تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الذي أعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار .. رسالة]

ـ[محمود بن أحمد]ــــــــ[03 - 10 - 06, 10:32 م]ـ

الذي أعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار

رسالة في الذب عن الصحابة الأخيار

كثر الآن على الساحة الكلام من أهل التشيع الأشرار و من أهل الجهل التابعون لهم عن قصد أو دون قصد عن صحابة النبي محمد صلى الله عليه و سلم و السب و الطعن فيهم رضي الله عنهم و أرضاهم.

و الطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالجديد على أهل السنة و على أهل الإسلام و لكنه قديم , حتى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطعن فيهم , بل و طعن في بيته صلى الله عليه وسلم لما رمى رأس النفاق بن سلول السيدة عائشة رضي الله عنها زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالزنى , و أبرأها الله من فوق سبع سموات .. ومع ذلك يأبى أهل الزيغ و الضلال إلا أن يطعنوا في عائشة حبيبة المصطفى صلى الله عليه و سلم المبرأة من فوق سبع سموات حتى هذه اللحظة.

والعجيب أن يتبع هؤلاء الكثير من أبناء المسلمين و يخطو بعضهم خطاهم و يحتذي حذوهم و يظل بعضهم يهرف بما لا يعرف و يغترف من الكتب ما لا علم له به أقوال تعضد أقوال أهل الضلال و يمزج مزيجا من كتب أهل السنة و كتب أهل التشيع و هو لا من أصحاب العلم حتى يميز الخبيث من الطيب و لا هو من أهل العقيدة السليمة حتى يتكلم عن هؤلاء الأطهار الأبرار , فالكلام عنهم يحتاج إلى عقيدة راسخة رسوخ الجبال و يحتاج إلى تأن و فهم ربانين , وليس الكلام فيهم لأي أحد , و إلا ضل و أضل.

ونحن في هذه الرسالة بصدد الكلام عن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم , و عن مناقبهم بايجاز غير مخل إن شاء الله , بما صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم و بما صحّ عنهم أيضا , و نفي الشبه العالقة التي يثيرها أهل الزيغ عنهم و حولهم و التي قد يفهما العض فهما خاطئا.

ثم إن شاء الله سنتكلم عن الفتنة و نبين ما حدث بالضبط فيها و ما وقع بين صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد وفاته من استشكالات يطعن فيها من لا علم لهم ولا دين .. و أن كل ما يروج له الآن هو رواج رخيص قليل الحيلة , حتى يعلم المسلمون الصالح من الطالح و الغالي من الرخيص و الغث من السمين , و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.


_
الباب الأول: ما جاء في فضل الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين من الكتاب و السنة على وجه العموم.

فصل

في فضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) فضل المهاجرين و الأنصار ومن تبعهم باحسان

قال تعالى {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم و أموالهم يبتغون فضلا من الله و رضوانا وينصرون الله و رسوله أولئك هم الصادقون. و الذين تبوّءو الدار و الإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم و لا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و من يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون. و الذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك غفور رحيم}

هذه الآيات الثلاث تناولت ..

أولا: المهاجرين ووصفتهم بالفقراء و تركوا الدار و الأموال , ابتغاء الله و رسوله ونصرة لله و رسوله و لقد سمّاهم الله (صادقون) , ومنهم أبو بكر و عمر و عثمان و المهاجرين من قريش من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم أجمعين.
وقد أخرج البخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال " أوصي الخليفة بعدي بالمهاجرين الأولين أن يعرف لهم حقهم و يحفظ لهم حرمتهم , و أوصيه بالأنصار الذين تبوءوا الدار و الإيمان من قبلهم أن يقبل من محسنهم و يتجاوز عن مسيئهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير