تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب


لاشك أن في هذه الفتوى مغالطات متعددة، ولعلي أذكر بعضها للحذر والتنبيه.

اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة أبو مشاري
من موقع الإسلام اليوم
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=109797

الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فجواباً على ذلك نقول: الأشاعرة والماتريدية قد خالفوا الصواب حين أولوا بعض صفات الله سبحانه.
)

وخطأ الأشاعرة والماتريدية ليست محصورا في تأويل بعض الصفات كما ذكروا، بل لديهم مخالفات عقدية متعددة، فلهم مخالفات في باب الإيمان وتعريفه بالتصديق وكذلك في أول ما يجب على العبد وفي أبواب متعددة كذلك.
فما ذكروه غير صحيح من ناحية علمية.

اقتباس:
لكنهم من أهل السنة والجماعة، وليسوا من الفرق الضالة الاثنتين والسبعين إلا من غلا منهم في التعطيل، ووافق الجهمية فحكمه حكم الجهمية. أما سائر الأشاعرة والماتريدية فليسوا كذلك وهم معذورون في اجتهادهم وإن أخطأوا الحق.

وهذا خطأ آخر كذلك وهو جزمهم بأنهم معذورون! وهذا رجم بالغيب، فالأشاعرة والماتريدية فيهم معاندون بلغتهم الحجة فلم يقبلوها وفيهم من ترك طلب الحق من مقدرته على ذلك، فلا يصح الجزم بعذرهم.

اقتباس:
ويجوز التعامل والتعاون معهم على البر والإحسان والتقوى، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قد تتلمذ على كثير من العلماء الأشاعرة، بل قد قاتل تحت راية أمراء المماليك حكام ذلك الزمان وعامتهم أشاعرة، بل كان القائد المجاهد البطل نور الدين زنكي الشهيد، وكذا صلاح الدين الأيوبي من الأشاعرة كما نص عليه الذهبي في سير أعلام النبلاء، وغيرهما كثير من العلماء والقواد والمصلحين، بل إن كثيراً من علماء المسلمين وأئمتهم أشاعرة وماتريدية، كأمثال البيهقي والنووي وابن الصلاح والمزي وابن حجر العسقلاني والعراقي والسخاوي والزيلعي والسيوطي، بل جميع شراح البخاري هم أشاعرة وغيرهم كثير، ومع ذلك استفاد الناس من عملهم، وأقروا لهم بالفضل والإمامة في الدين، مع اعتقاد كونهم معذورين فيما اجتهدوا فيه وأخطأوا، والله يعفو عنهم ويغفر لهم. والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أما قولهم بأن كثيرا من علماء المسلمين وأئمتهم أشاعرة أو ماتريدية فهي مغالطة واضحة، فالصحابة والتابعون بإحسان وعلماء الحديث وأئمتهم والأئمة الأربعة ليسوا أشاعرة ولاماتريدية.

اقتباس:
والخليفة المأمون كان جهمياً معتزلياً وكذلك المعتصم والواثق كانوا جهمية ضُلاَّلاً. ومع ذلك لم يفت أحد من أئمة الإسلام بعدم جواز الاقتداء بهم في الصلوات والقتال تحت رايتهم في الجهاد، فلم يفت أحد مثلاً بتحريم القتال مع المعتصم يوم عمورية، مع توافر الأئمة في ذلك الزمان كأمثال أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وأبي داود وعلي بن المديني ويحيى بن معين وأضرابهم من كبار أئمة القرن الهجري الثالث. ولم نسمع أن أحداً منهم حرم التعامل مع أولئك القوم، أو منع الاقتداء بهم، أو القتال تحت رايتهم. فيجب أن نتأدب بأدب السلف مع المخالف.

وهذه مغالطة كذلك، فالإمام أحمد وغيره نصوصهم صريحة في تحريم الصلاة خلف الجهمية والأمر بإعادة الصلاة لمن صلى خلفهم.

جاء في كتاب السنة للخلال المجلد الخامس صفحة 95

((مررنا بقبر رجل في طرسوس فقلنا: الكافر لا رحمه الله.
فقال ابو عبدالله: نعم الكافر لا رحمه الله , هو اول من بدأ هذا الامر))
وهذا القبر قيل إنه قبر المأمون لأنه دفن بطرسوس.

وأما قولهم أن شراح البخاري كلهم أشاعرة أو ماتريدية فهذه مغالطة كذلك، فمن شراح البخاري الحافظ السلفي ابن رجب الحنبلي رحمه الله.

فوائد منقوله من كتب ابن قدامة رحمه الله حول شدته وغلظته على الأشاعرة

تحريم النظر في كتب الكلام [صفحة 42]
وقال أحمد بن إسحاق المالكي أهل الأهواء والبدع عند أصحابنا هم أهل الكلام فكل متكلم من أهل الأهواء والبدع أشعريا كان أو غير أشعري لا تقبل له شهادة ويهجر ويؤدب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب منها.

المناظرة في القرآن [صفحة 47]
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير