تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 - و أخرج بن مردويه عن داود بن صالح قال: قال سهل بن حنيف الأنصاري: أتدرون فيم أنزلت: * (و لقد علمنا المستقدمين منكم ... ) * الآية؟ قلت: في سبيل الله، قال: لا، و لكنها في صفوف الصلاة. ذكره في " الدر المنثور " (4/ 97). قلت: فهذه الروايات و إن كانت لا تخلو من ضعف، فبعضها يشد بعضا، فهي صالحة للاستشهاد و يدل مجموعها على أن الآية الكريمة نزلت في صفوف الصلاة، فأين الغرابة؟! و إن كان المقصود بها غرابة المعنى و مباينة تفسير الآية بما دل عليه سبب النزول لما قبلها من الآيات: * (و أرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه. و ما أنتم له بخازنين. و إنا لنحن نحيي و نميت و نحن الوارثون. و لقد علمنا المستقدمين منكم و لقد علمنا المستأخرين. و إن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم) * .

فالجواب: أن المعنى المستفاد من سبب النزول ليس مباينا للعموم الذي تدل عليه الآية بسباقها و سياقها، و من المعلوم أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، قال العلامة الآلوسي في " روح المعاني " (4/ 290): " و من هنا قال بعضهم: الأولى الحمل على العموم، أي: علمنا من اتصف بالتقدم و التأخر في الولادة و الموت و الإسلام و صفوف الصلاة و غير ذلك ". و هو يشير بذلك إلى الإمام ابن جرير رحمه الله، فإنه اختار حمل الآية على العموم المذكور ثم قال: " و جائز أن تكون نزلت في شأن المستقدمين في الصف لشأن النساء، و المستأخرين فيه لذلك، ثم يكون الله عز وجل عم بالمعنى المراد منه جميع الخلق، فقال جل ثناؤه لهم: قد علمنا ما مضى من الخلق و أحصيناهم و ما كانوا يعملون و من هو حي منكم، و من هو حادث بعدكم أيها الناس! و أعمال جميعكم، خيرها و شرها، و أحصينا جميع ذلك، و نحن نحشرهم جميعهم فنجازي كلا بأعماله إن خيرا فخيرا، و إن شرا فشرا، فيكون ذلك تهديدا و وعيداً للمستأخرين في الصفوف لشأن النساء، و لكل من تعدى حد الله و عمل بغير ما أذن له به، و وعدا لمن تقدم في الصفوف لسبب النساء، و سارع إلى محبة الله و رضوانه في أفعاله كلها ". و هذا في غاية التحقيق كما ترى. جزاه الله خيرا.

ثالثا: و أما النكارة الشديدة التي زعمها ابن كثير رحمه الله، فالظاهر أنه يعني أنه من غير المعقول أن يتأخر أحد من المصلين إلى الصف الآخر لينظر إلى امرأة! و جوابنا عليه، أنهم قد قالوا: إذا ورد الأثر بطل النظر، فبعد ثبوت الحديث لا مجال لاستنكار ما تضمنه من الواقع، و لو أننا فتحنا باب الاستنكار لمجرد الاستبعاد العقلي للزم إنكار كثير من الأحاديث الصحيحة، و هذا ليس من شأن أهل السنة و الحديث،

بل هو من دأب المعتزلة و أهل الأهواء. ثم ما المانع أن يكون أولئك الناس المستأخرون من المنافقين الذين يظهرون الإيمان و يبطنون الكفر؟ بل و ما المانع أن يكونوا من الذين دخلوا في الإسلام حديثا، و لما يتهذبوا بتهذيب الإسلام، و لا تأدبوا بأدبه؟


[1] الحجر: الآية: 22 - 25. اهـ.

انتهى كلامه - رحمه الله -

ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 10:44 ص]ـ
الحديث منكر كما قال الحافظ ابن كثير رحمه الله وذلك من وجوه
الوجه الأول
أن عمرو بن مالك النكري لم يُؤثر عن أحد من الأئمة أنه وثَّقه سوى ذكرِ ابن حبان له في الثقات وقوله (يعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه)
ولم يرتض الحافظ الذهبي هذا فقال في الكاشف (وثّق) إشارة الى عدم قبول توثيقه
أما في الميزان فجزم بتوثيقه والصواب خلاف ذلك
وقد تناقض الشيخ الألباني رحمه الله في شأن النكري هذا
فقال سلسلته الضعيفة في حديث رقم (54)
قال المنذري (1/ 196) و تبعه الهيثمي (1/ 48): و إسناده حسن.
قلت: و فيما قالاه نظر، فإن عمرا هذا لم يوثقه غير ابن حبان (7/ 228، 8/ 487) وهو متساهل في التوثيق حتى إنه ليوثق المجهولين عند الأئمة النقاد كما سبق التنبيه على ذلك مرارا، فالقلب لا يطمئن لما تفرد بتوثيقه، و لا سيما أنه قد قال هو نفسه في مالك هذا:
يعتبر حديثه من غير رواية ابنه يحيى عنه، يخطيء و يغرب، فإذا كان من شأنه أن يخطيء و يأتي بالغرائب، فالأحرى به أن لا يحتج
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير