تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإذا كان هذا حال من يؤلف ويجمع في التأريخ وأن عليه أن يتحلى بتلك الصفات الرفيعة، فكيف بمن يتصدر لتحقيق كتب وتراث الغير ثم يتصرف فيه بما لم يرده مؤلفوه؟ والله المستعان.

وأما الشخص الآخر الذي جانب الأمانة تحقيقاته لا سيما التراث اليمني هو: عبد الله بن محمد الحبشي-المحقق والباحث في المجمع الثقافي بأبي ظبي بدولة الإمارت العربية المتحدة-وحسبي ذكر كلام شيخه إسماعيل الأكوع-رحمه الله- الذي كان له الفضل عليه بعد الله جل وعلا،ومن ثم ظهروه وشهرته ([14] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn14)): جاء في كتاب هجر العلم ومعاقله في اليمن،للشيخ إسماعيل الأكوع (2/ 675هامش 2) عند ذكر مؤلفات محمد بن أحمد الحجري منها: مجموع بلدان اليمن قبائلها في مجلدين:"انتحل إبراهيم المقحفي صاحب (درا الكلمة) هذا الكتاب لنفسه بعد أن اختصره، وأضاف إليه أسماء من سجل الإحصاء العام بمساعدة الباحث المعروف عبد الله الحبشي وسماه (معجم البلدان والقبائل اليمنية .... ) ".

وجاء أيضا في هجر العلم (2/ 1011) عند ترجمة أسعد بن أبي يعفر الحوالي وذكر آثار آل يعفر ومنها ما ذكره المؤرخ عبد الرحمن بن محمد الحبيشي في كتاب (الاعتبار في التواريخ والأخبار) قائلا: ((وبلغ ما أُنفق في عمارة جامع صنعاء خمسة وعشرين ألف خزانة، في كل خزانة أربعة عشر ألف مثقال يعفري، والجملة ثلاث مئة ألف وخمسون ألفا، والدينار اليعفري يومئذ ثلاثة دنانير ملكية)) ثم قال الشيخ الأكوع في الهامش:"وهذا النص موجود في جميع النسخ الخطية، ولكن الأستاذ العالم عبد الله بن محمد الحبشي حذف هذه الفقرة عمداً حينما نشر هذا الكتاب، لحاجةٍ في نفس يعقوب" ([15] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn15)).

كما ذكره عنه شيخه الأكوع أنه كان لا يذكر أسماء من أطلعوه على الكتب المهمة والنادرة حتى يستأثر بهم وحده ([16] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn16)).

وقال عنه أيضا:"كما انه لا يتحرى الدقة في ذكر المراجع التي اطلع عليها هو شخصيا. فقد يطلع على بعض الكتب الحديثة التي اعتمد فيها مؤلفوها على كتب نادرة، اطلعوا عليها ونقلوا عنها، وهي في حوزتهم وحدهم فيذكرها في مؤلفاته، ليوهم القراء أنه اطلع عليها، ونقل عنها مباشرة، وليس عن المرجع الذي اعتمد عليه، كما فعل حينما أخرج (تاريخ البريهي) الي أطلق عليه اسم (صلحاء اليمن) ولم يكن اسم مؤلفه معروفا، فذكر أنه عرف اسمه وهو عبد الوهاب بن عبد الرحمن البريهي، نقلا عن كتاب (قرة العين بمعرفة بني دعسين) ولم يطلع على هذا الكتاب،وإنما نقله من كتاب (المدارس الإسلامية في اليمن) ([17] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn17)). كذلك يتصرف بالنصوص التي يحققها إما بالحذف لبعض حقائق ثابته، كما فعل في تاريخ (الاعتبار) للحبيشي ([19] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn18))...."([18] (http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn19))

وذكر الشيخ الأكوع مؤلفات عبد الله الحبشي ومنها: (مصادر الفكر الإسلامي في اليمن)،فقال عنه:"وقد شمل كثيرا من المؤلفات اليمانية وذكر مؤلفيها، ولا سيما المؤلفين الحضارمة حتى الأحياء منهم، لكنه لم يذكر بعض المشهورين مثل الشيخ علي بن أحمد باصبرين من علماء القرن الثالث عشر الهجري صاحب (حدائق البواسق المثمرة في بيان أحكام صواب الشجرة) ولا الشيخ صلاح البكري صاحب (تاريخ حضرموت السياسي).لحاجة في نفس يعقوب!!! ذلك لأنهما شككا في صحة أنساب العلويين في حضرموت" ([20] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn20)).

وقد نصحه شيخه إسماعيل الأكوع-رحمه الله- نصيحة ثمينة-عساه يعمل بها- فقال:"ولو تحرى الدقة في العمل،والأمانة العلمية فيما ينقل عنه، والاستعانة بذوي الخبرة والمعرفة في شرح الكلمات الدارجة غير اللغوية التي لا يعرف مدلولها الاصطلاحي، والتأني وعدم الاستعجال في إصدار ما يقوم على تأليفه أو تحقيقه، لكان نسيج وحده، وفريد عصره، وعسى الله أن يجعله يتدارك هذا النقص في مستقبل أيامه ... " ([21] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn21)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير