يوسف بن أبي بردة: لم يوثقه إلا العجلي وابن حبان، وفي توثيقهما تساهل وتسامح، والأرجح: أنه صدوق –وهو أقل شيء- ووافقهما الحاكم، وهو تقوية، ووثقه الذهبي!
وقال ابن حجر: مقبول.
قاعدة: الراوي الذي لم يوثق توثيقاً معتبرا ً فهو مقبول، وهو ما يرمز له ابن حجر.
عن أبيه: أبو بردة بن أبي موسى الأشعري، من الطبقة الثالثة توفي-104 - وأخرج له الجماعة، واختلفوا في اسمه، والمشهور: عامر
عن عائشة: هي أم المؤمنين رضي الله عنها كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال:"غفرانك ".
(متن الحديث)
اختلف أهل العلم في حكمة السؤال بالمغفرة في هذا الموضع:
1_ لأنه لم يذكر الله فيه، وهو غير صحيح، لأنه شيء مقدر عليه.
2_ لأنه لا يستطيع أن يؤدي شكر هذه النعمة، وهي خروج الفضلات وهي من أعظم النعم، فسأل الله عزوجل أن يغفر له، وهو الأقرب.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من طريق إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة.
قاعدة: يطلق الترمذي لفظ " حسن " في ويعني به أن في الحديث ضعفا ً أو علة ً، وقد يريد به كما قال في " العلل الصغير " إن لم يرو من غير وجه ولا في إسناده من يتهم بالكذب، ولا يكون شاذاً فيكون حسناً، وهذا في الحسن لغيره، أما إن كان من وجه ٍ واحد وأطلق " حسن" ففيه ضعف.
ومثله: حديث دعاء الخروج من المسجد (اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك) رواه الترمذي وقال:منقطع لأنه من رواية فاطمة الصغرى عن الكبرى، ثم قال " حسن " وهذا جرى كثيرا ً من تتبعه.
طبعا ً تفرد الترمذي بهذا، أما عند غيره فالحسن من أقسام الصحيح!!
(تخريج الحديث)
أبو داود، والنسائي،وابن ماجه، وابن أبي شيبة،وابن عدي، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والدارمي، وأحمد وابن الجارود.
والبخاري في " الأدب المفرد " والمنذري، والبخاري في " التاريخ " والمزي.
وتخريج الحديث عند النسائي يعتبر تقوية لحديث الترمذي، لأنه متشدد بل قال الزنجاني: هو أشد من البخاري ومسلم، وهذا ما في شك أن فيه نظرا.
ووقع عند ابن عدي وعند الخطيب والذهبي أنهم قالوا: عمل اليوم والليلة صحيح.
وشيخ الإسلام رجح عن راو أنه ثقة أو صدوق، ومن استدلالاته بذلك قال: أخرج له النسائي.
بل قال الحافظ ابن حجر: إذا سكت النسائي عن حديث فمعناه أن ليس فيه علة عنده.
ومن تقوية الحديث تخريج ابن خزيمة، وابن الجارود لهذا الحديث.
(درجة الحديث)
(حسن)
لأجل يوسف بن أبي بردة وهو صدوق، فإذا وُجد في إسناد رجلٌ صدوق فهو حسن، وإن كانوا جميعا صدوقين، فهو حسن لكن دون الأول
وصححه النووي وابن خُزيمة وابن حِبان وجمعٌ من أهل ِ العلم.
حديث (الحمد لله الذي أذهب عني هذا الأذى وعافاني) –وما شاكله-ضعيف كله! لذا قال الترمذي: ولا نعرفه في هذا الباب إلا حديث عائشة
س 1: هل يعتبر كونه شيعيا ً أو قدريا ً جرح حديثه؟
ج: لا، لنا حديثه وعليه بدعته! ونص الحافظ: لا يقبل إذا روى حديثا ً يؤيد بدعته، وعند التطبيق نجد أنه مخالف، فكثير من أهل الحديث يوثقون للمبتدعة.
ولم يخالف في ذلك إلا المتأخرون ومنهم (ابن حبان * الزوزجاني).
كما قال ابن خزيمة: حدثنا يعقوب بن عباد الروادلي-وهو شيعي- الثقة في حديثه المتهم في دينه ووثقه ابن معين وغيره.
وقال الذهبي: لنا صدقه وعليه بدعته
وعدي بن ثابت احتج به مسلم وروى له وهو مؤيد بدعته:
عن عدي بن ثابت عن زر بن حُبيش عن علي رضي الله عنه قال قال النبي صلي الله عليه وسلم_ (إنه لعهد النبي الأمي إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) فحكم مسلم بصحته، وقال أبو نعيم عندما أخرجه (واتُّفق على صحته) وإن كان الدار قطني انتقد على الإمام مسلم لم يضعفه، إنما انتقده، والدار قطني نفسه وثق عدي بن ثابت.
وصحح الحديث ابن حبان ,وللحديث شواهد، فروى أحمد في فضائل الصحابة –وإن كان فيه جهالة- عن أم سلمة.
وقال أبو سعيد: لم نكن نعرف المنافقي الأنصاري إلا ببغضه علي
فعند التطبيق العملي لا يلتف أهل الحديث لهذا، إنما يلتفتون لصدقه سواء ً أيَّد بدعته أو لم يؤيِّد!
اهـ الدرس الأول. ...
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 11 - 10, 09:56 م]ـ
الدرس الثاني:
قال أبو عيسى:
¥