تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الفرق بين مسألة (الكسب) من لها؟]

ـ[أبو العالية]ــــــــ[20 - 11 - 06, 12:36 م]ـ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..

مسألة الكسب مشهورة، ولكن من يفرق بين كسب الأشاعرة، وكسب السلف؟

فقد وقفتُ على جواب لطيف في المسألة.

فمن يأت به؟

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 08:24 م]ـ

[المسألة السادسة: في تفسير الكسب.

لفظ الكسب جاء في القرآن في ذكر ما للمكلف وما عليه، فقال سبحانه ?لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ? [البقرة:286] وقال جل وعلا ?ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ? (94) وقال جل وعلا ?وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ? [البقرة:225] ونحو ذلك من الآيات.

ولما جاء لفظ الكسب في القرآن وفي السنة أيضا جاء مذهب أهل السنة والجماعة بإثبات كسب المرء وتفسير الكسب بما دلت عليه النصوص وهو أن كسب المرء هو عمله، فالكسب هو العمل والفعل فقوله سبحانه ?لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ? يعني لها ما عملت، فالعمل هو الكسب، ودلّ على ذلك أنه جل وعلا قال ?وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ? [النحل:111]، وفي الآية الأخرى ?مَا كَسَبَتْ? فدلّ على أن الكسب هو العمل.

والناس أعني المذاهب الثلاثة المشهورة في باب القدر وهي مذهب الجبرية والقدرية وطريقة أهل السنة والحديث كلٌّ فسر الكسب على حسب معتقده:

ولهذا فسّر القدرية -وهم نُفاة القدر الذين يقولون: إن العبد يخلق فعل نفسه وأن الله جل وعلا لا يخلق فعل العبد من المعتزلة ومن شابههم- قالوا: إن معنى الكسب في هذه الآيات هو: إيجاد العبد للفعل، وشبهوه بكسب التجارة فإن كسب التجارة فعل، كما قال جل وعلا ?أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ? [البقرة:267] فما كسب الإنسان من التجارة أنفقوا من طيبات ما كسبتم، ?يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ? [البقرة:267]، فذكر الكسب في معرض التجارة فقالوا كذلك هو في فعله كسب العمل الصالح كما يجتهد في فعل كسب التجارة، فإذن جعلوا الكسب هو إيجاد العبد للفعل على مذهبهم في خلق أفعال العباد، وذلك أن لفظ الكسب في شيء من الاحتمال، ولهذا فسرته كل طائفة على مذهبها.

والجبرية -كما ذكرنا لكم طرفا من مذهبهم في قول الأشاعرة والجهمية- الجبرية فسروا الكسب بأشياء كثيرة وبعبارات متنوعة لا حاصل معها على التحقيق، وذكرت لكم قول الشاعر أو قول أحد العلماء:

مما يقال ولا حقيقة تحته معقولة تدنو لذي الأفهام

الكسب عند الأشعري والحال عند البهشمي وطفرة النظام

فالكسب هذا فهمه لما اختار الأشعري مذهبه الذي هو جبر الباطن لا جبرا ظاهرا، لما أخذه وجد في لفظ الكسب في الكتاب والسنة مخرجا له فقال الأعمال كسب، كيف يتوافق هذا مع قوله في القدر؟ قال: الكسب عبارة عن تعلق القدرة عن حال أو غير ذلك من التفاسير، واختلف أصحابه في تفسير الكسب على هذا الاصطلاح الذي هو كسب الجبر؛ كيف يكون للإنسان كسب وهو مجبور؟ اختلفوا في تفسير الكسب على أوجه كثيرة أكثر من عشرة أوجه، وكلها راجعة إلى نوع من التعلق ما بين القدرة والإرادة والعمل والتكليف، وهذا فيه صعوبة الربط بينها.

فلذلك أهل العلم حتى الأشاعرة قال محققوهم: إنه لا حصيلة تحت هذه العبارة التي هي عبارة الكسب على خلاف معنى العمل.

أما القول الثالث في الكسب وهو قول أهل العلم والسنة والحديث من الصحابة رضوان الله عليهم فمن بعدهم فإنهم قالوا: إن الكسب هو العمل وهو الفعل، والله جل وعلا قال ?لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ? وفرق ما بين الكسب والاكتساب مع أن كثيرا من أهل العلم يجعلون الكسب والاكتساب بمعنى واحد؛ لكن في الآية قال ?لَهَا مَا كَسَبَتْ? يعني في الخير، ?وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ? فجعل الاكتساب فيه زيادة في المبنى؛ لأنّ فيه نوع كُلْفَة، فالخير موافق للفطرة فيكسبه الإنسان لموافقته لفطرته مع أنه تكليف، وأمّا الشر والردى والضلال فإنه مخالف لفطرته لذلك إتيان المحرمات وإتيان الموبقات ونحو ذلك على ما في الإنسان ربما من الشهوة لبعض ذلك لكن يحتاج معه إلى أن يُعمل نفسه أن يُتعب نفسه ويخالف فطرته في أن يأتي تلك الموبقات لذلك زاد المبنى ليدل على أنها فيها نوع كلفة ومشقّة في ما يعمله المرء من الشر، قال ?لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ? يعني من الشر فجعل أهل السنة الكسب بمعنى العمل.]

من شرح الطحاوية لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله تعالى -.

ـ[معاذ عبدالله]ــــــــ[22 - 11 - 06, 02:08 م]ـ

نعم أخي الحبيب ثلاث من المحالات طفرة النظام وكسب الأشعري وحال أبي هاشم

والكسب عند الأشاعرة - سوى الجويني وأبو إسحاق الاسفراييني فلهما رأي خاص في هذهالمسألة - هو مقارنة القدرة الحادثة - فعل العبد - للفعل من غير تأثير لها فيه ... وهم بذلك قد مالوا إلى الجبرية.

أما الكسب عند أهل السنة فمعناه أن أفعال العباد تقع بمشيئتهم، وأن القدرة الإنسانية والمشيئة الإنسانية لها أثر في وجود الفعل، وهذا الأثر ليس خلقا ولا إيجادا للفعل، لأن خالق القدرة والمشيئة للفعل هو الله جل وعلا.

مثال ذلك: الأب والأم سبب لوجود الطفل، لكن ليس معنى هذا أنهما خلقاه، وإنما الله الذي خلقهم جميعا،لكن الله هو الذي أراد ذلك .... أن يولد هذا الطفل من أب وأم

ولعل بعض المخالفين يقول لو أراد الله أن يخلقه بدون أب وأم لفعل

فالجواب: أن نقول هذه كلمة حق أريد بها باطل، فالخالق هو الذي أراد وجود الطفل من أبويه

ومثاله أيضا: لو قال لو شاء الله أن يهديني لفعل

أيضا نقول له كلمة حق أريد بها باطل .... وهكذا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير