قال الطبري: " يعني بقوله: (تزاور): تعدل وتميل، من الزور: وهو العوج والميل، يقال منه: في هذه الأرض زور: إذا كان فيها اعوجاج، وفي فلان عن فلان ازورار، إذا كان فيه عنه إعراض، ومنه قول بشر بن أبي خازم:
يؤم بها الحداة مياه نخلٍ ... وفيها عن أبانينَ ازورارُ
يعني: إعراضا وصدا ". أهـ
تفسير الطبري 17/ 619
وقال البغوي: " أي: تميل وتعدل (عن كهفهم ذات اليمين) أي: جانب اليمين (وإذا غربت تقرضهم) أي: تتركهم وتعدل عنهم (ذات الشمال) أصل القرض القطع (وهم في فجوة منه) أي: متسع من الكهف وجمعها فجوات ". أهـ
تفسير البغوي 5/ 158
وقال القرطبي: " يعني أن الشمس إذا طلعت مالت عن كهفهم ذات اليمين، أي يمين الكهف، وإذا غربت تمر بهم ذات الشمال، أي شمال الكهف، فلا تصيبهم في ابتداء النهار ولا في آخر النهار ". أهـ
تفسير القرطبي 10/ 331
وقال ابن كثير: " هذا دليل على أن باب هذا الكهف من نحو الشمال؛ لأنه تعالى أخبر أن الشمس إذا دخلته عند طلوعها (تزاور عنه ذات اليمين) أي: يتقلص الفيء يمنة كما قال ابن عباس، وسعيد بن جبير، وقتادة: (تزاور) أي: تميل؛ وذلك أنها كلما ارتفعت في الأفق تقلص شعاعها بارتفاعها حتى لا يبقى منه شيء عند الزوال في مثل ذلك المكان؛ ولهذا قال: (وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال) أي: تدخل إلى غارهم من شمال بابه، وهو من ناحية المشرق، فدل على صحة ما قلناه، وهذا بين لمن تأمله وكان له علم بمعرفة الهيئة، وسير الشمس والقمر والكواكب، وبيانه أنه لو كان باب الغار من ناحية الشرق لما دخل إليه منها شيء عند الغروب، ولو كان من ناحية القبلة لما دخل منها شيء عند الطلوع ولا عند الغروب، ولا تزاور الفيء يمينا ولا شمالا ولو كان من جهة الغرب لما دخلته وقت الطلوع، بل بعد الزوال ولم تزل فيه إلى الغروب. فتعين ما ذكرناه ولله الحمد.
وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة: (تقرضهم) تتركهم.
(وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم) قال مالك، عن زيد بن أسلم: تميل (ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه) أي: في متسع منه داخلا بحيث لا تمسهم؛ إذ لو أصابتهم لأحرقت أبدانهم وثيابهم؛ قاله ابن عباس ". أهـ
تفسير ابن كثير باختصار 5/ 143
وقال الشنقيطي " أي ترى أيها المخاطب الشمس عند طلوعها تميل على كهفهم، والمعنى: أنك لو رأيتهم لرأيتهم كذلك، لا أن المخاطب رآهم بالفعل، كما يدل لهذا المعنى قوله تعالى: لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا الآية، والخطاب بمثل هذا مشهور في لغة العرب التي نزل بها هذا القرآن العظيم، وأصل مادة التزاور: الميل، فمعنى {تزاور} تميل. والزور: الميل، ومنه شهادة الزور، لأنها ميل عن الحق. ومنه الزيارة ; لأن الزائر يميل إلى المزور، ومن هذا المعنى قول عنترة في معلقته:
فازور من وقع القنا بلبانه،،، وشكا إلي بعبرة وتحمحم
وقول عمر بن أبي ربيعة:
وخفض عني الصوت أقبلت مشية الـ ... ــحباب وشخصي خشية الحي أزور
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {ذات اليمين} أي جهة اليمين، وحقيقتها الجهة المسماة باليمين. وقال أبو حيان في البحر: وذات اليمين: جهة يمين الكهف، وحقيقتها الجهة المسماة باليمين، يعني يمين الداخل إلى الكهف، أو يمين الفتية. اهـ، وهو منصوب على الظرف.
وقوله تعالى: {وإذا غربت تقرضهم}، من القرض بمعنى القطيعة والصرم ; أي تقطعهم وتتجافى عنهم ولا تقربهم، وهذا المعنى معروف من كلام العرب، ومنه قول غيلان ذي الرمة:
نظرت بجرعاء السبية نظرة،،، ضحى وسواد العين في الماء شامس
إلى ظعن يقرضن أقواز مشرف،،، شمالا وعن أيمانهن الفوارس
فقوله: يقرضن أقواز مشرف: أي يقطعنها ويبعدنها ناحية الشمال ... ". أهـ
تفسير أضواء البيان 3/ 219 - 223
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[09 - 10 - 09, 07:42 م]ـ
أيها الكرام ..
حتى نبقى في صُلب الموضوع فنستفيد، مَن أراد التوسّع في النقاش حول دوران الأرض فإليه هذه الروابط المخصّصة لهذه القضية:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=72769 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=72769)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29780
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19691
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95755 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95755)
أمَا وأنّ صاحب الموضوع يستفسر عن وجود البيت المعمور في السماء بحذاء الكعبة على الأرض، فهلاّ كان النقاش مركّزاً في هذه القضية؟
لم يصحّ عن الرسول صلى الله عليه وسلّم في ذلك شيء، وقد استعرض ابن حجر في الفتح الأخبار والآثار التي وردت في ذلك، وهي إما بأسانيد واهية وإما مِن أقوال الصحابة.
¥