أمَّا النِّساء: فلا تجب الجماعة على النساء، وكذلك الأذان والإقامة لا يجب عليهنَّ؛ سواء كُنَّ منفردات عن الرِّجال أو كُنَّ معهم، وهناك روايات عن الإمام أحمد: رواية أنَّهما يُكرهان، ورواية أنَّهما يُبَاحان، ورواية أنَّهما يُستحبَّان، ورواية أنَّ الإقامة مستحبَّة دون الأذان. وكلُّ هذا مشروطٌ بما إذا لم يرفعنَ الصَّوت على وجهٍ يُسمَعْنَ، أما إذا رفعن الصَّوت فإما أن نقول بالتَّحريم أو الكراهة.
صفة الأذان:
الكيفيات التي ورد بها الأذان متنوعة، لدخولها تحت اختلاف التنوع، وكلُّ ما جاءت به السُّنَّة من صفات الأذان فإنه جائز، بل الذي ينبغي: أنْ يؤذِّنَ بهذا تارة، وبهذا تارة إن لم يحصُل تشويش وفتنةٌ.
فإذا أذَّنت بهذا مرَّة وبهذا مرَّة كان أولى. والقاعدة: «أن العبادات الواردة على وجوه متنوِّعة، ينبغي للإنسان أن يفعلها على هذه الوجوه»، وتنويعها فيه فوائد: ((الشرح الممتع لأبن عثيمين))
أولاً: حفظ السُّنَّة، ونشر أنواعها بين النَّاس.
ثانياً: التيسير على المكلَّف، فإن بعضها قد يكون أخفَّ من بعض فيحتاج للعمل.
ثالثاً: حضور القلب، وعدم مَلَله وسآمته.
رابعاً: العمل بالشَّريعة على جميع وجوهها.
إلا أن يخاف تشويشاً أو فتنة، فليقتصر على ما لم يحصُل به ذلك؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم تَرَكَ بناءَ الكعبة على قواعد إبراهيم خوفاً من الفتنة ولكن ينبغي أن يُروَّض النَّاسُ بتعليمهم بوجوه العبادة الواردة، فإذا اطمأنت قلوبُهم وارتاحت نفوسُهم؛ قام بتطبيقها عمليّاً؛ ليحصُل المقصود بعمل السُّنَّة من غير تشويش وفتنة.
الصيغة الأولى:
وهي المتعارف عليها وهي خمسَ عشرةَ جملة:-
الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن محمداً رسول الله. أشهد أن محمداً رسول الله. حي على الصلاة. حي على الصلاة. حي على الفلاح. حي على الفلاح. الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله.
الصيغة الثانية:
عند مالك سبعَ عَشْرةَ جملة: -
الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر (ثم يقول في سره (الترجيع) أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن محمداً رسول الله.))
ثم يقول بصوت جهوري أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن محمداً رسول الله. أشهد أن محمداً رسول الله. حي على الصلاة. حي على الصلاة. حي على الفلاح. حي على الفلاح. الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله.
الصيغة الثالثة:
وعند الشافعي تسعَ عَشْرَة جملة:-
وهو المشهور بأذان أبي محذورة – رضي الله عنه – الذي طلب من النبي صلى الله عليه وسلم تعليمه الأذان: الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر. ((ثم يقول في سره (الترجيع): أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن محمداً رسول الله. أشهد أن محمداً رسول الله)) ثم يقول بصوت جهوري أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن محمداً رسول الله. أشهد أن محمداً رسول الله. حي على الصلاة. حي على الصلاة. حي على الفلاح. حي على الفلاح. الله أكبر. الله أكبر. لا إله إلا الله.
أذان الصبح أذانان:
الأذان الأول:
قبل دخول الوقت بحوالي ربع ساعة أو ثلث ساعة ومعلوم أن الأذان الذي في آخر الليل ليس لصلاة الصُّبْح، وإنما هو كما قال النبيُّ عليه الصلاة والسَّلام: «ليوقظ النَّائمَ ويرجع القائمَ»
الأذان الثاني:
الذي سببه طلوع الصُّبح، أو بعد دخول الوقت، واختُصَّ بالتثويب ((الصَّلاةُ خَيرٌ من النَّوْمِ. الصَّلاةُ خَيرٌ من النَّوْمِ)) لأن كثيراً من النَّاس يكون في ذلك الوقت نائماً، أو متلهِّفاً للنَّوم. وهي بعد الحيعلتين ((حي على الصلاة. حي على الفلاح))
ملاحظة: -
توهَّمَ بعض النَّاس في هذا العصر أن المُرَاد بالأذان الذي يُقال فيه هاتان الكلمتان هو الأذان الذي قبل الفجر.
شبه المتوهمين والرد عليها: ((ابن عثيمين – رحمه الله))
الشبهة الأولى:
¥