ج/ هو عامر بن شراحيل الكوفي, عالم أهل زمانه, وكان حافظاً علامةً ذا فنون, كان يقول: "ما كتبت سوداء في بيضاء", وأدرك خلقاً كثيراً من الصحابة, وعاش بضعاً وثمانين سنة. قاله الذهبي.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 01 - 10, 11:24 م]ـ
باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات
س305/ ما سبب نزول قوله تعالى: "وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب"؟
ج/ هو أن مشركي قريش جحدوا اسم الرحمن عناداً.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 01 - 10, 11:35 م]ـ
س306/ ما معنى: "الرحمن"؟
ج/ الرحمن اسمه وصفته, دل هذا الإسم على أن الرحمة وصفه سبحانه, وهي من صفات الكمال, فإذا كان المشركون جحدوا إسما من أسمائه تعالى وهو من الأسماء التي دلت على كماله سبحانه وبحمده فجحود معنى هذا الإسم ونحوه من الأسماء يكون كذلك, فإن جهم بن صفوان ومن تبعه يزعمون أنها لا تدل على صفة قائمة بالله تعالى, وتبعهم على ذلك طوائف من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم, فلهذا كفرهم كثيرون من أهل السنة, قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى:
ولقد تقلد كفرهم خمسون في ... عشر من العلماء في البلدان
واللالكائي الإمام حكاه عنـ ... هم بل حكاه قبله الطبراني
فإن هؤلاء الجهمية ومن وافقهم على التعطيل جحدوا ما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله من صفات كماله ونعوت جلاله, وبنوا هذا التعطيل على أصل باطل أصلوه من عند أنفسهم؛ فقالوا: هذه الصفات هي صفات الأجسام, فيلزم من إثباتها أن يكون الله جسماً!! هذا منشأ ضلال عقولهم, لم يفهموا من صفات الله إلا ما فهموه من خصائص صفات المخلوقين, فشبهوا الله في إبتداء آرائهم الفاسدة بخلقه, ثم عطلوه من صفات كماله وشبهوه بالناقصات والجمادات والمعدومات, فشبهوا أولاً وعطلوا ثانياً وشبهوه ثالثاً بكل ناقص ومعدوم, فتركوا ما دل عليه الكتاب والسنة من إثبات ما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله على ما يليق بجلاله وعظمته, وهذا هو الذي عليه سلف الأمة وأئمتها, فإنهم أثبتوا لله ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه و سلم إثباتاً بلا تمثيل وتنزيهاً بلا تعطيل, فإن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات, يحتذى حذوه, فكما أن هؤلاء المعطلة يثبتون لله ذاتاً لا تشبه الذوات, فأهل السنة يقولون ذلك, ويثبتون ما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله من صفات كماله ونعوت جلاله, لا تشبه صفاته صفات خلقه, فإنهم آمنوا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم ولم يتناقضوا, وأولئك المعطلة كفروا بما في الكتاب والسنة من ذلك وتناقضوا, فبطل قول المعطلين بالعقل والنقل ولله الحمد والمنة, وإجماع أهل السنن من الصحابة والتابعين وتابعيهم وأئمة المسلمين.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 01 - 10, 11:42 م]ـ
س307/ ما سبب قول علي رضي الله عنه: "حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله"؟
ج/ سبب هذا القول ـ والله أعلم ـ ما حدث في خلافته من كثرة إقبال الناس على الحديث وكثرة القصاص وأهل الوعظ, فيأتون في قصصهم بأحاديث لا تعرف من هذا القبيل, فربما استنكرها بعض الناس وردها, وقد يكون لبعضها أصل أو معنى صحيح, فيقع بعض المفاسد, لذلك أرشدهم أمير المؤمنين رضي الله عنه إلى أنهم لا يحدثون عامة الناس إلا بما هو معروف ينفع الناس في أصل دينهم وأحكامه, من بيان الحلال من الحرام الذي كلفوا به علماً وعملاً دون ما يشغل عن ذلك مما قد يؤدي إلى رد الحق وعدم قبوله, فيفضي بهم إلى التكذيب ولا سيما مع اختلاف الناس في وقته وكثرة خوضهم وجدلهم.
وقد كان شيخنا المصنف رحمه الله لا يحب أن يقرأ على الناس إلا ما ينفعهم في أصل دينهم وعباداتهم ومعاملاتهم الذي لا غنى لهم عن معرفته, وينهاهم عن القراءة في مثل كتب ابن الجوزي: كالمنعش والمرعش والتبصرة لما في ذلك من الإعراض عما هو أوجب وأنفع, وفيها ما الله به أعلم مما لا ينبغي اعتقاده والمعصوم من عصمه الله.
¥