أفكنا نرد قوله أكنا نكذبه والله ما كان كذابا.
منهاج السنة (1
14)
وقال أيضا: وقال ابن القاسم سألت مالكا عن أبي بكر وعمر فقال: ما رأيت أحدا ممن أقتدي به يشك في تقديمهما يعنى على علي وعثمان؛ فحكى إجماع أهل المدينة على تقديمهما.
منهاج السنة (2
85)
3 - وأما تفضيل الصحابة على من بعدهم فهذا مما اتفق عليه السلف
قال شيخ الإسلام: وذلك أن الإيمان الذي كان في قلوبهم حين الإنفاق في أول الإسلام وقلة أهله , وكثرة الصوارف عنه , وضعف الدواعي إليه لا يمكن أحدا أن يحصل له مثله ممن بعدهم, وهذا يعرف بعضه من ذاق الأمور وعرف المحن والابتلاء الذي يحصل للناس وما يحصل للقلوب من الأحوال المختلفة.
وهذا مما يعرف به أنا أبا بكر رضي الله عنه لن يكون أحد مثله؛ فإن اليقين والإيمان الذي كان في قلبه لا يساويه فيه أحد. قال أبو بكر بن عياش: ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ولكن بشىء وقر في قلبه.
وهكذا سائر الصحابة حصل لهم بصحبتهم للرسول مؤمنين به مجاهدين معه إيمان ويقين لم يشركهم فيه من بعدهم ... والمقصود أن فضل الأعمال وثوابها ليس لمجرد صورها الظاهرة بل لحقائقها التي في القلوب , والناس يتفاضلون ذلك تفاضلا عظيما وهذا مما يحتج به من رجح كل واحد من الصحابة على كل واحد ممن بعدهم فإن العلماء متفقون على أن جملة الصحابة أفضل من جملة التابعين لكن هل يفضل كل واحد من الصحابة على كل واحد ممن بعدهم ويفضل معاوية على عمر بن عبد العزيز
ذكر القاضي عياض وغيره في ذلك قولين , وأن الأكثرين يفضلون كل واحد من الصحابة وهذا مأثور عن ابن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهما.
ومن حجة هؤلاء أن أعمال التابعين وإن كانت أكثر , وعدل عمر بن عبد العزيز أظهر من عدل معاوية , وهو أزهد من معاوية لكن الفضائل عند الله بحقائق الإيمان الذي في القلوب وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه
قالوا: فنحن قد نعلم أن أعمال بعض من بعدهم أكثر من أعمال بعضهم؛ لكن من أين نعلم أن ما في قلبه من الإيمان أعظم مما في قلب ذلك, والنبي صلى الله عليه وسلم يخبر أن جبل ذهب من الذين أسلموا بعد الحديبية لا يساوي نصف مد من السابقين , ومعلوم فضل النفع المتعدى بعمر بن عبد العزيز أعطى الناس حقوقهم وعدل فيهم؛ فلو قدر أن الذي أعطاهم ملكه وقد تصدق به عليهم لم يعدل ذلك مما أنفقه السابقون إلا شيئا يسيرا , وأين مثل جبل أحد ذهبا حتى ينفقه الإنسان وهو لا يصير مثل نصف مد.
ولهذا يقول من يقول من السلف غبار دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمل عمر بن عبد العزيز.
وهذه المسألة تحتاج إلى بسط وتحقيق ليس هذا موضعه إذ المقصود هنا أن الله سبحانه مما يمحو به السيئات الحسنات , وأن الحسنات تتفاضل بحسب ما في قلب صاحبها من الإيمان والتقوى , وحينئذ فيعرف أن من هو دون الصحابة قد تكون له حسنات تمحو مثل ما يذم من أحدهم فكيف الصحابة.
منهاج السنة (6
227)
المسألة الرابعة: تعرضه ولمزه لبعض الصحابة
1 - تعرضه لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ومحاولة إظهار تأخر إسلامه , والله الأعلم بمقصده.
قال ص141 كرواية بعضهم أن عمر أسلم تمام الأربعين! – كذا كتب بعلامة التعجب - وهذا خطأ إنما المراد بالأربعين هنا الذين كانوا في دار الأرقم الذين خرجوا مع عمر إلى البيت لأن عمر لم يسلم إلا بعد مهاجرة الحبشة وكانوا وحدهم أكثر من مئة من الرجال والنساء! ...
قلت: قال ابن حجر رحمه الله: وروى ابن أبي خيثمة من حديث عمر نفسه قال لقد رأيتني وما أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تسعة وثلاثون رجلا فكملتهم أربعين فأظهر الله دينه وأعز الإسلام.
فتح الباري (7
48)
وأقر ابن عبد البر في الاستيعاب في ترجمة عمر رضي الله عنه أن عمر أسلم تمام أربعين رجلا.
وفي ترجمة الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي ما يدلل على ذلك.
2 - لما عدد طبقات الصحابة وذكر الطبقة الأولى طبقة أوائل المسلمين بمكة قدم علي بن أبي طالب وزيد بن حارثة على أبي بكر رضي الله عنه , وهذا التقديم لا شك له مغزى في نفسه الله أعلم به مع ادعاه انتسابه لأهل السنة!.
3 - تعرضه وتنقصه لعدد من الصحابة كمعاوية والمغيرة رضي الله عنهما كما في صفحة 100 - 101
¥