تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[06 - 02 - 08, 09:19 م]ـ

يقول الدكتور محمود علي حماية:

هذه هي وجهة نظر القائلين بهذا الرأي بيد أن الذي أراه أن عنوان الكتاب هو "الفَصْل" وليس "الفِصَل" – كما يرى البعض – وأدلتنا على ذلك ما يلي:

أولا: القول بأن "الفِصَِل" – بكسر الفاء – جمع لفََصْلة - بفتح الفاء – وهي النخلة المنقولة "المحولة" قول ترده اللغة

لأن فصلة لا تجمع على "فِصَل" وإنما تجمع على "فِصَال" و "فَصَلات" كما تذكر كتب اللغة والمعاجم.

قال ابن مالك:

فَعْلٌ وفَعْلة فِعَالٌ لهما

ويشرح ابن عقيل هذا البيت فيقول:

"من أمثلة جمع الكثرة فِعال، وهو مطرد في فَعْل وفَعْلة اسمين نحو: كعب وكعاب، وثوب وثياب، وقصعة وقصاع، أو وصفين نحو صعب وصعاب وصعبة وصعاب."

وواضح من كلام ابن عقيل – إذن – أن قَصْعَة وفَصْلة لا تجمع – قياسا – على قِصَع وفِصَل- كما طالعتنا بذلك الطبعة الأولى للكتاب وسار على هديها أناس كثيرون – وقد قال اللغويون في قِصَع ونظائره أنه مخفف من قصاع، فضلا عن كونه سماعيا لا يقال عليه – ولم يرد سماعا – في كتب اللغة التي بين أيدينا وفي غيرها أن فِصَل جمع لفَصْلة.

وقد جاء في حاشية الصبان على شرح الأشموني: "فَعْلٌ وفَعٍْلة فِعالٌ لهما، بالطراد اسمين كانا أو وصفين نحو كعب وكعاب وصعب وصعاب وقصعة وقصاع."

وقد يقول قائل: ألا يجوز أن تكون كلمة "فِصَل" جمعا ل "فِصْلة" بكسر الفاء – ويكون الجمع قياسيا لا غبار عليه، كما يقول صاحب الألفية: "ولفِعلة فِعَل"

مثل كسرة وكسر وحِجة وحجج، وهكذا نقول في فِصْلة – بكسر الفاء –فِصَل؟

ونقول: نعم بشرط أن تكون كلمة الفِصَل جمعا لفِصْلة اسم للهيئة لأنه يأتي من الفعل الثلاثي على وزن فِعْلة فتقول: جلس جِلسة، ومشى مِشية وغير ذلك .. أما إذا أريد بكتاب الفِصل أنه جمع لفِصلة وهي النخلة المنقولة المحولة كما يرى الشيخ أبو زهرة فهذا لا يجوز لأنه غاب عنه أن النخلة المحولة من مكان إلى مكان آخر إنما هي بفتح الفاء لا بكسرها أي فَصْلة لا فِصْلة، وقد جاء في لسان العرب: والفَصْلة: النخلة المنقولة المحولة، وقد افتصلها من موضعها ... وقال هجرى: خير النخل ما حول فسيله عن منبته، والفسيلة المحولة تسمى الفَصْلة، وهي الفَصَلات، وقد افتصلنا فَصَلات كثيرة في هذه السنة أي حولناها.

وفي تاج العروس كلام لا يختلف معناه عما ذكره العلامة ابن منظور وقد سبق أن ذكرنا أن فصلة إذا كانت بالفتح لا تجمع على فِصَل ..

يتبع

ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[06 - 02 - 08, 09:35 م]ـ

ويواصل الدكتور محمود علي حماية سرده لأدلة القول انتهى إليه من أن اسم الكتاب "الفَصْل":

ثانيا: جاء في معاجم اللغة: أن "الفَصْل" هو الحق من القول وبه فسر قوله تعالى: "إنه لقول فصل" أي حق وقيل فاصل قاطع.

ويأتي "الفَصْل" – أيضا – بمعنى القضاء بين الحق والباطل، كالفيصل، ونحن نقول: إن المعنيين يتفقان مع موضوعات الكتاب ومنهج صاحبه إذ ان كتاب "الفَصْل" لا يكتفي مؤلفه بالعرض والتقرير كما يفعل الشهرستاني وغيره من مؤرخي الأديان وإنما يحاول تفنيد العقائد التي يرى تهافتها ويدحض ما فيها من كذب وبهتان مبينا الحق من الباطل والخطأ من الصواب قاصدا بذلك كشف القناع عن الدين الحق والملة الصادقة حتى يهتدي إليها البشر ويلتزمون بها تاركين عقائد الشرك والضلال ..

إذن كان الغرض من تأليف هذا المصنف هو الفَصْل بين أهل الملل والأهواء والنحل كما هو واضح من سياق الكتب، وكما هو ظاهر من عنوانه الذي أورده ياقوت في معجم الأدباء إذ يقول: ولأبي محمد مع يهود – لعنهم الله – ومع غيرهم من أولي المذاهب المرفوضة من أهل الإسلام مجالس محفوظة، وأخبار مكتوبة، وله مصنفات في ذلك معروفة، من أشهرها الجدل كتابه المسمى "الفَصْل بين أهل الآراء والنحل"

كما ذكر المقري في "نفح الطيب" أن لابن حزم كتابا يسمى: "الفصل بين أهل الأهواء والنحل" ..

ومن هذين النصين نكاد نقطع بأن عنوان الكتاب هو "الفَصْل" لأن كلمة "بين" في النصين قاطعة الدلالة في هذا الموضوع، فلو كان من الممكن أن تكون "الفِصَل" لما أصبح للفظ "بين" معنى على الإطلاق وإذن فكلمة "فَصْل" هي الأرجح على ما أرى؛ خصوصا وأن صاحب نفح الطيب رجل أندلسي عاش في البيئة التي عاش فيها ابن حزم، أعني البيئة التي انتشر فيها الكتاب وتردد عنوانه على ألسنة العلماء في ذلك الوقت.

ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[06 - 02 - 08, 09:41 م]ـ

ويقول الدكتور محمود علي حماية مواصلا سرده لأدلة القول الذي انتهى إليه من أن اسم الكتاب "الفَصْل":

ثالثا: نحن لا نستبعد ما ذهب إليه أحد الباحثين من أن الإمام الغزالي قد استفاد من هذه التسمية وسار عليها في كتابه "فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة" وخاصة أن تراث ابن حزم انتقل إلى المشرق عن طريق الحميدي وغيره من تلاميذه، وقد عقد المستشرق الأسباني "آسين بلا ثيوس" مقارنة بين ابن حزم والغزالي وأثبت اتفاقهما في أكثر من عشرين مسألة أوردها في بحثه عنهما.

وقد تأكد هذا المعنى للفيصل في مختار الصحاح حيث أبان عن الفصل بمعنى التفرقة إذ جاء في الحديث الشريف: "من أنفق نفقة فاصلة فله من الأجر كذا وتفسيره أنها التي فصلت بين إيمانه وكفره والفيصل: الحاكم، وفصل القضاء بين الحق والباطل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير