تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تفسير القرطبي 15/ 27 - 28

قال ابن كثير: " في معنى قوله: (لمستقر لها) قولان:

أحدهما: أن المراد: مستقرها المكاني، وهو تحت العرش مما يلي الأرض في ذلك الجانب، وهي أينما كانت فهي تحت العرش وجميع المخلوقات ; لأنه سقفها، وليس بكرة كما يزعمه كثير من أرباب الهيئة، وإنما هو قبة ذات قوائم تحمله الملائكة، وهو فوق العالم مما يلي رءوس الناس، فالشمس إذا كانت في قبة الفلك وقت الظهيرة تكون أقرب ما تكون من العرش، فإذا استدارت في فلكها الرابع إلى مقابلة هذا المقام، وهو وقت نصف الليل، صارت أبعد ما تكون من العرش، فحينئذ تسجد وتستأذن في الطلوع، كما جاءت بذلك الأحاديث.

قال البخاري عن أبي ذر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: كنت مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في المسجد عند غروب الشمس، فقال: " يا أبا ذر، أتدري أين تغرب الشمس؟ " قلت: الله ورسوله أعلم. قال: " فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فذلك قوله: (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم).

عن أبي ذر قال: سألت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن قوله: (والشمس تجري لمستقر لها)، قال: " مستقرها تحت العرش ".

كذا أورده هاهنا. وقد أخرجه في أماكن متعددة، ورواه بقية الجماعة إلا ابن ماجه، من طرق، عن الأعمش، به.

وقال الإمام أحمد: عن أبي ذر قال: كنت مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في المسجد حين وجبت الشمس، فقال: " يا أبا ذر، أتدري أين تذهب الشمس؟ " قلت: الله ورسوله أعلم. قال: " فإنها تذهب حتى تسجد بين يدي ربها عز وجل، فتستأذن في الرجوع فيؤذن لها، وكأنها قد قيل لها: ارجعي من حيث جئت. فترجع إلى مطلعها، وذلك مستقرها، ثم قرأ: (والشمس تجري لمستقر لها)

وقال سفيان الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأبي ذر حين غربت الشمس: " أتدري أين هذا؟ " قلت: الله ورسوله أعلم. قال: " فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها، ويقال لها: ارجعي من حيث جئت. فتطلع من مغربها، فذلك قوله: (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم).

وقيل: المراد بقوله: (لمستقر لها) هو انتهاء سيرها وهو غاية ارتفاعها في السماء في الصيف وهو أوجها، ثم غاية انخفاضها في الشتاء وهو الحضيض.

والقول الثاني: أن المراد بمستقرها هو: منتهى سيرها، وهو يوم القيامة، يبطل سيرها وتسكن حركتها وتكور، وينتهي هذا العالم إلى غايته، وهذا هو مستقرها الزماني.

قال قتادة: (لمستقر لها) أي: لوقتها ولأجل لا تعدوه.

وقيل: المراد: أنها لا تزال تنتقل في مطالعها الصيفية إلى مدة لا تزيد عليها، يروى هذا عن عبد الله بن عمرو.

وقرأ ابن مسعود، وابن عباس: " والشمس تجري لا مستقر لها " أي: لا قرار لها ولا سكون، بل هي سائرة ليلا ونهارا، لا تفتر ولا تقف. كما قال تعالى: (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين) أي: لا يفتران ولا يقفان إلى يوم القيامة.

تفسير ابن كثير باختصار 6/ 576 - 577

2 - قوله تعالى: {وسخر لكم الشمس والقمر دائبين}.

قال الطبري: "يتعاقبان عليكم أيها الناس بالليل والنهار، لصلاح أنفسكم ومعاشكم (دائبين) في اختلافهما عليكم. وقيل: معناه: أنهما دائبان في طاعة الله ". أهـ

تفسير الطبري 17/ 14

وقال القرطبي: " أي في إصلاح ما يصلحانه من النبات وغيره، والدءوب مرور الشيء في العمل على عادة جارية. وقيل: دائبين في السير امتثالا لأمر الله، والمعنى يجريان إلى يوم القيامة لا يفتران ; روي معناه عن ابن عباس ". أهـ

تفسير القرطبي 9/ 321 - 322

وقال ابن كثير: " أي: يسيران لا يقران ليلا ولا نهارا ... فالشمس والقمر يتعاقبان، والليل والنهار عارضان فتارة يأخذ هذا من هذا فيطول، ثم يأخذ الآخر من هذا فيقصر ". أهـ

تفسير ابن كثير باختصار 4/ 511

3 - قوله تعالى: {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النها وكل في فلك يسبحون}

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير