[تساؤل بسيط .. جدا .. هل من مجيب؟]
ـ[السلمي]ــــــــ[03 - 02 - 03, 03:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تحبة طيبة وبعد،،
حقيقة لدي سؤال بالرغم من سهولته ..
الا انني لم اجد له تصور في مخيلتي ..
لذا رأيت ان استعين بالكتاب في هذا المنتدى
عسى ان اجد عندهم الفائدة ..
بالنسبة .. لرجال الحديث .. والحكم عليهم. .
مالاسس والقواعد الرئيسية التي بني على اساسها هذا العلم
وما السبيل للحكم على رجال الحديث .. ؟
بارك الله فيكم مقدما ..
ولكم جزيل الشكر ..
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[03 - 02 - 03, 08:27 ص]ـ
هذا جزء من مبحث في منهج النقد عند المحدثين ...
ذكرت فيه أن أسس النقد عند علماء الحديث (المتقدمين والمتأخرين انبنت
على ثلاث نظريات: الأولى، نظرية الإسناد، الثانية: نظرية الجرح
والتعديل، الثالثة: نظرية العلة، وكل نظرية لها أسس ومقومات
وطريقة، مجملها سنسمه: المنهج، ومنهج النقد عن علماء الحديث
علمي بمعنى الكلمة، بل يكاد يكون منهجا تجريبا ماديا، لأنه أفضل
وسيلة لتحقق من الأخبار التاريخية بطريقة مادية عن طريق استخدام
أحدث النظريات الرياضية وهي نظرية الاحتمالات .. والذي يستحضر هذه
النظرية الرياضية يمكنه استيعاب تفاوت أحكام المحدثين حول الرجال
وحول بعض الأحاديث .. وجماع النقد مبني عند المحدثين على المعارضة،
وهو نفس المصطلح الذي استخدمه المتقدمون وبنوا عليه طريقتهم في
نقد الرجال والحديث، ونفصله في أمرين: أولا: المعارضة لمعرفة
حال الراوي، وثانيا: المعارضة لمعرفة حال المروي ... وبقراءة
واستيعاب ما في هذين الأمرين تدرك طريقة المحدثين في النقد ...
أولا: المعارضة لمعرفة حال الراوي
هو أساس طريقة المحدثين في الجرح والتعديل، وقد بينا عند الكلام عن نظرية الجرح والتعديل أن منهج المحدثين فيه هو تحديد قطب رحى أو معيار يقاس عليه الرواة، وذلك عن طريق جعل المتفق على حفظه وإتقانهم أساسا للموازنة.
وقد رتب أبن أبي حاتم كتابه في الجرح والتعديل على هذه الفكرة حيث أورد في مقدمة كتابته تراجم الأئمة من الحفاظ والمتقنين الذين يعول على روايتهم ونقدهم أمثال شعبة والسفيانين وابن المبارك ومالك ونعيم بن حماد ويحيى بن سعيد وعبدالرحمن بن مهدي، وكذلك سائر الطبقات الأخرىمثل أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني ونحوهم، وذلك ليؤسس في المنهج مرجعية يئول إليه النظر والتقدير، وأصلا يصار إليه الاعتبار والقياس.
وبنحو هذا المنهج شرح مسلم بن الحجاج طريقته في صحيحه، حيث يجعل رواية الحفاظ والمتقنين هي أصول أحاديث رواياته في الكتاب، ثم يتنزل بالرواية عمن دونهم بما لايخالف رواية أولئك المتقنين لبيان أن أولئك النازلين في الحفظ لم يخطئوا فيما رروا بل وافقوا رواية المتقنين الأثبات، وهو دليل على أن مسلم بن الحجاج قد سبر مروياتهم وعرف ما أصاب فيه أولئك الضعفاء فخرجه تعضيدا وترفيعا لأحاديث الأصول.
ويمكننا أ، نضرب مثالا لذلك بما رواه ابن محرز عن ابن معين قال: " قال لي إسماعيل ابن علية يوما: كيف حديثي؟ قلت: أنت مستقيم الحديث، فقال لي: وكيف علمتم ذاك؟ قلت له: عارضنا بها أحاديث الناس فرأيناها مستقيمة، فقال: الحمد الله، فلم يزل يقول: الحمد الله ويحمد ربه حتى دخل دار بشر بن معروف – أو قال دار أبي البختري – وأنا معه ".
ومثاله أيضا ما رواه الدوري عن يحيى بن معين قال: قال لي هشام بن يوسف جاءني مطرف بن مازن، فقال أعطني حديث ابن جريج ومعمر حتى أسمعه منك، فأعطيته، فكتبها ثم جعل يحدث بها عن معمر نفسه وعن ابن جريج، فقال لي هشام ين يوسف: انظر حديثه فهو مثل حديثي سواء (أي في الرواية عن معمر وابن جريج مباشرة) فأمرت رجلا فجاءني بأحاديث بأحاديث مطرف بن مازن فعارضت بها، فإذا هي مثلها سواء فعلمت أنه كذاب ".
ومن أكثر النقاد تطبيقا لهذه الطريقة ودقة، الحافظ ابن عدي في كتابه " الكامل في الضعفاء"، فإنه يصرح بتتبع روايات الرواة ومعرفة المناكير منها، وربما ذكر ما يستنكر على الراوي، وخاصة إذا كان ثقة، فإذا أراد تبرئة ساحة راو اتهمه بالضعف يصرح أنه تتبع أحاديثه فوجدها مستقيمة.
هذا وتنقسم المعارضة لمعرفة أحوال الرواة إلى نوعين:
¥