تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو سلمان العراقى]ــــــــ[12 - 06 - 10, 08:10 م]ـ

[ QUOTE= أبو معاوية البيروتي;1302605]

[لماذا لم يهدم الصحابة رضوان الله عليهم صنم (أبو الهول) عندما افتتحوا مصر؟]

ولهذا لما سئل المؤرخ الزركلي: هل رأى الصحابة الأهرامات وأبا الهول عندما دخلوا مصر قال: (كان أكثرها مغمورًا بالرمال ولا سيما أبا الهول).

لقد رأيت فى كتاب " وصف مصر " الذى ألفه علماء الحملة الفرنسية الغازية لمصر صوراً لهذا التمثال و قد غطته الرمال حتى العنق تقريباً! فلعله لم يكن ظاهراً وقت الفتح.

ولعلهم لم يتمكنوا من هدمه لضخامته و جسامته، و قد رأينا كيف جهد إخواننا فى " أفغانستان " حتى تمكنوا من هدم ثمثالى " بوذا " فى " باميان ".

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[14 - 06 - 10, 08:52 م]ـ

الحمد لله،

الراجح - والله أعلم -أن (أبو الهول) كان مغطىً بالرمال عندما افتتح الصحابة مصر، فلم أعثر له على ذكر في كتب التاريخ القديمة، فالمسعودي مثلاً ذكر الأهرام في كتابه " مروج الذهب " ووصفها ولم يذكر (أبو الهول)، ولم يذكره ابن خرداذبه في " المسالك والممالك " عند كلامه على الأهرام؛ بل ذكر في كتابه أنه (إلى جانب الهرمين عشرة أهرام أصغر منهما) ولم يذكر (أبو الهول).

وأول من وقفت عليه ذكر (أبو الهول) هو الشاعر ظافر الحداد (ت 528 هـ).

قال المقريزي في " المواعظ والاعتبار " - وكل ما أنقل منه -:

ذكر الأهرام

....... وذكر أبو الحسن المسعودي في كتابه أخبار الزمان: ومن أباده الحدثان: أن الخليفة عبد اللّه المأمون بن هارون الرشيد، لمَّا قدم مصر وأتى على الأهرام، أحب أن يهدم أحدها ليعلم ما فيها، فقيل له: إنك لا تقدر على ذلك؟ فقال: لابدّ من فتح شيء منه، ففتحت له الثلمة المفتوحة الآن بنار توقد وخلُّ يرُش ومعاول وحدّادين يعملون فيها حتى أنفق عليها أموالاً عظيمة، فوجدوا عرض الحائط قريباً من عشرين ذراعاً، فلما انتهوا إلى آخر الحائط، وجدوا خلف الثقب مطهرة خضراء فيها ذهب مضروب، وزن كل دينار أوقية، وكان عددها ألف دينار، فجعل المأمون يتعجب من ذلك الذهب ومن جودته، ثم أمر بجملة ما أنفق على الثلمة فوجدوا الذهب الذي أصابوه لا يزيد على ما أنفقوه، ولا ينقص فعجب من معرفتهم بمقدار ما ينفق عليه، ومن تركهم ما يوازيه في الموضع عجباً عظيماً، وقيل: إن المطهرة التي وجد فيها الذهب كانت من زبرجد، فأمر المأمون بحملها إلى خزانته، وكان آخر ما عمل من عجائب مصر.

ذكر الصنم الذي يقال له أبو الهول

هذا الصنم بين الهرمين عرف أوّلاً ببلهيب، وتقول أهل مصر اليوم أبو الهول. قال القضاعي: صنم الهرمين وهو بلهويه، صنم كبير من حجارة فيما بين الهرمين لا يظهر منه سوى رأسه فقط تسميه العامة بأبي الهول. ويقال: بلهيب، ويقال: إنه طلسم للرمل، لئلا يغلب على إبليز الجيزة.

وقال في كتاب عجائب البنيان (قال أبو معاوية البيروتي: مؤلفه ناصر الدين شافع بن عليّ (649 – 730 هـ)):

وعند الأهرام رأس وعنق بارزة من الأرض في غاية العظم تسميه الناس: أبا الهول، ويزعمون أن جثته مدفونة تحت الأرض، ويقتضي القياس بالنسبة إلى رأسه أن يكون طوله سبعين ذراعاً فصاعداً.

(قال أبو معاوية البيروتي: فهذا دليل صريح على أنه في أواخر القرن السابع كان الظاهر فقط رأس (أبو الهول) وبعض عنقه).

.......... وفي زمننا، كان شخص يعرف بالشيخ محمد صائم الدهر من جملة صوفية الخانقاه الصلاحية سعيد السعداء، قام في نحو من سنة ثمانين وسبعمائة لتغيير أشياء من المنكرات، وسار إلى الأهرام وشوّه وجه أبي الهول وشعثه، فهو على ذلك إلى اليوم، ومن حينئذٍ غلب الرمل على أراضٍ كثيرة من الجيزة، وأهل تلك النواحي يرون أن سبب غلبة الرمل على الأراضي فساد وجه أبي الهول وللّه عاقبة الأمور، وما أحسن قول ظافر الحدّاد:

تأمّل هيئة الهرمين واعجب ... وبينهما أبو الهول العجيب

كعمار يبتن على رحيل ... بمحبوبين بينهما رقيب

وماء النيل تحتهما دموع ... وصوت الريح عندهما نحيب

وظاهر سجن يوسف مثل صب ... تخلف فهو محزون كئيب

(قال أبو معاوية البيروتي: وظافر الشاعر هذا ترجم له الحافظ أبو طاهر السِّلفي في " معجم السفر " وذكر أنه توفّي سنة 528 هـ)

أما عن صعوبة الهدم، فقال المقريزي في " المواعظ والاعتبار ":

................ وكان الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف بن أيوب لما استقل بالملك بعد أبيه، سوّل له جَهلة أصحابه أن يهدم هذه الأهرام فبدأ بالصغير الأحمر، فأخرج إليه النقابين والحجارين وجماعة من أمراء دولته وعظماء مملكته وأمرهم بهدمه، فخيموا عنده وحشروا الرجال والصناع، ووفروا عليهم النفقات وأقاموا نحو ثمانية أشهر بخيلهم ورجلهم يهدمون كل يوم بعد الجهد، واستفراغ بذل الوسع الحجر والحجرين فَقَوم من فوق يدفعونه بالأسافين وقوم من أسفل يجذبونه بالقلوس والأشطان، فإذا سقط سمع له وجبة عظيمة من مسافة بعيدة حتى ترجف الجبال، وتزلزل الأرض ويغوص في الرمل فيتعبون تعباً آخر حتى يخرجوه، ويضربون فيه بالأسافين بعدما ينقبون لها موضعاً، ويثبتونها فيه فيتقطع قطعاً وتسحب كل قطعة على العجل حتى يُلقي في ذيل الجبل، وهي مسافة قريبة، فلما طال ثواءهم، ونفدت نفقاتهم، وتضاعف نصبهم، ووهت عزائمهم كفوا محسورين لم ينالوا بغيةً بل شوّهوا الهرم، وأبانوا عن عجز وفشل، وكان ذلك في سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، ومع ذلك فإن الرائي لحجارة الهرم يظنّ أنه قد استؤصل فإذا عاين الهرم ظنّ أنه لم يهدم منه شيء وإنما سقط بعض جانب منه، وحين ما شوهدت المشقة التي يجدونها في هدم كل حجر، سئِل مقدّم الحجارين فقيل له: لو بذل لكم السلطان ألف دينار على أن تردّوا حجراً واحداً إلى مكانه وهندامه هل كان يمكنكم. فأقسم باللّه إنهم ليعجزون عنه ولو بذل لهم أضعاف ذلك.

انتهى النقل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير