تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المكلف إذا أمر بشيء كفاه أن يأتي بالحد الأدنى منه فتبرأ بذلك ذمته، فهذا لا يحتمله الأمر بالإعفاء كما علمت، لأن حقيقة الإعفاء الترك المستلزم للتكثير.

فالحاصل أن إعفاء اللحية واجب، فإذا أخذ المكلف منها ما زاد على القبضة في حج أو عمرة لأن الحديث الوارد في ذلك قد صح عنده، أو اتبع من صححه؛ فقد اقتدى، أما إن طالت فتشوه وجهه فأخذ منها ليدفع التشوه عن وجهه؛ ففي الشرع ما يشهد له، وأحيل السائل على الجواب رقم 3، والله أعلم.

جواب الشيخ عن وحدة الحلول و الوجود:

يسأل عن قول القائل: محبوبي قد عم الوجود * وقد ظهر في بيض وسود

وفي النصارى واليهود * وفي الخنازير والقرود

هذا قو ل قبيح في شكله، ومضمونه بلغ غاية القبح، فإنه لا يصح أن يوصف بهذا لا الخالق ولا المخلوق، أما المخلوق؛ فلأنه يشغل مكانا محددا، وأما الخالق؛ فهو كذب وقول على الله بلا علم، إذ يتضمن عقيدة الحلول التي يزعم القائلون بها أن ربنا تبارك وتعالى حال في خلقه أو متحد بهم، وإمامهم في ذلك الحلاج الزنديق، ومن اعتقد هذا؛ فليس بمسلم، وهناك من يعتقد أن الله تعالى ليس داخل العالم ولا خارجه فرارا من القول بعلو الله تعالى على خلقه، ولازم قوله نفي وجوده سبحانه، وعقيدة أهل السنة والجماعة أن الله تعالى فوق خلقه، مستو على عرشه، وهو في كل مكان بعلمه.

جواب الشيخ عن مذهب الامام مالك:

ينبغي العناية بمذهب مالك رضي الله عنه في البلاد التي شاع فيها وانتشر كبلاد المغرب الإسلامي، وهكذا غيره من المذاهب السنية المتبوعة، وذلك بتدريس المصنفات الفقهية؛ ممن لهم قدرة على بيان أدلة الأحكام التي فيها، وذكر أقوال الإمام التي قد لا تكون مشهورة، مع أنها توافق الدليل الصحيح غير المعارض، ومن ذلك نشر الكتب الأمهات في المذهب وتحقيقها، فهذا كله خدمة للعلم الشرعي، وهو طريق صحيح لاكتساب الملكة التي تبنى بها الشخصية العلمية، بسبب التمرس بكلام أهل العلم، والنظر في تفقههم بنصوص الكتاب والسنة، ولا يحسن أن يكتفى بالاقتصار على الفقه العملي، بل ينبغي تجاوز ذلك إلى بيان منهج أولئك الأئمة وعقيدتهم وسلوكهم، فهذا العمل من وسائل التمكين للسنة، وهو من مقومات الدعوة الناجحة إلى الله تعالى، فإن الناس ينبغي أن يخاطبوا بما يعرفون، ثم إن ذلك وسيلة لمقاومة هذا التعصب المذهبي الذي نجم من جديد لدواع لا تخفى على اللبيب، وفي الغالب ما يرمي الداعون إليه إلى محاربة السنة تحت غطاء رفض ما يسمونه بالوافد، والتمسك حسب زعمهم بما عليه عمل الناس، وجريان عرفهم به، حتى لكأن كل ما ساد في بلد ينتشر فيه مذهب إمام ما؛ هو من جملة المذهب، ومن المعلوم أن العلم الشرعي لا وطن له إذ مرجعه كتاب الله وسنة رسوله، وسائر الأصول المعتمدة عند علماء المسلمين.

وقد كان تدريس الفقه على رأس الأولويات التي يُعنى بها كثير من أئمة المساجد وغيرهم من الشيوخ في بلادنا الجزائر، وكان في ولاية معسكر وحدها منذ ثلاثين سنة أكثر من أربعة مدرسين لمختصر خليل بشرح الدردير وحاشية الدسوقي طيلة السنة، لكني في هذه الأيام لا أعلم ممن يقوم بهذا العمل غير شخص واحد، بيد أن العناية بهذا المختصر وتدريسه في جنوب بلادنا أكثر منها في شمالها، وإن كانت عناية بعض المهتمين بالتدريس قد تزايدت بمتن رسالة ابن أبي زيد القيرواني.

ومن أسباب العزوف عن هذه المصنفات؛ أن المنهجية المتبعة في تدريسها ثقيلة على معظم الناس، مع ما هي عليه من الاختصار الشديد الذي يقترب أحيانا من الألغاز، ولأنها مصنفات تخلو غالبا من الدليل، في الوقت الذي خدمت فيه كتب الفقه في المذاهب الأخرى بذكر أدلة الأحكام، وتجويد الطبع، وتكاثرت فيه الرسائل القريبة المتناول، ووسائل التعليم المسموعة من الأشرطة والأقراص، والفضائيات وغيرها.

والشرح الذي ذكره السائل - بارك الله فيه - لمتن ابن عاشر من تأليف الشيخ محمد الحسن الكتاني لم أقف عليه، لكني وقفت على شرح لمنظومة ابن عاشر يدعى العَرف الناشر لمؤلفه المختار بن العربي مؤمن، وهو شرح طيب نافع، ولكاتب هذه السطور العجالة في شرح الرسالة، صدر منها جزآن، وثمة مؤلفات أخرى تسير في اتجاه الخدمة التي أشرت إليها، ومن المؤمل أن تظهر ثمراتها عما قريب إن شاء الله.

جواب الشيخ حول كيفية إكمال المسبوق صلاته:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير