[إحدى وعشرون نصيحة نحو صلاة الفجر]
ـ[أبو عبد الله النعيمي]ــــــــ[11 - 06 - 10, 03:05 ص]ـ
[إحدى وعشرون نصيحة نحو صلاة الفجر]
أخ يشتكي ويقول: إن صلاة الفجر تفوتني في كثير من الأيام، فلا أصليها في وقتها إلا نادرا، والغالب ألا أستيقظ إلا بعد طلوع الشمس، أو بعد فوات صلاة الجماعة في أحسن الأحوال، وقد حاولت الاستيقاظ بدون جدوى، فما حل هذه المشكلة؟
الجواب: الحمد للهحمدًا كثيرًا، وبعد: فإن حل هذه المشكلة -كغيرها- له جانبان
جانب علمي، وجانبعملي.
أما الجانب العلمي فيأتي من ناحيتين:
الناحية الأولى: أن يعلم المسلم عظمة مكانة صلاة الفجر عندالله عز وجل، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من صلّى الصبحفي جماعة فكأنما صلّى الليل كله» [رواه مسلم]،وقال عليه الصلاة والسلام: «إنأثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر. ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولوحبوا» [رواه مسلم]،وفي الحديث الآخر: «أفضل الصلوات عند الله صلاةالصبح يوم الجمعة في جماعة» [صححه الألباني].وفي الحديث الصحيح: «من صلّى البردين دخل الجنة»
[رواه البخاري ومسلم]. والبردان الفجروالعصر.
الناحية الثانية: أن يعلم المسلم خطورةتفويت صلاة الفجر ومما يبين هذه الخطورة الحديث المتقدم: (أثقل الصلاة علىالمنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر) وفي الصحيح عن ابن عمر رضيالله عنهما قال: "كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظن" [رواه المنذري].
وأما الجانب العملي في علاج هذه الشكاية فإن هناك عدة خطواتيمكن للمسلم إذا اتبعها أن يزداد اعتيادا ومواظبة على صلاة الفجر مع الجماعة، فمنذلك:
1.التبكير فيالنوم: ففي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبلصلاة العشاء والحديث بعدها، فلا ينبغي للمسلم أن ينام قبل صلاة العشاء والمُشاهد أنغالب الذين ينامون قبل العشاء يمضون بقية ليلتهم في خمول وكدر وحال تشبه المرضى. ولا ينبغي كذلك أن يتحدث بعد صلاة العشاء، وقد بين أهل العلم سبب كراهية الحديثبعدها فقالوا: لأنه يؤدي إلى السهر، ويُخاف من غلبة النوم عن قيام الليل، أو عنصلاة الصبح في وقتها الجائز أو المختار أو الفاضل.
2. الحرص على الطهارة وقراءة الأذكار التي قبل النوم، فإنهاتعين على القيام لصلاة الفجر.
3. صدق النيةوالعزيمة عند النوم على القيام لصلاة الفجر، أما الذي ينام وهو يتمنى ألا تدقالساعة المنبهة .. فإنه لن يستطيع بهذه النية الفاسدة أن يصلي الفجر، ولن يفلح فيالاستيقاظ لصلاة الفجر وهو على هذه الحال من فساد القلب وسوء الطوية.
4. ذكر الله تعالى عند الاستيقاظ مباشرة، فإن بعض الناس قديستيقظ في أول الأمر، ثم يعاود النوم مرة أخرى، أما إذا بادر بذكر الله أولاستيقاظه انحلت عقدة من عُقد الشيطان، وصار ذلك دافعًا له للقيام، فإذا توضأ اكتملتالعزيمة وتباعد الشيطان، فإذا صلّى أخزى شيطانه وثقل ميزانه وأصبح طيب النفسنشيطًا.
5. لا بد من الاستعانة على القيامللصلاة بالأهل والصالحين، والتواصي في ذلك، وهذا داخل بلا ريب في قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة:2]،وفي قولهَ: {وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّوَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر:1 - 3]
فعلى المسلم أن يوصي زوجته مثلابأن توقظه لصلاة الفجر، وأن تشدد عليه في ذلك، مهما كان متعبًا أو مُرهقًا، وعلىالأولاد أن يستعينوا بأبيهم مثلا في الاستيقاظ، فينبههم من نومهم للصلاة في وقتها، ولا يقولن أب إن عندهم اختبارات، وهم متعبون، فلأدعهم في نومهم، إنهم مساكين. لايصح أن يقول ذلك ولا أن يعتبره من رحمة الأب وشفقته، فإن الرحمة بهم والحدَبَ عليهمهو في إيقاظهم لطاعة الله: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِوَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132].
وكما يكون التواصي والتعاون علىصلاة الفجر بين الأهل، كذلك يجب أن يكون بين الإخوان في الله، فيعين بعضهم بعضًا، مثل طلبة الجامعات الذين يعيشون في سكن متقارب ومثل الجيران في الأحياء، يطرق الجارباب جاره ليوقظه للصلاة، ويعينه على طاعة الله.
¥