قلت:ناقض نفسه المخالف بقوله أن هذه القصة حصلت يوم فتح مكة مع أنه يرى أن الهجرة انقطعت ببيعة الرضوان ثم ابن أخي مجاشع هو معبد قد عده من الصحابة البخاري والبزار وابن حبان.
وقد ذكر ابن حجر رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم بايعهم على الجهاد والنصرة ولم يبايعهم على الهجرة لأن الهجرة انقطعت بفتح مكة.
قال ابن حجر في الإصابة في ترجمة معبد: وأخرج البغوي والإسماعيلي من طريق زهير بن معاوية عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي قال:حدثني مجاشع بن مسعود قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بأخي معبد بعد الفتح لنبايعه على الهجرة فقال: ذهب أهل الهجرة بما فيها.فقلت: على أي شيء نبايعك يا رسول الله؟ قال: على الإيمان والجهاد قال: فلقيت معبدا بعد. وكان أكبر فسألته فقال:صدق مجاشع. ورجاله ثقات.
فهذه الرواية تبين ما جاء في رواية مسند الإمام أحمد.
الحديث الرابع: حديث تخاصم خالد بن الوليد مع عبد الرحمن بن عوف وقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا أصحابي ....
قال المخالف: وهذا دليل واضح على إخراج النبي صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد وطبقته من الصحبة الشرعية ...
أقول: هذا الحديث لا يدل على إخراج خالد رضي الله عنه من مسمى الصحبة وإنما يدل كما قدمناه على تفاضل الصحبة.
ويؤيده ما جاء في رواية أخرى عند ابن حبان في صحيحه (15
565) عن الشعبي: عن عبد الله بن أبي أوفى قال: شكى عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا خالد لم تؤذي رجلا من أهل بدر؟ لو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله. فقال: يارسول الله يقعون في فأرد عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار.
وهذا إسناد صحيح كما قال الشيخ شعيب
فهذه الرواية تبين أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن سب عبد الرحمن لأن له فضل في سابقته وشهوده بدر , وفي نفس الأمر نهى النبي صلى لله عليه وسلم عن أذية خالد لأنه سيف الله , وهذا يتفق مع ما قدمناه من تفاوت الصحبة.
وقد أخذ العلماء بدلالته على عدالة الصحابة وأنه لا يجوز التعرض لأحد منهم
قال الحافظ العراقي:
.... فيه أمران أحدهما أنه اعترض على المصنف في استدلاله بحديث أبى سعيد وذلك لأنه قاله النبي صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد لما تقاول هو وعبد الرحمن ابن عوف أي أنه أراد بذلك صحبة خاصة.
والجواب: أنه لا يلزم من كونه ورد على سبب خاص في شخص معين أنه لا يعم جميع أصحابه ولا شك أن خالدا من أصحابه وإنه منهي عن سبه , وإنما درجات الصحبة متفاوتة فالعبرة إذا بعموم اللفظ في قوله لا تسبوا أصحابي وإذا نهى الصحابي عن سب الصحابي فغير الصحابي أولى بالنهى عن سب الصحابي.
التقييد والإيضاح (1
302)
وأما استدلاله في الحديث الرابع عشر بلفظ: مالك ولرجل من المهاجرين فهو من الاستدلال بالضعيف الذي عابه على غيره؛ فهو من مرسل الشعبي ,والمرسل من أقسام الضعيف فخالد رضي الله عنه من المهاجرين , وقد هاجر إلى المدينة وترك دياره وإن كانت الهجرة متفاوتة كما قدمناه في الصحبة.
الحديث الخامس: عن جرير بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة والمهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة
أحمد (4
363)
قال المخالف: وهذا الحديث صريح في أن طلقاء قريش وعتقاء ثقيف ليسوا من المهاجرين ولا من الأنصار
قلت: لكنهم من الصحابة لأن الهجرة انقطعت بفتح مكة ثم إن في الحديث دلالة على فضل الجميع لأن المقام مقام مدح وثناء في الحديث وليس مقام ذم فتأمل.
الحديث السادس وهو من الاستدلال بالضعيف ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn5)) عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه. الترمذي (3862) وقد ضعفه الترمذي بقوله غريب.
¥