[مقتطفات من كتاب ((تهذيب النفوس))]
ـ[ليث الدين القاسمي]ــــــــ[31 - 05 - 10, 01:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
من أفضل وأبسط ما قرأت من الكتب المعاصرة فى باب التربية والتزكية كتاب تهذيب النفوس للشيخ الدكتور هشام عبد الجواد الزهيري - حفظه الله تعالى -
تناول فيه الشيخ حفظه الله تعالى الآفات والعيوب التى تعترض سالك الطريق وكيفية علاجها بأسلوب جديد وسهل مناسب لواقعنا ولظروفنا وهذا ما ميز الكتاب إلى جانب تضمنه بعض المسائل التى لا نجدها فى كتب السلف فى باب التربية نظرا لعدم احتياجهم إليها أو لعدم تعرضهم لها
إضافة إلى قرب المؤلف من واقع الشباب من الملتزمين بحكم سنه لأنه فى أوائل الثلاثينات إلى جانب خبرته الطويلة فى معالجة الآفات والعيوب فى أكثر من مؤلف كطريق الهداية والبيان فى أسباب زيادة الإيمان الذى قدم له الشيخ محمد إسماعيل المقدم وأثنى عليه كثيرا
ونظرا لأهميته بإذن الله تعالى سوف نعرض مقتطفات منه ببعض الاختصار
وهذا لا يغنى عن الكتاب فإنه فريد فى بابه فاقتنه واحرص على مداومة النظر فيه لتعلم عيوبك وآفاتك وكيفية علاجها
ـ[ليث الدين القاسمي]ــــــــ[31 - 05 - 10, 01:57 م]ـ
ضرورة سلوك هذا الطريق وعوائق سلوكه
أولا: ضرورة سلوك هذا الطريق:
فلا بد من سلوك هذا الطريق لعدة أسباب وهى:
1 - أنه الوسيلة الوحيدة لتذوق الحياة الحقيقية – أعنى حياة التعلق بالله ومحبته والأنس به , فالناس موتى إلا أهل طاعة الله , وأهل الطاعة كسالى ونيام إلا أهل هذا الطريق , فحلاوة الإيمان لا تذاق بالعبادات المجردة , بل لا بد من زهد النفس وصلاحها , غكم من مصل غافل وكم من قارئ للقرآن لا يتدبره.
2 - أنه الوسيلة الوحيدة لإنقاذ الأمة وإصلاح الأحوال فمشكلة الدعوة اليوم ليست فى قلة الملتزمين إنما هى فى قلة العاملين بالعلم.
3 - أنه الوسيلة الوحيدة لشغل الأوقات فالنفس إن لم تنشغل بالحق تكاسلت واشتغلت بالباطل فيصير العمر قليل البركة لا خير فيه ويظهر هذا أكثر عند كبر السن وبلوغ سن المعاش فتجد الغافلين من الجهلة يقضون النهار واللليل أمام التلفاز وعلى المقاهي مع اقتراب وقت موتهم بينما المؤمنين من كبار السن ينشغلون بالذكر والصلاة والقرآن والفارق بينهما أن الأول غافل لم يعرف الطريق ولم يسع فيه بينما الثانى عاقل لم يعرف منذ صغره تضييع الأوقات.
4 - أنه الوسيلة الوحيدة لأداء الةظيفة التى خلقنا الله من أجلها على أكمل الوجوه ألا وهى وظيفة العبودية.
ثاينا: عوائق سلوك هذا الطريق:
1 - خوف الحرمان من الشهوات: يظن الممتنع من سلوك هذا الطريق أنه لو سلكه لترك شهواته من كثرة الطهام وكثرة المنام ولفقد السعادة بترك مخالطة الأصحاب والأصدقاء ولكنها نظرة خاطئة إذ السعادة بالشهوات لا تدوم بل يعتادها القلب فلا يكاد يسعد بها بعد فترة بسبب إلفه لها بل تنقلب السعادة حزنا وضيقا.
2 - نسيان الموت وطول الأمل: فلو أيقن العبد أنه قد يموت فى أى لحظة لما أقبل على الشهوات ولصبر عن اللذات حتى يلقى ربه على أكمل الحالات فمن أراد أن يقدم على هذا الطريق ولا يتكاسل فعليه بإدمان ذكر الموت وفى الحديث: " أكثروا من ذكر هادم اللذات "
3 - دناءة الهمة: فصاحب الهمة الدنيئة لا يكلب المعالى بل يرضى بحقيرها فالدافع الأساسي لخوض هذا الطريق هو علو الهمة فكن عبد الله كالأسد لا يشرب ما ورد عليه كلب فكذلك الشهوات مورد الدنئ من الناس فلا تشاركهم أما علمت أن شهوات الدنيا كالبحر لا تزيد شاربها إلا عطشا؟!
4 - عدم معرفة طبيعة الطريق: فيظن المبتدأ أنه سيصل بعد يومين أو أسبوعين فإذا زهد ولم يجد المعرفة مل وتكاسل وعلاج هذا الأمر أن يوطن السالك نفسه على أنه يطيع ويزهد إرضاءا لله وتوفيرا للثواب فى الآخرة لا طلبا للسعادة فإن عاش وصل بإذن الله تعالى وإن مات كان عند الله من أهل الطريق ثم ليعلم السالك أن طول الطريق وقصره على حسب إخلاصه وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فقد يمن الله على السالك بالمعرفة مبكرا وقد تأتيه المعرفة متأخرا ولكن ليعلم المتأخر أن السعادة بالطاعة تأتى قريبا إن شاء الله وقد قال مكحول:"من أخلص لله أربعين يوما رزقه الله الحكمة" وقال آخر: "كابدت قيام الليل سنة وتنعمت به عشرين سنة ".
¥