ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[13 - 10 - 09, 03:47 ص]ـ
وأشار إلى صحة إيمان المقلد الموفق ابن قدامه في روضة الناظر ووافقه الشنقيطي في تعليقه على الروضة واستدلا بدليلين، الأول {فاسألوا أهل الذكر} والثاني {ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون}.
ووجه الدلالة من هاتين الآيتين أنه يقبل قول المنذر إذا رجع إلى قومه ويكتفي بسؤاله وأما الآية الأولى {فاسألوا أهل الذكر} أي سؤال عن الحكم الشرعي.
بارك الله فيك.
أين أشار الموفق في الروضة إلى صحة إيمان المقلد في أصول الدين؟
ـ[الحريص بن محمد]ــــــــ[13 - 10 - 09, 04:03 ص]ـ
أخي أبا الوليد؛ الكلام نقلته بنصه من كلام الشيخ الخضير، فالعهدة عليه.
وهنا مزيد من شرح لوامع الأنوار البهية - (1/ 271) للسفاريني - رحمه الله - حيث قال:
في مسألة التقليد ثلاثة أقوال، (أولها) النظر واجب، وقد نقلناه عمن مر النقل عنهم، ورجحه الإمام الرازي، وأبو الحسن الآمدي.
(الثاني) ليس بواجب والتقليد جائز، وقد قدمنا كلام العنبري وغيره في ذلك.
(الثالث) التقليد حرام ويأثم بترك النظر والاستدلال، ومع إثمه بترك النظر، فإيمانه صحيح، وقد فهم كل هذا مما قررناه سابقا.
وثَم قول (رابع) وهو أن النظر حرام؛ لأنه مظنة الوقوع في الشبه والضلال لاختلاف الأذهان بخلاف التقليد، فيجب بأن يجزم المكلف عقده بما يأتي به الشرع من العقائد الدينية، ولكن قد علم مما مر أن الرجوع إلى الكتاب والسنة ليس بتقليد، وإن سمي تقليدا فمجاز، ومنه قول الإمام أحمد - رضي الله عنه -: ومن قلد الخبر رجوت أن يسلم إن شاء الله تعالى.
وقد قال أبو حامد الغزالي في كتابه ((فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة): من ظن أن مدرك الإيمان الكلام والأدلة المحررة والتقسيمات المرتبة فقد أبعد، لا بل الإيمان نور يقذفه الله في قلوب عباده عطية وهدية من عنده، تارة بتنبيه في الباطن لا يمكن التعبير عنه، وتارة بسبب رؤيا في المنام، وتارة بقرينة حال رجل متدين وسراية نوره إليه عند صحبته ومجالسته، وتارة بقرينة حال، «فقد جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - جاحدا له منكرا، فلما وقع بصره على طلعته البهية، وغرته الفريدة، فرآها يتلألأ منها نور النبوة. قال: والله ما هذا وجه كذاب، وسأل أن يعرض عليه الإسلام، فأسلم».
«وجاء آخر إليه فقال: أنشدك الله، آلله بعثك نبيا؟ فقال " بلى والله، الله بعثني نبيا " فصدقه بيمينه وأسلم». وأمثالهم أكثر من أن تحصى، ولم يشتغل واحد منهم قط بكلام وتعلم الأدلة، بل كان يبدو نور الإيمان أولا بمثل هذه القرائن في قلوبهم لمعة بيضاء ثم لا يزال يزداد وضوحا وإشراقا بمشاهدة تلك الأحوال العظيمة، وبتلاوة القرآن، وتصفية القلوب - إلى أن قال: والحق الصريح أن كل من اعتقد أن كل ما جاء به الرسول واشتمل عليه القرآن حق، اعتقادا جازما، فهو مؤمن، وإن لم يعرف أدلته.
قال: فالإيمان المستفاد من الأدلة الكلامية ضعيف جدا، مشرف على التزلزل بكل شبهة، انتهى
ـ[الحريص بن محمد]ــــــــ[13 - 10 - 09, 04:06 ص]ـ
وقال أيضاً: "
وقال العلامة المحقق ابن قاضي الجبل من علمائنا في أصوله: قال ابن عقيل: القياس النقلي حجة يجب العمل به، ويجب النظر والاستدلال به بعد ورود الشرع، قال: ولا يجوز التقليد، والحق الذي لا محيد عنه، ولا انفكاك لأحد منه صحة إيمان المقلد تقليدا جازما صحيحا، وأن النظر والاستدلال ليسا بواجبين، وأن التقليد الصحيح محصل للعلم والمعرفة، نعم يجب النظر على من لا يحصل له التصديق الجازم أول ما تبلغه الدعوة.
قال بعض علماء الشافعية: اعلم أن وجوب الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر لا يشترط فيه أن يكون عن نظر واستدلال، بل يكفي اعتقاد جازم بذلك، إذ المختار الذي عليه السلف وأئمة الفتوى من الخلف وعامة الفقهاء، صحة إيمان المقلد، قال: وأما ما نقل عن الإمام الشيخ أبي الحسن الأشعري من عدم صحة إيمان المقلد، فكذب عليه كما قاله الأستاذ أبو القاسم القشيري.
¥