م]ـ

س260/ ما أقسام التوكل؟

ج/ قال الشارح رحمه الله تعالى: قلت: لكن التوكل على الله قسمان:

أحدهما: التوكل في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله؛ كالذين يتوكلون على الأموات والطواغيت في رجاء مطالبهم من نصر أو حفظ أو رزق أو شفاعة فهذا شرك أكبر.

الثاني: التوكل في الأسباب الظاهرة؛ كمن يتوكل على أمير أو سلطان فيما أقدره الله تعالى عليه من رزق أو دفع أذى ونحو ذلك, فهو نوع شرك أصغر, والوكالة الجائزة هي توكيل الإنسان الإنسان في فعل ما يقدر عليه نيابة عنه؛ لكن ليس له أن يعتمد عليه في حصول ما وُكل فيه, بل يتوكل على الله في تيسير أمره الذي يطلبه بنفسه أو نائبه, وذلك من جملة الأسباب التي يجوز فعلها ولا يعتمد عليها؛ بل يعتمد على المسبب الذي أوجد السبب والمسبب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير