تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[17 - 11 - 07, 06:09 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

بارك الله في الشيوخ الكرام

شيخنا الكريم أبا محمد وفقني الله وإياكم لكل خير

يظهر لي أن كلمة (الإنسان) مما يمدح بها في الجملة على سبيل الضد؛ إذ الله تبارك وتعالى كرم جنس الإنسان كما قال تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا}

وقال تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} فجنس الإنسان مكرم عند الله ولذا خلقه بيده وأمر الملائكة بالسجود لآدم وأسكنه الجنة ثم إن الله تبارك وتعالى خلق الخلق على الفطرة فهذا هو الأصل فيهم ثم إنه يتغير بعض الخلق كما في الصحيحين " فأبواه يهودانه أو ينصرانه .. " الحديث.

وكلف الإنسان بعض الأحكام بهذا الوصف فقال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً} وقد بوب العلماء في كتب السنة كالبخاري وغيره أبواباص كثيرة لأحكام فقهية وآداب وربطها بالإنسان.

ولذلك اختلف أهل العلم في مسائل فقهية مرتبطة بهذا الأمر كطهارة الكافر ونجاسته الحسية وحكم نقل أعضاء الكافر وطهارة المني ونحو ذلك وكثير ممن حكم بالطهارة الحسية وعدم نقل الأعضاء وطهارة المني نظر إليها من هذه الجهة جهة التكريم لجنس الإنسان.

وقد ميز الله عز وجل الإنسان بما حباه من صفات تخالف صفات الحيوانات وأعطاه العقل وخلقه على أحسن صورة باطناً وظاهراً ثم إن الإنسان ينحرف بعد ذلك عن الفطرة السوية فمن وافق الخلق السوي والفطرة الصحيحة فهو الممدوح ومن خالفهما فهو المذموم، والصفات الحسنة التي تستحسنها العقول والفطر توجد في المسلم والكافر وإنما يذم الكافر لكفره لا لهذه الصفات ولكون هذه الصفات لا تنفعه يوم القيامة ولذا روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت: يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه؟ قال لا ينفعه إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين.

وأما من كان متصفا بصفات الكرام وأدرك الإسلام فقد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيهم: " الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا " متفق عليه من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.

وقد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأشج عبد قيس: " إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة " رواه مسلم

وهاتان الخصلتان مما جبله الله عليهما وليستا مما اكتسبه من دخوله بالإسلام، لكن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أقره عليهما وبين له انهما مما يحبهما الله.

وفرق بين مدح الصفات التي جبلت الفطر والعقول على استحسانها وبين المحبة والموالاة تحت سقف الإنسانية وهناك فرق بين الإنسان والإنسانية فالكلام على الإنسان هو عن جنسه وصفاته التي خلقه الله عليها والكلام على الإنسانية أو العالمية أو القومية كطائفة وعرق وشعار ننطوي تحته وننتمي إليه جميعا دون النظر إلى الدين هذا هو المذموم.

والمقصود أن الصفات الإنسانية الحسنة قد تكون في الكافر والمسلم ومقتضى العدل الذي أمر الله به وقامت عليه السماوات والأرض ان تحمد الصفة المحمودة وتذم الصفة المذمومة أينما كانت وليس هذا من البراء المأمور به بل هذا من جنس بر الوالد الكافر وصلة الرحم الكافر ورد السلام ووجوب النفقة على الوالدين وإن كانوا كفاراً.

والمقصود أنه لا حب ولا مودة ولا ألفة ولا ولاء لكافر وإنما هو البر والقسط والصلة والإحسان الذي شرعه الله.

فالذي يظهر ان كلمة الإنسان تحمد من هذه الجهة أي جهة الاتصاف بالصفات الفطرية السليمة التي خلقها الله في الإنسان في مقابل غيره من المخلوقات لكنها ليست الميزان للحب والولاء وليست الميزان للقرب من الله والفوز بالجنة والنجاة من النار كما قال تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}

والله أعلم

ـ[أبي يحيى المكاوي]ــــــــ[17 - 11 - 07, 06:49 م]ـ

بسم الله والصلاه والسلام على رسول الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير