[الردود السلفية على دعاة الصوفية]
ـ[حامد تميم]ــــــــ[14 - 11 - 06, 09:39 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ... وبعد:
هذه أبحاث في الرد على الصوفية وأدعيائها، لعل الله ينفع بها المسلمين، ويجزل لكاتبها الأجر والمثوبة، ألا وهو الاخ الشيخ أحمد بن عبد القادر، وهو من طلبة العلم الجادين -نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا-، وسوف ننشر هذه الردود في هذا الملتقى المبارك تباعاً، وهذه هي أسماء الردود:
1 - المولد ولماذا هو بدعة! وهو رد على المدعو الجفري
2 - علي الجفري وكشف تلبيساته وملابساته وافتراءاته.
3 - لماذا يجب علينا محاربة البدع والمبتدعة.
4 - لمحة عن السبحة.
5 - نقض الموسوعة اليوسفية في بيان أدلة الصوفية، في جزئين، والثالث سوف يرى النور قريباً -إنشاء الله-.
وله من البحوث المفيدة الأخرى والله الموفق.
المولد ولماذا هو بدعة؟؟؟
إنَّ الحمد لله، نحمده و نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُه.
أما بعد:
فقد ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: ((إنَّ الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء.)) قيل من هم يا رسول الله؟ قال: ((الذين يَصْلُحون إذا فسد الناس))، "السلسلة الصحيحة"، للألباني1273.
فالسعيد الموفق من أحيا السنن، ودعا إلى الله -عز وجل-، وخالف ما اعتاده الناس، غير مبال بما يرمونه من التشدد أو الحِدَّة، أو غيرها من التهم التي منها بعيد.
فذلك قليل من كثير كان يقاسيه الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، المتمسكون بدين الله من التشنيع والتقبيح وضروب الأذى والتعنيف.
ولكن طوبى للغرباء، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يدعا للمؤمن صديقاً، بل الصديق صار عدواً؛ وإن كان أقرب قريب، يَشْتم ويقْذف ويَتّهم، بل منهم من يتعرض بأكثر من هذا، والله المستعان، ولكن كما قيل:
إذا لم يكن إلا الأسنّة مركب فما حيلة المضطرّ إلا ركوبها
فالذي ندعوا الناس إليه: هو التمسك بالدِّين القيّم، وإحياء السنن، والتحذير من البدع وإن رفضونا الناس.
وأيضا ندعوا الناس بإمعان النظر فيما شرعه الله لنا، لأن في ذلك هداية إلى الصراط المستقيم، أما إذا لم نَتَمَعّن، فسوف ندخل في الذي دخل فيه أصحاب السبل، الذين افترقوا في سُبلهم على حسب معتقداتهم الفاسدة، وآرائهم الكاسدة، بسبب بُعْدهم عن الفهم الصحيح لكتاب الله وسنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال تعالى:
?كل حزب بما لديهم فرحون ?.
فعلى جميع المسلمين أن ينتظموا في سِلْكِ من أحيا سنناً وأمات بدعاً.
فالبدع قد كثرت في هذا الزمان، وعَمَّ ضررها، واستطار شررها، ودام الانكباب على العمل بها، مع سكوت أكثر الناس عن الإنكار لها، حتى صارت - أي البدع - وكأنها سنن مقررات، وشرائع محررات؛ فاختلط المشروع بغيره، وعاد المتمسك بالسنة كالخارج عنها.
ومن هذه البدع بدعة الاحتفال بمولد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في شهر ربيع الأول، وهذه البدعة بالذّات قد رسخت في نفوس كثير من الناس، والمعادي لهذه البدعة يُصَوَّب إليه بسهام الطعن، ويُرمى بمقذوفات الأذى.
وما يُنقم منه إلا لأنه حارب البدع التي غزت قلوب المسلمين، غيرةً على دين الله، وخوفاً على عباد الله، وعلاجاً لهم من أضرّ الأدواء، التي ترمي بأصحابها إلى النار، أعاذنا الله منها، ومن السبيل الموصل إليها.
والكلام في هذا الموضوع - بدعة المولد- قد كتبته قبل أربع سنوات، أي في شهر صفر من عام 1421هـ وقد نفع الله به الكثيرَ من الناس، فللّه الحمد والمنة على توفيقه، وما ذلك إلا لكون الموضوع كان مدعماً بأدلة الكتاب والسنة وعلى فهم السلف الصالح لهما، فقبله الناس أصحاب العقول النيرة التي ما تقبل الحق إلا بدليله.
ولكني فوجئت بشريط يتناقله أناس قد خُدعوا به وبصاحبه؛ واسمه علي زين العابدين بن عبد الرحمن الجفري الصوفي - والمدعو بالحبيب الجفري - زعم فيه أن المولد من السنن المؤكَّدة!
فأخذ يحرف في النصوص، ويتقوَّل على الله تعالى وعلى خلقه بغير علم ولا هدى ولا كتاب ومنير.
ولم يكتفِ بكل هذا؛ بل أخذ يسفِّه كل من خالفه من العلماء، فيرميهم بالجهل، وعمى البصيرة، ويدعي أنهم مضللون لن يفقهوا عن الله ..
بل وقال عنهم سفهاء .. الخ كما سترى إن شاء الله تعالى .. فرمتني بدائها وانسلت ..
والطامة الكبرى؛ أن دعا في شريطه إلى الشرك بالله؛ بحيث أجاز الاستغاثة بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وقال: أنه يُستغاث بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الدنيا وفي البرزخ وفي يوم القيامة، ويستدل على هذا الشرك بحديث في الصحيح وهو أبعد ما يكون فيه الشرك والعياذ بالله ..
وهذا ليس بغريب عليه! فمحاضراته وجلساته لا تخلوا من التلبيس والتدليس والافتراء، وقد قمت منذ زمن بالرد على بعض ما في دعوته – الجِفْرِيَّة الصُّوفية – في رسائل؛ منها: "علي الجفري وكشف تلبيساته وملابساته وافتراءاته" ورسالة "التعليق على الموسوعة الكويتية في التوسل" ورسالة "هل هذه الجماعة من الفرق المبتدعة؟! " فاطلبها لتعرف مدى تلبيسه وتدليسه وافترائه على الدين، بل وعلى سيد المرسلين عليه الصلاة وأتم التسليم ..
فقمت - ولله الحمد – بالرَّد عليه هنا أيضاً على افترائه وتدليسه وتلبيسه على الدين، وعلى المسلمين المساكين الذين صاروا أعواناً له في نشر الباطل، ومحاربة الحق أهله، فجعلت هذا الرَّد ملحقاً في هذه الرسالة التي أعتبرها كافية لذي كل عقل وبصيرة في دينه، والشيء بالشيء يُذكر، فكل مبتدع يريد تفريق الأمة عن دينها سوف يُفضح ولو بعد حين ..
وكما قيل: ومن لا يربيه الرسول ويسقه لباناً له قد درّ من ثدي قدسه
فذاك لقيط ما له نسبة الولا ولا يتعدى طور أبناء جنسه
أسأل اللهَ تعالى أن يرنا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرنا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ...
وكتب: أبو ماجد أحمد بن عبد القادر تركستاني المدينة النبوية 7/ 2/1425هـ
¥