معنى لطيف لاضطراب أليات نساء دوس، لشيخيَّ الدكتور همام سعيد وابنه محمد
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 - 05 - 10, 10:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام أبو عبد الله البخاري في صحيحه: بَاب تَغْيِيرِ الزَّمَانِ حَتَّى تُعْبَدَ الْأَوْثَانُ.
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الْخَلَصَةِ ".
وَذُو الْخَلَصَةِ طَاغِيَةُ دَوْسٍ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
قلت: في هذا الحديث سؤال معروف، وهو معنى اضطراب أليات نساء دوس.
والأليات: جمع ألية، وهي الأعجاز.
وذكروا في معنى اضطرابها أنها تضطرب من الطواف حول الصنم المذكور، قاله عياض في إكمال المعلم.
وقال ابن التين: " فِيهِ الْإِخْبَار بِأَنَّ نِسَاء دَوْس يَرْكَبْنَ الدَّوَابّ مِنْ الْبُلْدَان إِلَى الصَّنَم الْمَذْكُور، فَهُوَ الْمُرَاد بِاضْطِرَابِ أَلَيَاتهنَّ ".
وقال ابن حجر: " وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد أَنَّهُنَّ يَتَزَاحَمْنَ بِحَيْثُ تَضْرِب عَجِيزَة بَعْضهنَّ الْأُخْرَى عِنْدَ الطَّوَاف حَوْلَ الصَّنَم الْمَذْكُور ".
وكل هذه المعاني تدل على أنهم يرجعون إلى عبادة الأوثان، وعلى هذا المعنى بوب البخاري لهذا الحديث.
وقد وجدت شيخنا الدكتور همام سعيد وابنه شيخنا محمد حفظهما الله تعالى ذكرا في موسوعة الفتن وأشراط الساعة ص510 - 511 معنى لطيفاً – آخر - لاضطراب الأليات المذكور، وهو أن هذا الاضراب يكون في الرقص!، فقالا بعد أن نقلا كلام ابن التين وابن حجر: " إن في هذا الحديث دلالة على بعض مظاهر المجون التي استحدثت في زماننا المعاصر، حيث صارت تعقد مهرجانات الفجور والفسق في الأماكن الأثرية، إحياء للآثار الجاهليين والمشركين والكافرين، وصار الرقص للنساء الكاسيات العاريات من أهم فعاليات هذه الاحتفالات الفاجرة، وقد انتشرت هذه المظاهر في أنحاء كثيرة من بلاد المسلمين في أيامنا هذه، ولا يستبعد أن يصل الأمر إلى أن يعقد مثل هذه المهرجانات حول ذي الخلصة صنم دوس في الجاهلية.
ولعل في ذكر الإمام البخاري لهذا الحديث قبل حديث القحطاني الذي يسوق الناس بعصاه دلالة على أن القحطاني يأتي في زمان يكثر فيه الفسق والمجون والفجور، فلا ينصلح حال الناس إلا بالشدة والحزم ".
ـ[ابو مريم الأثري]ــــــــ[18 - 05 - 10, 11:28 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[19 - 05 - 10, 02:08 ص]ـ
وذو الخلصة: اسم للبيت الذي كان فيه الصنم،
وقيل: اسم البيت الخلصة، واسم الصنم ذو الخلصة.
وذو الخلصة المقصود في الحديث، صنمٌ آخرُ، غير الصنم الذي حرَّقه جرير بن عبد الله البجلي t، بأمر النبي r.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
في الرواية التي بعدها أنه كان في خثعم؛ قبيلة شهيرة ينتسبون إلى خثعم بن أنمار بن إراش بن عنز بن وائل، ينتهي نسبهم إلى ربيعة بن نزار، إخوة مضر بن نزار جد قريش.
وقد وقع ذكر ذي الخلصة، في حديث أبي هريرة: لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس، حول ذي الخلصة، وكان صنمًا تعبده دوس في الجاهلية.
والذي يظهر لي، أنه غير المراد في حديث الباب (يعني حديث جرير بن عبد الله البجلي t)، وإن كان السهيلي يشير إلى اتحادهما؛ لأن دوسًا قبيلة أبي هريرة، وهم ينتسبون إلى دوس بن عُدْثان بن عبد الله بن زهران، ينتهي نسبهم إلى الأزد، فبينهم وبين خثعم، تباين في النسب والبلد.
وذكر ابن دحية أن ذا الخلصة المراد في حديث أبي هريرة، كان عمرو بن لحي قد نصبه أسفل مكة، وكانوا يُلبسونه القلائد، ويجعلون عليه بيض النعام، ويذبحون عنده.
وأما الذي لخثعم، فكانوا قد بنوا بيتًا يضاهون به الكعبة، فظهر الافتراق، وقويَّ التعدد. اهـ. ملخصًا.
فتح الباري 8/ 71.
ودوس: قبيلة يمنية.
وتبالة: موضع باليمن.
وقال الشيخ حمود بن عبد الله التويجري رحمه الله تعالى:
وقد عظم افتتان أهل تبالة ومن حولهم من القبائل، بذي الخلصة، حتى بعث الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود من يخربها، فهدموا بعض بنائها، وبقي بعضه قائمًا.
ولما زالت ولايته على الحجاز، عاد الجهال إلى الإفتتان بها، حتى ولي الملك عبد العزيز آل سعود، فبعث من هدموا ما بقي من بنائها، ورموا بأنقاضها في الوادي، وذلك سنة 1344هـ. اهـ. ملخصًا.
إتحاف الجماعة 2/ 225.
وقال الشيخ يوسف بن عبد الله الوابل حفظه الله تعالى:
ولا يزال مكان هذا الصنم معروفًا، في بلاد زهران جنوب الطائف، في مكان يُقال له: ثروق من بلاد دوس، قريبًا من قرية يُقال لها رَمَس. اهـ.
أشراط الساعة ص161.
¥