تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[«آراء الإمام ابن ماجه الأصولية من خلال تراجم أبواب سننه» لفضيلة الشيخ الشثري]

ـ[سلمان بن عبدالقادر أبو زيد]ــــــــ[21 - 01 - 07, 08:06 م]ـ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

«آراء الإمام ابن ماجه الأصولية من خلال تراجم أبواب سننه»

لفضيلة الشيخ العلامة د. سعد بن ناصر الشثري

عضو هيئة كبار العلماء

و

عضو اللجنة الدائمة للإفتاء

المقدمة:

الحمد لله الذي تفضل على هذه الأمة بحفظ دينها، وصلاح أمرها، ورفعة شأنها، نحمده سبحانه، هيأ لهذه الأمة علماء يعلمون جاهلها ويرشدون ضالها، فله الحمد سبحانه أولا وآخرا، وظاهرا وباطنا، هو الحق لا يستحق العبادة أحد سواه، ولا يحتاج أحد من الخلق إلى واسطة في خطاب ربه ودعائه، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وأمينه على وحيه، اتباعه سبب لمحبة الله، وطاعته سبب لدخول جنة الخلد، فصلى الله على هذا النبي الكريم، وعلى آله وأصحابه وأتباعه الهداة الأبرار والسادة الأطهار، وسلم تسليما كثيرا، أما بعد:

فإن الله تعالى بفضله هيأ لهذه الأمة من يحفظ لها دينها، فنقلوا كتاب الله نقلا متواترا لا مجال للتشكيك فيه، ونقلوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وميزوا صحيحها من غيره، وصنفت المؤلفات في السنن والأحاديث، ومن أبرز هذه المؤلفات الكتب الستة: صحيح البخاري ومسلم، وسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، ومن هنا اهتم علماء الأمة بهذه الكتب، وصنفوا حولها المصنفات في الكلام عن معانيها وشروحها وأحكامها ورجالها واختصاراتها وزوائدها وصحيحها، إلا أنه لم يتصد أحد من المؤلفين للحديث عن القواعد الأصولية التي قررها هؤلاء الأئمة، أو طبقوها على الأحكام الشرعية في عناوين الأبواب التي يسميها العلماء بـ (التراجم)، ومن هنا ظهرت فكرة هذا البحث.

فرغبت أن أتناول تراجم الإمام ابن ماجه بالدراسة؛ لأستخرج منها القواعد والآراء الأصولية التي سار عليها الإمام في استخراج أحكام تراجمه.

وتراجم الإمام ابن ماجه على أنواع:

النوع الأول: ما ليس له علاقة مباشرة بالأحكام الشرعية، ومن أمثلة ذلك: (باب في بدء الإيمان) [السنن 1/ 22]، و (باب في القدر) [السنن 1/ 29]. ومن ذلك أيضا أبواب الفضائل [السنن 1/ 36 - 73].

النوع الثاني: التراجم التي تساق على جهة الاستفهام والسؤال، مثل قوله: (باب الرجل يستيقظ من منامه هل يدخل يده في الإناء قبل أن يغسلها؟) [السنن 1/ 138]، و (باب الأرض يصيبها البول كيف تغسل؟) [السنن 1/ 175]، و (باب في الحائض كيف تغتسل؟) [السنن 1/ 210]، و (باب أين يجوز بناء المساجد؟) [السنن 1/ 245].

النوع الثالث: التراجم التي يفهم الحكم منها عند قرنها بما وضع تحتها مثل: (باب من سن سنة حسنة) [السنن 1/ 74]، و (باب تغطية الإناء) [السنن 1/ 129]، و (باب الاستنجاء بالحجارة) [السنن 1/ 114]، و (باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء) [السنن 1/ 108]، و (باب الوضوء بالنبيذ) [السنن 1/ 135].

النوع الرابع: التراجم التي صرحت بالحكم منسوبا لقائل، سواء كان هذا القائل معروفا أو ليس بمعروف، مثل قوله: (باب من كره أن يوطأ عقباه) [السنن 1/ 89]، و (باب من دلك يده بالأرض بعد الاستنجاء) [السنن 1/ 128]، و (باب من كان لا يرفع يديه في القنوت) [السنن 1/ 373].

النوع الخامس: التراجم التي صرح المؤلف فيها بالحكم من غير نسبته إلى قائل، مثل قوله: (باب كراهية البول في المغتسل) [السنن 1/ 11]، و (باب كراهة مس الذكر باليمنى) [السنن 1/ 113]، و (باب كراهية الخلع للمرأة) [السنن 1/ 662]، و (باب الرخصة في الصلاة بمكة في كل وقت) [السنن 1/ 394].

والنوع الأول لا علاقة له باستخراج الأحكام الشرعية، ومن ثم فهو خارج عن موضوع هذا البحث.

والأنواع من الثاني إلى الرابع لم يصرح فيها الإمام ابن ماجه بالحكم منسوبا لنفسه، ومن ثم لم تدخل في هذا البحث، وإني لآمل أن يهيئ الله لها باحثا يستخرج بواسطتها القواعد الأصولية التي بنى عليها العلامة ابن ماجه هذه التراجم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير