فصار الجواب على هذا أن نقول: إن الله تعالى يريد المعاصي مع كراهته لها لحكمة بالغة،كما أن الإنسان يأخذ بإبنه الذي هو من أحب الناس إليه ويكويه بالنار وهو يكره أن يكويه لأنها تؤلمه، لكن يفعل ذلك لما يترتب عليه من المصالح.
قال المؤلف: (مراد لربنا)، وأتى بقوله (لربنا) لأن من مقتضى ربوبيته أن يكون كل شيء مراداً له.
وقوله: (من غير ما اضطرار منه لنا) ((ما)) زائدة لتوكيد النفي، يعني: من غير أن يضطرنا نحن إلى ما نفعله. ويريد بذلك الرد على الجبرية الذين يقولون: إن الإنسان مجبر على عمله، فالمؤلف رحمه الله يقول: إنه يريد منا ذلك لكن لم يضطرنا إلى هذا، فنحن نفعل الطاعات باختيارنا، ولا نشعر بأن أحداً يجبرنا عليها، ونفعل المعاصي كذلك باختيارنا، ولا نشعر أن أحداً يجبرنا عليها.
والدليل على أن فعل الإنسان صادر عن إرادة منه ء سمعي وواقعي:
أما الدليل السمعي: فالآيات في ذلك كثيرة، منها قوله تعالى: (مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَة) (آل عمران: الآية 152) وقوله تعالى: (وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ) (البقرة: الآية 272) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات) والأدلة أكثر من أن تحصر بأن فعل العبد صادر باختياره، لكن هذا الاختيار تابع لمشيئة الله، لقوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ) (الإنسان: الآية 30).
أما الدليل الواقعي: فإن كل إنسان يفعل الأفعال وهو لا يشعر أن أحداً يجبره عليها، فيحضر إلى الدرس باختياره، ويغيب عن الدرس باختياره، ولهذا إذا وقع الفعل من غير اختيار لم ينسب إلى العبد، بل يرفع عنه إثمه،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يفيق).
ولم ينسب الله عز وجل تقلب أصحاب الكهف إلى أنفسهم بل نسبه إليه، فقال: (وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ) (الكهف: الآية 18) ولم يقل يتقلبون، لأنه ليس منهم إرادة، فالنائم لا إرادة له، ولهذا لا يقع طلاقه لو طلق؛ فلو فرضنا أن أحداً كلم زوجته في النوم، وقال: يا فلانة، أنت طالق ثلاثاً بتاتاً، ثم أصبح فإن طلاقه لا يقع؛ لأن النائم لا ينسب فعله إليه، لأنه وقع بغير إرادة.
وهذه قاعدة مطردة؛فلو طلق السكران ء وهو لا يعي ما يقول ء فإن طلاقه لا يقع،ولو طلق الغضبان غضباً شديداً لا يملك نفسه فإن طلاقه لا يقع؛ لأنه بغير إرادة. فإذا كان الشيء بغير إرادة فلا حكم له شرعاً، فتبين بهذا أن وقوع الشيء بإرادة منا ثابت بالقرآن والواقع.
ثم قال المؤلف رحمه الله: (فافهم ولا تماري)، لا تمار: أي لا تجادل؛ لأن المراء بغير حق، من أجل أن ينتصر الإنسان، هذا مراء محرم؛ لأنه يجادل بالباطل ليدحض به الحق، أما الذي يماري لثبات الحق فإن ذلك من الجدال المأمور به. اهـ
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[28 - 09 - 09, 11:25 م]ـ
أيهذا النافض مذرويه المالئ كبرا عطفيه. إنا لم نبتدءك بالكلام،ولا نصبنا بيننا وبينك الخصام،والكلام الذي سقناه قد علونا له ـ لو تأملته ـ برسم "المدارسة" لا المناظرة والمغالبة. وحينئذ فليتك أغنيتنا عن قراءة ما زبرت يمينك من "لوافح الكلم"بدلا من "لواقح الفهم".واعتذر سلفا للقراء من "الاختيارات" التي "انتقيتها" من "نضح "هذا الرجل، وناقل الكفر ما كفر:
قال المدعو (عبدالكريم بن عبدالرحمن):
أم أنك تريد تصفية بعض الحسابات من نقاشات سابقة
قال ابو العلياء: وأي "نقاشات" كانت بيني وبينك؟ إنما هي مرة واحدة ـ فيما أذكر ـ فأعرضت عن "نضحك" و لسان حالي يقول:
وإذا الجهول طمت به غلواؤه 0000فاجعل له الحلم الرصين لجاما
أم تراك لم تفهم مغزى سكوتي عن جوابك يومها؟ عليك باعادة النظر في كتب العقيدة هذه نصيحة لي لك فالظاهر جهلك بمثل هذه الامور و هذا خطير جدا و الله المستعان
ومن أنا حتى "أعيد النظر" في كتب العقيدة؟ أنا أقل شأنا من ذلك. أم أنك تريد معنى آخر فخانتك العبارة كما خانتك في قولك " هذه نصيحة لي لك " ولك أن تعتبر تعليقي هذا تنكيتا لا تبكيتا.
و لماذا كل هذا التحامل هل هي تصفية حسابات قديمة!!!!!!! انه لغل في قلوب بعضهم يدفعهم بعدم الانصاف و التعدي و الله المستعان .... ليس لي حاجة في نقاش أمثالك و السلام على من اتبع الهدى
والله ليس بيني وبينك الا ما أسلفت ذكره. فإن كنت تعلم شيئا"شينا" آخر فاذكره ودع القراء يحكمون. وهذا تعليقي السابق على "مناقشتك" منشور فهل علمتم ـ رحمكم الله ـ أنني تحاملت فيه و تعديت عليه؟
[ QUOTE][ و كأني بك تقول كما قال الكفار في قوله تعالى .......
/ QUOTE]
ليس لنا مثل السوء ـ والله حسيبك ـ
وأما المدارسة فإن تكلم فيها متكلم بحلم وعلم تكلمنا معه،وأما من كان على شاكلتك من أهل "النسخ واللصق" ونكد الخلق، فترك مدارستهم غنم،والاشتغال بقراءة ما "منتسخوه وسلخوه" غرم.
¥