،، فأهل السنة والجماعة لا يقطعوا بحكم الكفر على من اتى بمخرج من الملة، الا بعد اقامة الحجة وتطبيق شروط وانتفاء موانع الكفر، ولا يقوم بهذا الا من تولى امر المسلمين ومن ينوبهم من العلماء الراسخين، وليس ذلك لاحد من الناس سواهم
،، فكيف بلعن من له توبة؟
،، فهل اتخذت عند الله عز وجل عهدا بان من تلعنه فى وقت استحقاق اللعن، بالطرد من رحمته عز وجل
،، فكيف به اذا هداه الله من بعدها، هل ستقول انه كان يستحق الطرد من رحمة الله عز وجل فى وقت اتيانه ما استحق عليه اللعن؟؟
الا يعد هذا من التألى على الله، الا يخش المرء على نفسه أن يُقال له "فإنى قد غفرت له واحبطت عملك"؟؟
،، هل ورد نص من كتاب او سنة يأمرنا ان نتعبد باللعن (مثلما يفعل الرافضة) وان كان من يستحق اللعن منصوص على لعنه؟؟
،، وهل وردت نصوص تثبت للاّعن زيادة ثواب وللملعون زيادة عقاب؟؟
،، وهل اخبرنا الشارع الحكيم بان لعن المعين اذا اتى ما يستحق به اللعن، يُعد من باب الأمر والمعروف والنهى عن المنكر؟؟
اخرج مسلم فى صحيحه عن عمران قال بينما رسول الله {صلى الله عليه وسلم} في بعض أسفاره وامرأة ٌ من الأنصار على ناقة ٍ فضجرت فلعنتها فسمع ذلك رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فقال خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة قال عمران فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد
، قال النووى فى شرح الحديث:
(باب النهي عن لعن الدواب وغيرها)
قوله صلى الله عليه و سلم في الناقة التي لعنتها المرأة [2595] (خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة) وفي رواية [2596] لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة انما قال هذا زجرا لها ولغيرها وكان قد سبق نهيها ونهى غيرها عن اللعن فعوقبت بارسال الناقة والمراد النهي عن مصاحبته لتلك الناقة في الطريق وأما بيعها وذبحها وركوبها في غير مصاحبته صلى الله عليه و سلم وغير ذلك من التصرفات التي كانت جائزة قبل هذا فهي باقية على الجواز لأن الشرع إنما ورد بالنهي عن المصاحبة فبقي الباقي كما كان وقوله ناقة ورقاء بالمد أي يخالط بياضها سواد والذكر أورق وقيل هي التي لونها كلون الرماد قوله (فقالت حل) هي كلمة زجر للابل واستحثاث يقال حل حل باسكان اللام فيهما قال القاضي ويقال أيضا حل حل بكسر اللام فيهما بالتنوين وبغير تنوين قوله صلى الله عليه و سلم (خذوا ما عليها وأعروها) هو بهمزة قطع وبضم الراء يقال أعريته وعريته اعراء وتعرية فتعرى والمراد هنا خذوا ما عليها من المتاع ورحلها وآلتها قوله صلى الله عليه و سلم (لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا ولا يكون اللعانون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة) فيه الزجر عن اللعن وأن من تخلق به لا يكون فيه هذه الصفات الجميلة لأن اللعنة في الدعاء يراد بها الابعاد من رحمة الله تعالى وليس الدعاء بهذا من أخلاق المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى بالرحمة بينهم والتعاون على البر والتقوى وجعلهم كالبنيان يشد بعضه بعضا وكالجسد الواحد وأن المؤمن يحب لاخيه ما يحب لنفسه فمن دعا على اخيه المسلم باللعنة وهي الابعاد من رحمة الله تعالى فهو من نهاية المقاطعة والتدابر وهذا غاية ما يوده المسلم للكافر ويدعو عليه ولهذا جاء في الحديث الصحيح لعن المؤمن كقتله لأن القاتل يقطعه عن منافع الدنيا وهذا يقطعه عن نعيم الآخرة ورحمة الله تعالى وقيل معنى لعن المؤمن كقتله في الإثم وهذا أظهر
،، واخيرا" اخى الكريم، اذكر لى كيف يجوز لعن من ارتكب كبيرة تستوجب اللعن بظاهر النص، ثم تجزم بأن امره فى المشيئة؟ فماذا لو قدر المولى عز وجل العفو عنه، هل يكون ملعون حينئذ؟
نسأل الله العفو والعافية
ـ[إلياس العثماني المغربي]ــــــــ[06 - 01 - 08, 04:36 م]ـ
¥