تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد ذكر الحافظ رحمه الله في كتابه العجاب فتح الباري، خمسة أقوال فيحكماللعن ـ بعد أن ذكر ما بوب به الإمام البخاري رحمه الله، (باب ما يكره من لعن شارب الخمر وأنه خارج من الملة) والحديث الذي ساقه البخاري تحت الترجمة هو: عن عمر بن الخطاب أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانالنبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب فأتي به يوما فأمر به فجلد فقالرجل من القوم اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تلعنوه فوالله ما علمت، إنه يحب الله ورسوله) فقال عليه رحمةالله:

ـ عبر بالكراهة هنا إشارة إلى أن النهي للتنزيه في حق منيستحق اللعن إذا قصد به اللاعن محض السب لا إذا قصد معناه الأصلي وهو الإبعاد عنرحمة الله , فأما إذا قصده فيحرم ولا سيما في حق من لا يستحق اللعن كهذا الذي يحبالله ورسوله ولا سيما مع إقامة الحد عليه , بل يندب الدعاء له بالتوبة والمغفرة كماتقدم تقريره في الباب الذي قبله في الكلام على حديث أبي هريرة ثاني حديثي الباب , وبسبب هذا التفصيل عدل عن قوله في الترجمة كراهيةلعنشارب الخمر إلى قوله: " ما يكره من " فأشار بذلك إلى التفصيل , وعلى هذا التقريرفلا حجة فيه لمنعلعنالفاسقالمعينمطلقا ,

ـ وقيل إن المنع خاص بما يقع في حضرةالنبي صلى الله عليه وسلم لئلا يتوهم الشارب عند عدم الإنكار أنه مستحق لذلك , فربما أوقع الشيطان في قلبه ما يتمكن به من فتنه , وإلى ذلك الإشارة بقوله في حديثأبي هريرة " لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم "

ـ وقيل المنع مطلقا في حق منأقيم عليه الحد , لأن الحد قد كفر عنه الذنب المذكور ,

ـ وقيل المنع مطلقا فيحق ذي الزلة , والجواز مطلقا في حق المجاهرين ,

ـ وصوب ابن المنير أن المنعمطلقا في حقالمعين , والجواز في حق غيرالمعينلأنه في حق غيرالمعينزجر عن تعاطي ذلك الفعل وفي حقالمعينأذى له وسب وقدثبت النهي عن أذى المسلم.

واحتج من أجازلعنالمعينبأن النبي صلى الله عليه وسلم إنمالعنمن يستحق اللعن فيستويالمعينوغيره , وتعقب بأنه إنما يستحق اللعن بوصف الإبهامولو كان لعنه قبل الحد جائزا لاستمر بعد الحد كما لا يسقط التغريب بالجلد , وأيضافنصيب غيرالمعينمن ذلك يسير جدا والله أعلم. قالالنووي في " الأذكار ": وأما الدعاء على إنسان بعينه ممن اتصف بشيء من المعاصيفظاهر الحديث أنه لا يحرم وأشار الغزالي إلى تحريمه وقال في " باب الدعاء علىالظلمة " بعد أن أورد أحاديث صحيحة في الجواز قال الغزالي: وفي معنى اللعن الدعاءعلى الإنسان بالسوء حتى على الظالم مثل " لا أصح الله جسمه " وكل ذلك مذموم انتهى. والأولى حمل كلام الغزالي على الأول , وأما الأحاديث فتدل على الجواز كما ذكرهالنووي في قوله صلى الله عليه وسلم للذي قال كل بيمينك فقال لا أستطيع فقال " لااستطعت " فيه دليل على جواز الدعاء على من خالف الحكم الشرعي , ومال هنا إلى الجوازقبل إقامة الحد والمنع بعد إقامته , وصنيع البخاري يقتضيلعنالمتصف بذلك من غير أن يعين باسمه فيجمع بين المصلحتين , لأنلعنالمعينوالدعاء عليه قد يحمله على التمادي أو يقنطه من قبول التوبة , بخلاف ما إذا صرف ذلكإلى المتصف فإن فيه زجرا وردعا عن ارتكاب ذلك وباعثا لفاعله على الإقلاع عنه , ويقويه النهي عن التثريب على الأمة إذا جلدت على الزنا كما سيأتي قريبا. واحتجشيخنا الإمام البلقيني على جوازلعنالمعينبالحديث الوارد في المرأة إذا دعاها زوجها إلى فراشهفأبت لعنتها الملائكة حتى تصبح وهو في الصحيح , وقد توقف فيه بعض من لقيناه بأناللاعن لها الملائكة فيتوقف الاستدلال به على جواز التأسي بهم وعلى التسليم فليس فيالخبر تسميتها , والذي قاله شيخنا أقوى فإن الملك معصوم والتأسي بالمعصوم مشروع , والبحث في جوازلعنالمعينوهو الموجود.

وقال في موضع آخر: ... وقال عياض: جوز بعضهم لعن المعين ما لم يُحدّ، لأن الحد كفارة، قال وليس هذا بسديد لثبوت النهي عن اللعن في الجملة فحمله على المعين أولى، وقد قيل إن لعن النبي r لأهل المعاصي كان تحذيرا لهم عنها قبل وقوعها، فإذا فعلوها استغفر لهم ودعا لهم بالتوبة، وأما من أغلظ له ولعنه تأديبا على فعل فعله فقد دخل في عموم شرطه حيث قال: "سألت ربي أن يجعل لعني له كفارة ورحمة".

ـ[إلياس العثماني المغربي]ــــــــ[06 - 01 - 08, 04:56 م]ـ

أعتذر عن الأخطاء التي وردت في هذا الرد.

فكل كلمة جاءت مقرونة مع أختها، فهي بمعنى اللعن.

ـــــــــ

رحم الله الإمام الذهبي إذ يقول "من ذا سلم من الوهم"

ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[08 - 01 - 08, 06:48 م]ـ

قال مكي بن إبراهيم: كنا عند ابن عون فذكروا بلال بن أبي بردة فجعلوا يلعنونه ويقعون فيه وابن عون ساكت فقالوا: يا ابن عون إنما نذكره لما ارتكب منك، فقال: إنما هما كلمتان تخرجان من صحيفتي يوم القيامة: لا إله إلا الله ولعن الله فلاناً، فلأن يخرج من صحيفتي لا إله إلا الله، أحب إلي من أن يخرج منها لعن الله فلاناً.

أقول:هكذا فليكن المسلم فأي خير يجنيه العبد من لعن من لاينفعه لعنه ولا يضره تركه؟ بل لو لم تلعن الشيطان طوال عمرك ثم مت على ذلك لم يضرك عند ربك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير