بالتنكيت والتدقيق والبحث في العبارات هذا أمر دقيق لا يمكن أن يقف عليه أي إنسان، لكن صفةٌ أثبتها السلف لربي -عزَّ وجل- أو أولها أو أعطلها فمعاذ الله.
فالمراد -بارك الله فيكم-: أني أدقق في أن العينين الأحاديث التي وردت صراحةً مضافةً لله -عزَّ وجلَّ- لم يثبت منها شيء، وأما ما أثبته السلف من العينين فاعتمدوا على أحاديث صحيحةٍ فيها من حيث التوجيه فيها نزاع مِن مثل: «إن ربكم ليس بأعور» والأقوى من «إن ربكم ليس بأعور» عندي وفي فهمي ما ورد عند أبي داود أنّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قرأ قول الله {وكان الله سميعاً بصيراً} فأشار إلى سمعه وإلى بصره.
ومع هذا فقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- إجماع السلف على إثبات العينين لله -عزَّ وجلّ- وكما سمعتم كلامه -رحمه الله تعالى- مِن أن العقيدة (لا تؤخذ عني ولا عمن فوقي وإنّما تؤخذ من كتاب الله وسنّة رسول الله وكلام السلف بإجماعهم)، فالمبحث قائم، وأنتم طلبة علم حديث، فابحثوا في الكتب، وانظروا ويا ليتنا نجد شيئاً؛ لأني أرى أن الإجماعَ لا يمكن ان يتحقق إلا مع وجود نص، وهذا يجعلنا نقول أننا بحاجة لمزيد بحث ومزيد نظر ليس في أصل عقيدتنا، وإنما في النظر في المخطوطات والكتب والأسانيد والبحث إلى آخره. . .، ومن قال أن المخطوطات هذه لسنا بحاجة لها وهذه الأجزاء لسنا بحاجة لها والنصوص قد انتهت هو مخطئ.
وأنا أدعو –أيضاً- ويا ليتني أجد وقتاً لأن أدرس حديث: «فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن» فإن ثبت هذا الحديث فقد يكون هذا مستنداً قوياً لما أجمع عليه السلف، ولا يلزم من صحة الإجماع إبراز الدليل النقلي مِن الكتاب والسُّنة.
فهذا الكلام لا أسامح ولا أجوّز لأحدٍ يقوم فيقول: فلان يقول كذا، وفلان يخالف عقيدة السلف، انظروا معي مثلاً إلى إثبات صفة الساق مَنْ أوّل مثلاً قول الله -تعالى-: {يوم يُكشف عن ساق} فأثبت الصفة من نصٍّ آخر أو أوَّل أو ضعّف حديث «فإنّ الله خلق آدم على صورة الرحمن»، فأثبت الصورة من حديث آخر، هذا يقال فيه: أخطأ، ما يُقال فيه ضال ولا يُقال فيه خالف عقيدة السلف، هذه دقائق ومسائل ينبغي لطلبة العلم أن يعرفوها.
خلاصةُ ما أقول ومعذرة على الإطالة؛ حتى أكون قد قلت قولاً يُعرف عني وينقل عني، ومن سمع مني أو فهم عني خلاف ما أقول الآن فليُضرب عنه صفحاً، الذي أقوله ديانةً بعد تأملٍ وبحثٍ وقد جمعتُ أقوال العلماء جميعاً في هذه الصفة مع النصوص الواردة وبيان ضعفها أقول: إثبات صفة العينين للهِ –عزَّ وجلَّ- نُقِلَ إجماع السلف عليه وهو طريقٌ معتبرٌ يؤخذ به؛ ولكن هذا شيء والبحث في التصحيح والتضعيف في بعض النصوص شيءٌ آخر.
وصلى الله وسلّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم».
كلام شيخنا مشهور منقول من مشاركة أخ آخر في الشبكة
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[08 - 10 - 09, 10:39 م]ـ
يقول شيخنا مشهور في معرض حديثه عن الكردي الكذاب صاحب صعقة المنصور
"أما مسألة العينين لله تعالى, فقد جرى كلام بيني وبينه في مكتبتي وهو يذكر أشياء لابن عبد البر وأنا أقول: دعك من هذا ولا تتكلم فيه.
العقيدة كيف تؤخذ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (11/ 490): "يأخذ المسلمون جميع دينهم من الاعتقادات والعبادات وغير ذلك من كتاب الله وسنة رسوله وما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها، وليس ذلك مخالفا للعقل الصريح، فإنّ ماخالف العقل الصريح فهو باطل، وليس في الكتاب والسنة والإجماع باطل، ولكن فيه ألفاظ قد لا يفهمها بعض الناس أو يفهمون منها معنى باطلاً فالآفة منهم لا من الكتاب والسنة".
شيخ الإسلام ينقل إجماع السلف في إثبات العينين لله تعالى، وأنا أنازع في الاستدلال في إثبات العينين بحديث فيه ذكر الدجال: "إن ربكم ليس بأعور ٍ"، إذ لا يجوز كما قال ابن عبد البر بالإجماع قياس الخالق على المخلوق, والعور: هو العيب , وفي "صحيح مسلم": "أعور اليمنى"., وفي "صحيح مسلم" أيضاً: "أعور اليسرى"فالعور: (مطلق العيب) , ولا يلزم من العور عدد الأعين، ثم في كتاب ربنا (الأعين) , ولم يثبت في كتاب ربنا (العينين). ولا أعرف حديثاً فيه منطوق صريح في إثبات العينين, إلا رواية فيها رجل متروك.
¥