ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 10:58 ص]ـ
باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه و سلم حمى التوحيد وسده طرق الشرك
س363/ لماذا نهى صلى الله عليه وسلم أن يقال: " أنت سيدنا" و "يا خيرنا وابن خيرنا"؟
ج/ كره صلى الله عليه و سلم أن يواجهوه بالمدح فيفضي بهم إلى الغلو, وأخبر صلى الله عليه و سلم أن مواجهة المادح للمدوح بمدحه ـ ولو بما هو فيه ـ من عمل الشيطان لما تفضي محبة المدح إليه من تعاظم الممدوح في نفسه؛ وذلك ينافي كمال التوحيد, فإن العبادة لا تقوم إلا بقطب رحاها الذي لا تدور إلا عليه, وذلك غاية الذل في غاية المحبة, وكمال الذل يقتضي الخضوع والخشية والاستكانة لله تعالى, وأن لا يرى نفسه إلا في مقام الذم لها والمعاتبة لها في حق ربه, وكذلك الحب لا تحصل غايته إلا إذا كان يحب ما يحبه الله ويكره ما يكرهه الله من الأقوال والأعمال والإرادات, ومحبة المدح من العبد لنفسه تخالف ما يحبه الله منه, والمادح يغره من نفسه, فيكون آثماً, فمقام العبودية يقتضي كراهة المدح رأساً والنهي عنه صيانة لهذا المقام, فمتى أخلص العبد الذل لله والمحبة له خلصت أعماله وصحت, ومتى أدخل عليها ما يشوبها من هذه الشوائب دخل على مقام العبودية بالنقص أو الفساد, وإذا أداه المدح إلى التعاظم في نفسه والإعجاب بها وقع في أمر عظيم ينافي العبودية الخاصة؛ كما في الحديث: "الكبرياء درائي والعظمة إزاري فمن نازعني شيئا منهما عذبته", وفي الحديث: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 11:04 ص]ـ
س364/ ما حكم تسمية العبد بالسيد؟
ج/ قال العلامة ابن القيم في بدائع الفوائد: اختلف الناس في جواز إطلاق السيد على البشر, فمنعه قوم ونُقل عن مالك, واحتجوا بقول النبي صلى الله عليه و سلم لما قيل له: يا سيدنا قال: "السيد الله تبارك وتعالى", وجوزه قوم واحتجوا بقول النبي صلى الله عليه و سلم للأنصار: "قوموا إلى سيدكم"؛ وهذا أصح من الحديث الأول, قال هؤلاء: السيد أحد ما يضاف إليه, فلا يقال للتميمي سيد كندة, ولا يقال: الملك سيد البشر, قال: وعلى هذا فلا يجوز أن يطلق على الله هذا الاسم, وفي هذا نظر, فإن السيد إذا أطلق عليه تعالى فهو في منزلة المالك والمولى والرب, لا بمعنى الذي يطلق على المخلوق. انتهى
قلت: فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في معنى قول الله تعالى: "قل أغير الله أبغي ربا" أي إلهاً وسيداً, وقال في قول الله تعالى: "الله الصمد"؛ أنه السيد الذي كمل في جميع أنواع السؤدد, وقال أبو وائل: هو السيد الذي انتهى سؤدده, وأما استدلالهم بقول النبي صلى الله عليه و سلم للأنصار: "قوموا إلى سيدكم"؛ فالظاهر أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يواجه سعداً به فيكون في هذا المقام تفضيل والله أعلم.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 11:07 ص]ـ
باب ما جاء في قول الله تعالى: "وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون"
فائدة:
قال محمد بن كعب: "لو قدروه حق قدره ما كذبوه", وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: "هم الكفار الذين لم يؤمنوا بقدرة الله عليهم, فمن آمن أن الله على كل شيء قدير فقد قدر الله حق قدره ومن لم يؤمن بذلك فلم يقدر الله حق قدره".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 11:14 ص]ـ
س365/ اذكر بعض ألفاظ السلف في نفي معرفة الكيفية لصفات الله تعالى؟
ج/ من ذلك ما رواه الحافظ الذهبي في كتاب العلو وغيره بالأسانيد الصحيحة عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم أنها قالت في قوله تعالى: "الرحمن على العرش استوى" قالت: "الإستواء غير مجهول, والكيف غير معقول, والإقرار به إيمان, والجحود به كفر", رواه ابن المنذر واللالكائي وغيرهما بأسانيد صحاح, قال: وثبت عن سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى أنه قال: لما سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن: كيف الاستواء قال: "الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق", وقال ابن وهب: كنا عند مالك فدخل رجل فقال: يا أبا عبد الله "الرحمن على العرش استوى" كيف استوى؟ فأطرق مالك رحمه الله وأخذته الرحضاء وقال: "الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه ولا يقال كيف؟ و كيف عنه مرفوع وأنت صاحب بدعة, أخرجوه", رواه البيهقي بإسناد صحيح عن ابن وهب, ورواه عن يحيى بن يحيى أيضاً ولفظه قال: "الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة".
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[05 - 02 - 10, 11:16 ص]ـ
س366/ ما معاني الإستواء؟
ج/ قال البخاري في صحيحه: قال مجاهد: "استوى علا على العرش", وقال إسحاق بن راهويه: سمعت غير واحد من المفسرين يقول: "الرحمن على العرش استوى"؛ أي: ارتفع, وقال محمد بن جرير الطبري في قوله تعالى: "الرحمن على العرش استوى"؛ أي: علا وارتفع.
¥