تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[31 - 08 - 09, 09:29 ص]ـ

إلى الأخ أيمن

أنقل لك من موقع الشبكة الاسلامية طرفاً من هذا الموضوع لعل الله أن ينفعنا وإياك به حول قولك ( ... فتراهم يعزفون عن الدين لإسباب متعلقة بفروع لا أصول أساءوا فهمها أو شوهت لهم.)

ففي الفتوى أنهم قالوا: ( ... وقد اختلف أهل العلم فيما إذا كان أهل الفترة مخاطبين بأصل التوحيد أم لا، مع اتفاقهم على أنهم غير مخاطبين بالفروع، قال صاحب مراقي السعود: ذو فترة بالفرع لا يراع**** وفي الأصول بينهم نزاع.)

وإليك رابط الفتوى:

http://www.islamweb.net/VER2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=48952&Option=FatwaId

والله أعلم.

ـ[محمد براء]ــــــــ[31 - 08 - 09, 02:37 م]ـ

نفع الله بكم وجزاكم الله خيراً.

حقيقة استشكالي هو مدى حقيقة وقوع هذا الحكم في وقتنا الحالي على الناس!

وإليكم ما أعني مع ذكر نقاط اسشكالي في المسألة:

هل يشترط السماع بالرسالة وبالتوحيد أم يشترط التبليغ على وجه صحيح لا لبس فيه؟

فقد ورد في الصحيح من الحديث أنّ المصطفى صلى الله عليه وسلم قال: ما من أحد يسمع بي من هذه الأمة، ولا يهودي، ولا نصراني، فلا يؤمن بي؛ إلا دخل النار" فاشترط هنا السماع ولم أجد نصاً يصرح باشتراط وصول الرسالة على وجهها الصحيح.

فمثلاً ينشر في وسائل الإعلام في الغرب أنّ الإسلام دين سفك دماء وتخلف وما إلى ذلك مما يرموننا به، ونحن منه براء، فترى البعض من أهل الغرب يعزف عن الدين مع علمهم أنّ المسلمين يؤمنون باله واحد وأساسيات الدين. فتراهم يعزفون عن الدين لإسباب متعلقة بفروع لا أصول أساءوا فهمها أو شوهت لهم.

فهل يقال عن هؤلاء أنهم أهل فترة مع العلم أنّ دعوة الرسل وصلتهم من قبل وإن كانت انتهت اليهم محرفة، فهل يعذروا لأنهم لم يعرفوا غير ما وجدوا من تعاليم وشرعة محرفة أم أنهم مطالبون هنا لمعرفة الصواب لأن العقل يرفض مثل هذه التحاريف كما حصل للكثير منهم من الذين رفضوا ما هم عليه لوضوح التحريف والخطأ وبدأوا البحث حتى أسلموا.

هذا هو في الواقع استشكالي من الجانب العملي لا النظري.

فهل من مسعف؟

ما داموا قادرين على تعلم الإسلام كما هو لا بالصورة المشوهة فهم مؤاخذون، لأن العذر بالجهل شرطه العجز عن التعلم.

أما إن لم يكونوا قادرين، فهل يؤاخذون بالصورة المشوهة التي وصلتهم؟

قال الإمام أبو عبد الله الحليمي في منهاج شعب الإيمان: " إن العاقل المُميِّزَ إذا سمع أيَّة دعوة كانت إلى اللّه تعالى فتركَ الاستدلال بعقلِهِ على صحتها وهو من أهل الاستدلال والنظرِ، كان بذلك مُعرِضَاً عن الدعوة، فكَفَر، ويبعُدُ أن يوجدَ شخصٌ لم يبلغهُ خبرُ أحدٍ من الرُّسُل على كثرتِهِم وتطاوُلِ أزمان دعوَتِهِم ووفور عَدَدُ الذين آمنُوا بهم واتَّبَعُوهم والذين كَفَرُوا بهم وخالَفُوهم، فإنَّ الخبرَ قد يبلغُ على لسانِ المخالف كما يبلغُ على لسان الموافق "

وقال الشيخ محمد الحسن ولد الددو: " واختلف في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يسمع بي)، فكثير من الذين يسمعون الحديث من الذين يهتمون بالمجال الفكري يقولون: تقوم الحجة بمجرد أن يسمع الإنسان باسم محمد صلى الله عليه وسلم وبرسالته وبالدين الذي جاء به، حتى لو سمع به مشوهاً، مثل أكثر المعاصرين من أهل الكتاب والكفرة، فإنهم لم يسمعوا به إلا مثل ما سمعوا بـ بوذا مثلاً.

وذهب آخرون إلى أن المقصود بالسماع السماع غير المشوه، فهو الذي تقوم به الحجة، ومعناه أن يعلموا أنه رسول، وأنه رسول آخر الزمان الذي تنسخ ملته كل ما سبق.

وهذا يؤخذ من وصف النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه؛ ففي حديث جبير بن مطعم الذي ختم به مالك الموطأ: (لي خمسة أسماء، فأنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمه، وأنا العاقب)، فهذا يقتضي أن من لم يسمع به على وصفه، ولم تبلغه دعوته كما هي لا تقوم عليه الحجة بمجرد السماع، ولكن دلالة هذا دلالة بعيدة، في مقابل التصريح بالسماع في الحديث السابق.

وعموماً يترتب على هذه المسألة كثير من الفروع: منها: لعن من مات من الكفرة ولم تبلغه الدعوة كما هي.

ومنها: استباحة دمائهم وأموالهم في حياتهم إذا سمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولم تبلغهم الدعوة كما هي، كالكفرة في زماننا هذا، فكثير منهم لم تبلغهم الدعوة كما هي، فهل تستباح دماؤهم وأموالهم بمجرد هذا البلاغ والسماع الذي حصل أو لا؟ وأما تكفيرهم فلا شك ولا اختلاف فيه بين الناس، فهم كفار قطعاً، حتى لو سمعوا بهذه الشريعة سماعاً مشوهاً كما ذكرنا، ومن تساهل فلم يصفهم به على اعتبار أنهم بمثابة من لم تبلغه الدعوة، فقد تساهل تساهلاً زائداً؛ لأن الذي يستدلون به ويأخذون به هو بعض المفهومات من الآيات، وكلها من مفهومات المخالفة، مثل قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا} [البينة:6]، فـ (من) هنا يزعم بعض الناس أنها تبعيضية، وأنه ليس كل أهل الكتاب ولا المشركين كفرة.

ولكن هذا الوجه أبعد ما يكون عن الصواب، فـ (من) بيانية للذين كفروا، وبيانهم أنهم ينقسمون إلى قسمين: إما أن يكونوا أهل كتاب وإما أن يكونوا مشركين ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير