وعلى قولهم (إن المنافقين مؤمنون لأنهم يقولون لا إله الله، لكن إبليس يقول وهو مصدق ويعترف أن الله خالقٌ)
وذهب الأشعرية: أن الإيمان مجرد (التصديق) وإليه ذهب القاضي أبو بكر ٍ الباقلاني، وعنده تأويل في الصفات الاختيارية، وإن كان قريبا لأهلِ السنة والحديث.
وذكر الأشعري أنهم ينقسمون إلى (12) قسما ً، وقسمهم شيخ الإسلام إلى (3) وقسمهم الشاطبي إلى (5) أقسام، وهم فرق وطبقات.
14 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد السلام بن حرب [الملائى] عن الأعمش عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا أراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض [قال أبو عيسى] هكذا روى محمد بن ربيعة عن الأعمش عن أنس هذا الحديث وروى وكيع و [أبو يحيى] الحماني عن الأعمش قال قال ابن عمر كان النبي صلى الله عليه و سلم أذا أراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض وكلا الحديثين مرسل ويقال لم يسمع الأعمش من أنس و لا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و قد نظر الى أنس بن مالك قال رأيته يصلى فذكر عنه حكاية في الصلاة و الأعمش اسمه سليمان بن مهران أبو محمد الكاهلي و هو مولى لهم قال الأعمش كان أبي حميلا وورثه مسروق
قال الشيخ الألباني: صحيح
قتيبة ُ بن سعيد: تقدم توفي (240) وأخرج له الجماعة
عبد السلام بن حرب الملائي:
أبو بكر الكوفي، من صغار الطبقة الثامنة، وتوفي -187 واختلف في حديثه على أقسام ثلاثة:
1_ ضعيف: وهو قول ابن المبارك، وابن سعد ٍ.
2_ ثقة: وهم الأكثر
3_ ثقة حافظ: فقال الترمذي (ثقة حافظ) وقال الدراقطني (ثقة حجة).
والراجح: أنه ثقة، لأنه تكلم فيه، واستنكُر حديثه، فينزل إلى درجة الثقة، وابن المبارك لم يفسر الجرح، وابنُ سعد عنده تشدد، فقد تكلم في أبي إسحاق الفزاري وهو من الكبار الثقات وأيضا من همْ أمكن منه وثقوه.
فعندما ترجم له الذهبي، لم يذكر أحاديثه التي استُنْكرتْ عليه، وأخرج له البخاري في الشواهد والمتابعات، وحديثه عند مسلم قليلٌ.
عن الأعمش عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا أراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض.
والأعمش موصوف بالتدليس لكن – كما ذكرنا – فهو محمول على الاتصال، إن ثبت السماع فهنا الأعمش لم ير أنسَ بن مالك ٍ رضي الله عنه، لكنه قال (رأيته يصلي).
فثبتت المعاصرة، ولم يثبت السماع، فالحديث منقطع.
(فقه الحديث)
معناه صحيح، وإن لم يثبت الحديث، فثبت في السنن من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده معاوية بن حيدة أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: عوراتنا ما نأتي منها ونذر؟ قال: احفظ عورتك إلا من زوجتك، أو ما ملكت يمينك، قال: فإن كان أحدنا خاليا ً قال: فالله أحقُّ أنْ يُستحيا منْه.
وحديث أخرجه أبو داود والبيهقي من حديث يعلى بن أمية مرفوعاً: (إن الله حيي ستير يحب الحياء والستر، فإذا اغتسلَ أحدُكم فليستتر).
وهذا يدل على وجوب الستر، وعدم جواز كشف العورة دون حاجة، وأن الثوبَ يرفع إذا دنا الإنسان من الأرض، وذهب إليه الإمام أحمد، ورجحه الطيبي.
[قال أبو عيسى] هكذا روى محمد بن ربيعة عن الأعمش عن أنس هذا الحديث
محمد بن ربيعة: من الطبقة التاسعة، وتوفي بعد (190) وهو (حسن الحديث)
(تخريج الحديث)
أخرجه الدارمي وأبو عيسى الرملي –وهو رواة سنن أبي داود- والترمذي، والبيهقي، والبزار
وروى وكيع و [أبو يحيى] الحماني عن الأعمش قال قال ابن عمر كان النبي صلى الله عليه و سلم أذا أراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض وكلا الحديثين مرسل
أبو يحيى الحماني: عبد الحميد بن عبد الرحمن، والأرجح أنه (حسن الحديث).
فوكيع وأبو يحيى رووه من مسند (ابن عمر).
لكن كلا الحديثين مرسلٌ، لأن الأعمش لم يسمع من أنس ٍ ولا ابن عمر ولا من أي صحابي!!
ويطلق الإرسال على الانقطاع عند المتقدمين، أما المتأخرون فيعنون به (قول التابعي قال رسول الله).
(درجة الحديث)
ضعيف، ورواية وكيع وأبي يحيى مقدمة على رواية عبد السلام بن حرب ومحمد بن ربيعة.
فوكيع فقط يكفي، فكيف باجتماع أبي يحيى معه؟!؟!
(تخريج الحديث)
أبو داود، وابن أبي شيبة، والبيهقي.
¥