تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" ثم اتصل (يعني: الشيخ محمدًا) بالشيخ محمد السندي المدني، وأخذ ما اطمأن إليه وعارضه فيما لم يقبله عقله ويطمئن إليه قلبه ".

- ولا ندري ما مستند الأستاذ في هذا القول الذي لم يسبقه إليه أحد ممن ترجم للشيخ من تلاميذه وأحفاده، والخبراء بسيرته، كالشيخ ابن غانم، والشيخ عبد الرحمن بن حسن، والشيخ ابن بشر وغيرهم.

- ثم هل المرجع فيما يقبل ويرد في الأخذ عن العلماء هو العقل أو ميزان الشرع وقواعده الثابتة؟!

- إن الأستاذ جعل الشيخ يرجع في ذلك إلى عقله، وهذا ما لا نوافقه عليه ولا يوافقه عليه غيرنا، لاسيما في حق مثل الشيخ الذي كان يحرص كل الحرص على اتباع الدليل والانقياد له ولأن صحيح النقل لا يخالف صريح العقل أبدًا كما هو معلوم.

- وفي هذا تجريح للشيخ محمد حياة السندي في علمه بأن عنده ما لا يقره العقل ولا يطمئن إليه القلب.

6 - في (ص74 - 75) يقول الأستاذ:

" بدأت الدعوة (يعني: دعوة الشيخ) حادة عنيفة مطبوعة بطابع التطرف والمغالاة، فكان طبيعيًا أن يلقاها الناس بعناد وتطرف، ومثل هذا لا يجعل للمسلم مجالًا بين الطرفين المتقابلين. . . . "

إلى أن قال:

" بدأت (يعني: الدعوة) بإنكار المجتمع الإسلامي كله , فالمسلمون جميعًا في نظر الوهابيين قد انسلخوا عن الإسلام بما أدخلوا على دينهم من بدع ومحدثات كالتوسل بغير الله ورفع القباب على قبور الموتى ممن يعتقد فيهم الصلاح، وهذا لون من الشرك بالله وفي هذا بعض الحق ولكن فيه كثيرًا المبالغة والغلو. . . . . . . . . . . . . ".

إلى أن قال:

" كان لا بد أن يحدث هذا (يعني: شدة الخلاف بينهم وبين غيرهم) بعد أن وضع الوهابيون دعوتهم في هذا الإطار الذي يحصر الإسلام في دعوتهم، ويجعل كل من انحرف عنها منحرفًا عن الإسلام، داخلًا في مداخل الكفر والإلحاد ونجد هذا واضحًا في الكتب التي ألفها علماء الوهابيين " اهـ.

- والجواب أن نقول: هكذا يصف الأستاذ دعوة الشيخ بهذه الأوصاف:

أ- الغلو والتطرف والعنف.

ب_ تكفر جميع المسلمين، وحصر الإسلام في تلك الدعوة، وتكفير من انحرف عنها.

ج-- أن كتب علماء الوهابية تشتمل على تكفير المسلمين.

جوابنا على ذلك أن نقول:

أولًا: قد تناقض الأستاذ في كتابه هذا تناقضًا واضحًا في موضوع دعوة الشيخ فبينما هو يصفها بهذه الصفات المنفرة التي ربما يكون قد قرأها من كتب خصومها، أو سمعها من أفواههم , {وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} بينما هو يسطر هذه الصفات هنا، إذا هو في آخر كتابه يقول في (ص111 - 112):

" ودعوة محمد بن عبد الوهاب من الكلم الطيب , لأنها تستند إلى الحق , وتدعو له , وتعمل في سبيله , ولهذا كانت دعوة مباركة , وفيرة الثمر , كثيرة الخير , لقد قام صاحبها يدعو إلى الله لا يبغي بهذا جاهًا , ولا يطلب سلطانًا , وإنما يضيء للناس معالم الطريق , ويكشف لهم المعاثر والمزالق التي أقامها الشيطان على جوانبه.

ولقد اصطدمت هذه الدعوة وهي وليدة في مهدها بقوة عاتية , ولو لم تكن تستند إلى أصول ثابتة من الحق , وتقوم على دعائم قوية من الإيمان , لقضي عليها من أول صدمة , ولما واصلت سيرها في الحياة , ولما بقي منها في قلوب الناس أثر ينتفع به. . ".

إلى أن يقال:

" لقد وقف أتباع هذه الدعوة وقفة لا يمكن أن توصف بأقل من مواقف الشهداء من أتباع الأنبياء وحوارييهم. . ".

إلى أن قال بعدما ذكر موقفهم من حملة إبراهيم باشا:

" وهكذا الدعوات الخاصة والمبادئ السليمة أشبه بالمعادن الكريمة , تزيدها النار وهجًا وبريقًا , وكالنبت الطيب يزيده الحريق أريجًا وطيبًا , فقد كانت هذه الدماء الزكية التي أريقت في سبيل الدعوة أكرم على الله من أن تذهب هدرًا , أو تضيع هباء , ولقد كانت غذاء طيبًا لتلك الشجرة المباركة , فزكت وأينعت وأطلعت أطيب الثمرات. . ".

هذا ما قاله الأستاذ في ثنائه على الشيخ وتزكيتها.

فهل تراه نسي ما كتبه قبل ذلك من وصفها بتلك الصفات المنفرة: الغلو , والتطرف , وتكفير جميع المسلمين؟

كيف نجمع بين طرفي كلامه وهما نقيضان , والجمع بين النقيضين مستحيل , فكيف يجتمع في دعوة الشيخ هذا وذاك؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير