تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال: فلقيت الفضيل بكتابه في المسجد الحرام؛ فلما قرأه ذرفت عيناه فقال: صدق أبو عبد الرحمن, ونصحني ثم قال: أنت ممن يكتب الحديث؟ قلت: نعم قال لي: اكتب هذا الحديث وأملى علي الفضيل بن عياض: حدثنا منصور بن المعتمر عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله علمني عملاً أنال به ثواب المجاهدين في سبيل الله فقال: "هل تستطيع أن تصلي فلا تفتر وتصوم فلا تفطر؟ فقال: يا رسول الله أنا أضعف من أن أستطيع ذلك ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم: فو الذي نفسي بيده لو طوقت ذلك ما بلغت فضل المجاهدين في سبيل الله, أما علمت أن فرس المجاهد ليستن في طوله فيكتب له بذلك حسنات؟ ".

ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 01 - 10, 07:09 م]ـ

باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أربابا من دون الله

س296/ ما معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما: "يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وتقولون: قال أبو بكر وعمر "؟

ج/ يوشك: بضم أوله وكسر الشين المعجمة, أي: يقرب ويسرع, وهذا القول من ابن عباس رضي الله عنهما جواب لمن قال: إن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما لا يريان التمتع بالعمرة إلى الحج ويريان أن إفراد الحج أفضل أو ما هو معنى هذا, وكان ابن عباس يرى أن التمتع بالعمرة إلى الحج واجب, ويقول: إذا طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط فقد حل من عمرته شاء أم أبى لحديث سراقة بن مالك حين أمرهم النبي صلى الله عليه و سلم أن يجعلوها عمرة ويحلوا إذا طافوا بالبيت وسعوا بين الصفا والمروة فقال سراقة: يا رسول الله ألعامنا هذا أم للأبد؟ فقال: "بل للأبد", والحديث في الصحيحين, وحينئذٍ فلا عذر لمن استوفى أن ينظر في مذاهب العلماء وما استدل به كل إمام ويأخذ من أقوالهم ما دل عليه الدليل إذا كان له ملكة يقتدر بها على ذلك كما قال تعالى: "فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا"؛ وللبخاري ومسلم وغيرهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت ولولا أن معي الهدي لأحللت"؛ هذا لفظ البخاري في حديث عائشة رضي الله عنها, ولفظه في حديث جابر: "افعلوا ما أمرتكم به فلولا أني سقت الهدي لفعلت مثل الذي أمرتكم" في عدة أحاديث تؤيد قول ابن عباس.

وبالجملة: فلهذا قال ابن عباس لما عارضوا الحديث برأي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما: "يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ... " الحديث

وقال الإمام مالك رحمه الله تعالى: "ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه و سلم".

وكلام الأئمة في هذا المعنى كثير.

ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 01 - 10, 07:32 م]ـ

فائدة من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقرأهذه الآية: "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم" الآية, فقلت: "إنا لسنا نعبدهم قال: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ فقلت: بلى قال: فتلك عبادتهم" رواه أحمد والترمذي وحسنه:

في الحديث دليل على أن طاعة الأحبار والرهبان في معصية الله عبادة لهم من دون الله, ومن الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله لقوله تعالى في آخر الآية: "وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون" ونظير ذلك في قوله تعالى: "ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون", وهذا قد وقع فيه كثير من الناس مع من قلدوهم لعدم إعتبارهم الدليل إذا خالف المقلد؛ وهو من هذا الشرك, ومنهم من يغلو في ذلك ويعتقد أن الأخذ بالدليل والحالة هذه يكره أو يحرم؛ فعظمت الفتنة, ويقول: هم أعلم منا بالأدلة ولا يأخذ بالدليل إلا المجتهد!! وربما تفوهوا بذم من يعمل بالدليل, ولا ريب أن هذا من غربة الإسلام كما قال شيخنا رحمه الله في المسائل: "فتغيرت الأحوال وآلت إلى هذه الغاية فصارت عند الأكثر عبادة الرهبان هي أفضل الأعمال ويسمونها ولاية وعبادة الأحبار هي العلم والفقه ثم تغيرت الحال إلى أن عبد من ليس من الصالحين وعبد بالمعنى الثاني من هو من الجاهلين".

وأما طاعة الأمراء ومتابعتهم فيما يخالف ما شرعه الله ورسوله فقد عمت بها البلوى قديماً وحديثاً في أكثر الولاة بعد الخلفاء الراشدين وهلم جرا, وقد قال تعالى: "فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين", وعن زياد بن حدير قال: قال لي عمر رضي الله عنه: "هل تعرف ما يهدم الإسلام؟ قلت: لا قال: يهدمه زلة العالم وجدال المنافق بالقرآن وحكم الأئمة المضلين". رواه الدارمي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير