ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 07:56 ص]ـ
باب لا يقال: السلام على الله
س338/ ما معنى: "إن الله هو السلام"؟
ج/ معنى قوله: "إن الله هو السلام": إن الله سالم من كل نقص ومن كل تمثيل, فهو الموصوف بكل كمال, المنزه عن كل عيب ونقص.
قال العلامة ابن القيم في بدائع الفوائد: السلام اسم مصدر وهو من ألفاظ الدعاء, يتضمن الإنشاء والإخبار, فجهة الخبر فيه لا تناقض الجهة الإنشائية, وهو معنى السلام المطلوب عند التحية, وفيه قولان مشهوران:
الأول: أن السلام هنا هو الله عز و جل, ومعنى الكلام: نزلت بركته عليكم ونحو ذلك, فاختير في هذا المعنى من أسمائه عز و جل اسم السلام دون غيره من الأسماء.
الثاني: أن السلام مصدر بمعنى السلامة, وهو المطلوب المدعو به عند التحية, ومن حجة أصحاب القول: أنه يأتي منكراً فيقول المسلم: سلام عليكم, ولو كان اسماً من أسماء الله لم يستعمل كذلك, ومن حجتهم: أنه ليس المقصود من السلام هذا المعنى؛ وإنما المقصود منه الإيذان بالسلامة خبراً ودعاءً.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: وفصل الخطاب أن يقال: الحق في مجموع القولين, فكل منهما بعض الحق, والصواب في مجموعهما.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 08:03 ص]ـ
باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت
فائدة:
قوله: في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة فإن الله لا مكره له"؛ بخلاف العبد فإنه قد يعطي السائل مسألته لحاجته إليه أو لخوفه أو رجائه, فيعطيه مسألته وهو كاره, فاللائق بالسائل للمخلوق أن يعلق حصول حاجته على مشيئة المسؤول مخافة أن يعطيه وهو كاره, بخلاف رب العالمين؛ فإنه تعالى لا يليق به ذلك لكمال غناه عن جميع خلقه, وكمال جوده وكرمه, وكلهم فقير إليه محتاج, لا يستغني عن ربه طرفة عين, وعطاؤه كلام, وفي الحديث: "يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سخاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض؟ فإنه لم يغض ما في يمينه وفي يده الأخرى القسط يخفضه ويرفعه", يعطي تعالى لحكمة, ويمنع لحكمة, وهو الحكيم الخبير, فاللائق بمن سأل الله أن يعزم المسألة, فإنه لا يعطي عبده شيئاً عن كراهة ولا عن عظم مسألة, وقد قال بعض الشعراء فيمن يمدحه:
ويعظم في عين الصغير صغارها ... ويصغر في عين العظيم العظائم
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 08:07 ص]ـ
باب لا يقول: عبدي وأمتي
س339/ لماذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قول: "عبدي وأمتي"؟
ج/ نهى عنها تحقيقاً للتوحيد وسداً لذرائع الشرك؛ لما فيها من التشريك في اللفظ, لأن الله تعالى هو رب العباد جميعهم, فإذا أطلق على غيره شاركه في الإسم فينهى عنه لذلك؛ وإن لم يقصد بذلك التشريك في الربوبية التي هي وصف الله تعالى, وإنما المعنى أن هذا مالك له, فيطلق عليه هذا اللفظ بهذا الإعتبار؛ فالنهي عنه حسماً لمادة التشريك بين الخالق والمخلوق وتحقيقاً للتوحيد وبعداً عن الشرك حتى في اللفظ, وهذا أحسن من مقاصد الشريعة لما فيه من تعظيم الرب تعالى وبعده عن مشابهة المخلوقين.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:01 ص]ـ
باب لا يرد من سأل بالله
س340/ ما حكم رد من سأل بالله؟
ج/ ظاهر الحديث النهي عن رد السائل إذا سأل بالله؛ لكن هذا العموم يحتاج إلى تفصيل بحسب ما ورد في الكتاب والسنة, فيجب إذا سأل السائل ما له فيه حق كبيت المال أن يجاب؛ فيعطى منه على قدر حاجته وما يستحقه وجوباً, وكذلك إذا سأل المحتاج من في ماله فضل فيجب أن يعطيه على حسب حاله ومسألته, خصوصاً إذا سأل من لا فضل عنده, فيستحب أن يعطيه على قدر حال المسؤول ما لا يضر به ولا يضر عائلته, وإن كان مضطراً وجب أن يعطيه ما يدفع ضرورته.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:03 ص]ـ
فائدة:
وعند أبي داود في رواية أبي نهيك عن ابن عباس: "من سألكم بوجه الله فأعطوه", وفي رواية عبيد الله القواريري لهذا الحديث: "ومن سألكم بالله .... " كما في حديث ابن عمر.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[03 - 02 - 10, 09:09 ص]ـ
باب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة
س341/ جاء في حديث جابر في هذا الباب مرفوعاً: "لا يسأل بوجه الله إلا الجنة". فكيف نجيب عن السؤال بوجه الله في هذه الأحاديث: "أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل على غضبك أو ينزل بي سخطك لك العتبي حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بالله", والحديث المروي في الأذكار: "اللهم أنت أحق من ذكر وأحق من عبد ـ وفي آخره ـ أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض" وأمثال ذلك في الأحاديث المرفوعة بالأسانيد الصحيحة أو الحسان؟
ج/ ما ورد من ذلك فهو في سؤال ما يقرب إلى الجنة أو ما يمنعه من الأعمال التي تمنعه من الجنة, فيكون قد سأل بوجه الله وبنور وجهه ما يقرب إلى الجنة؛ كما في الحديث الصحيح: "اللهم إن أسألك الجنة وما يقرب إليها من قول وعمل وأعوذ بك من النار وما يقرب إليها من قول وعمل"؛ بخلاف ما يختص بالدنيا كسؤال المال والرزق والسعة في المعيشة رغبةً في الدنيا؛ مع قطع النظر عن كونه أراد بذلك ما يعينه على عمل الآخرة, فلا ريب أن الحديث يدل على المنع من أن يسأل حوائج دنياه بوجه الله, وعلى هذا فلا تعارض بين الأحاديث كما لا يخفى, والله أعلم.
¥