* ونقل القرطبي عن ميمون بن مهران أنه قال: " الغناء ". (67)
* ونقل ابن كثير عن عمرو بن شعيب وعلي بن بذيمة أنهما قالا: " الغناء ". (68)
* وقال الإمام ابن العربي المالكي: " هو الغِناءُ وما اتصل به ". (69)
* وقال الإمام ابن عطية: " ولهو الحديث كل ما يُلهي من غِناءٍ وخَنَىً ونحوِهِ ". (70)
وأما معنى الآية:
فقال شيخ المفسرين الإمام الطبري في تفسيره: " عَنَى بهِ كُلَّ ما كَانَ مِن لهوِ الحديثِ مُلهياً عَن سَبيلِ اللهِ، مِمَّا نَهى اللهُ عَن استماعِهِ أو رسولُهُ لأن الله تعالى عَمَّ بقولهِ: (لَهوَ الحَديثِ) ولم يُخصص بعضاً دونَ بَعضٍ، فذلكَ على عُمومِهِ حتى يأتي ما يدل على خُصُوصِهِ، والغِناءُ والشركُ من ذلك ". (71)
وقال الإمام البغوي: " ومعنى قوله: (يشتري لهو الحديث) أي: يستبدلُ ويختارُ الغِناءَ والمزاميرَ والمعازفَ على القرآن ". (72)
وقال الإمام الحكيم الترمذي: " فإذا كان الغِناءُ لهواً يُضلُّ عن سبيل الله، فتعليم الصبيان فسادٌ لهُم، وكذلك المُغنية، وإنَّما تُعلَّمُ ليرتفع ثمنهُا عند أهل الريب والفساد؛ لأنهم يبغونَ بها نَصيبَ النفس ". (73)
وقال الإمام أبو عُمر البغدادي المشهور بغلام ثعلب: " لهوَ الحدِيثِ: أي غناءُ المُغنيات ". (74)
وقال الإمام القرطبي: " ولهو الحديث الغناء .. وهذا أعلى ما قيل في هذه الآية ". (75)
الدليل الثاني:
قوله تعالى لإبليس: (واستفزز من استطعت منهم بصوتك ... ) الآية. [سورة الإسراء 64]
قال جمع من أهل العلم بالتفسير، إنَّ المرادَ بقولهِ: (بصوتك) اللهوُ والغِناءُ والمَعازفُ والمَزاميرُ.
* روي عن مجاهد أنه قال: " باللهوِ والغِناءِ ". (76)
ورويَ عنه أيضاً أنه قال: " استَنزِلْ مَن استطعتَ مِنهم بالغِناءِ والمَزاميرِ واللهوِ والبَاطلِ ". (77)
* ورويَ عن الضحاك أنه قال: " صوت المزمار ". (78)
* ورويَ عن الحسن البصري أنه قال: " هو الدُّفُ والمِزمَارُ ". (79)
ومعنى الآية:
* قال الإمام ابن عطية: " والصوتُ هنا: قيل هو الغناءُ والمزاميرُ والملاهي؛ لأنها أصواتٌ كُلُّها مُختصةٌ بالمعاصي فهي مُضافةٌ إلى الشيطانِ ". (80)
* وقال الإمام القرطبي: " في الآية ما يدُلُّ على تحريم المزامير والغناء واللهو ... وما كان من صوتِ الشيطانِ أو فِعلهِ وما يستحسنُهُ فواجبٌ التنزهُ عنهُ ". (81)
* وقال الإمام محمد الأمين الشنقيطي: " أي استخِفَّ من استطعت أن تستخِفَّهُ منهم باللهو والغناء والمزامير ". (82)
الدليل الثالث:
قوله تعالى: (والذين لا يَشهدُونَ الزورَ وإذا مرُّوا باللغو مرُّوا كِرامَاً) [سورة الفرقان آية 72]
ذكر جمعٌ من أهل العلم أن المراد (بالزور) هو الغِناءُ.
قال مجاهد: " لا يسمعون الغناء ". (83)
وقال محمد بن الحنفية: " اللهو والغِناء ".
وقال أبو الجحاف: " إنه الغِناء ". (84)
وأما المعنى:
فقال الإمام ابن جرير الطبري: " وأصل الزور تحسينُ الشيءِ ووصفهُ بخلافِ صِفَتِهِ حتَّى يُخيَّلُ إلى مَن يَسمعُهُ أو يَراهُ أنَّهُ خِلافُ مَا هو بهِ، والشرك قد يَدخُلُ في ذلكَ؛ لأنهُ مُحَسَّنٌ لأهلهِ حتى قد ظنُّوا أنهُ حَقٌّ وهو باطِلٌ، ويَخُلُ فيهِ الغِناءُ؛ لأنهُ أيضاً مما يُحسِّنُهُ تَرجيعُ الصوتِ حتى يستحلي سَامِعُهُ سَمَاعَهُ،والكَذِبُ قد يدخُلُ فيهِ لِتَحسينِ صَاحِبُهُ إياهُ حتى يظنُّ صاحِبُهُ أنهُ حَقٌّ، فكُلُّ ذلكَ مما يدخُلُ في معنى الزُّورِ.
فإذا كانَ كذلكَ فإن أولى الأقوال بالصوابِ في تأويلهِ أن يُقالَ: والذين لا يشهدونَ شيئاً من الباطلِ لا شركاً ولا غِناءً ولا كذبَاً وكلَّ ما لزمهُ اسم الزُّور ". (85)
الدليل الرابع:
قوله تعالى: (أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون) [سورة النجم آية 61]
قوله: (سامدون) فسَّرَه بعضُ الأئمةِ باللهو والغِناء، فقال أي: مغنون من السُّمُودِ وهو الغِناءُ.
قال ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: " لاهون "، وقال أيضاً: " هي يمانية اُسْمُِد تَغّنَّ لنا ".
¥