[سؤال حول قوله تعالى: {وهو معكم أين ما كنتم}]
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[26 - 10 - 06, 07:39 م]ـ
طرح أحد الأشاعرة سؤال على أخ لي - سلفي العقيدة - وهو:
أنتم تقولون أن معنى قوله تعالى {وهو معكم أين ما كنتم} أنها معية علم وإحاطة، فها أنتم قد أولتم الآية ولم تحملوها على ظاهرها ورغم ذلك تنكرون علينا التأويل الذي قد وقعتم فيه؟
أرجو من الإخوة أن ينقلوا لنا كلام أهل العلم حول هذه المسألة .. ما الفرق بين هذا التأويل وتلك؟
وجزاكم الله خيرًا
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 10 - 06, 08:04 م]ـ
ليس في الاية تأويلا , بل هي على ظاهرها
قال تعالى
((هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)) (4)
فالاية صريحة في انها معية علم فأين التأويل؟
و لكن الاشاعرة لا يميزون , فالمعية عندهم تستلزم الذات!! و هذا ليس بلازم في كلام العرب
قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري:
((وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ) يقول: وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمكم، ويعلم أعمالكم، ومتقلبكم ومثواكم، وهو على عرشه فوق سمواته السبع)
و راجع هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=195370&postcount=34
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 10 - 06, 08:32 م]ـ
السلام عليكم
هناك رسالة مفيدة جدا للشيخ حمود التويجري رحمه الله بعنوان إثبات علو الله ومباينته لخلقه، وهي في المرفقات وفيها إجابة وافية حول هذه المسألة.
وكلمة (مع) لايقصد بها في كلام العرب الامتزاج والاختلاط فقط، بل ترد بعدة معاني منها معية النصرة والتأييد كقولهم فلان مع فلان أي معه في أمره، ومثل قولهم سار مع القمر أي في الليل في ضوء القمر، وهكذا
فتفسير السلف وإجماعهم على أن المقصود بقوله تعالى (وهو معكم أينما كنتم) ليس بتأويل بدعي بل هو تفسير صحيح على مقتضى لغة العرب وفيه موافقه لبقية الأدلة من الكتاب والسنة، ولأن الآية في قوله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو معهم) افتتحت بالعلم واختتمت به.
فكل آية فيها المعية ينظر فيها إلى السياق والقرائن حتى تفسر بمعناها المقصود بها لأنه (مع) تأتي بمعان متعددة.
فقول هذه الأشعري بأنكم لم تحملوها على ظاهرها غير صحيح، فظاهر الآية لايدل على الامتزاج والاختلاط، بل كلمة مع تأتي بمعان متعددة، فهو قد غلط في نسبة هذا المعنى للظاهر ثم ألزم به المخالفين له، فيحتاج أولا إلى بيان وهمه وخطأه في نسبة هذا الأمر إلى ظاهر الآية ويبين له معنى (مع) ثم بعد ذلك يبين له أن طاهر الآية لايدل على المخالطة كما يزعم.
وقال شيخ الإسلام في «شرح حديث النزول» ولفظ المعية في كتاب الله جاء عاماً كما في هاتين الآيتين – يعني قوله تعالى: ? وهو معكم أينما كنتم ? وقوله: ? ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ? إلى قوله: ? إلا هو معهم أينما كانوا ? وجاء خاصاً كما في قوله: ? إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ? وقوله: ? إنني معكما أسمع وأرى ? وقوله: ? لا تحزن إن الله معنا ? فلو كان المراد أنه بذاته مع كل شيء لكان التعميم يناقض التخصيص. فإنه قد علم أن قوله: ? لا تحزن إن الله معنا ? أراد به تخصيصه وأبا بكر دون عدوهم من الكفار.
وكذلك قوله: ? إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ? خصهم بذلك دون الظالمين والفجار – إلى أن قال: وأيضاً فإنه افتتح الآية بالعلم وختمها بالعلم , فكان السياق يدل على أنه أراد أن عالم بهم , وقد بُسط الكلام عليه في موضع آخر وبُيّن أن لفظ المعية في اللغة – وإن اقتضى المجامعة والمصاحبة والمقارنة – فهو إذا كان مع العباد لم يناف ذلك علوه على عرشه , ويكون حكم معيته في كل موطن بحسبه , فمع الخلق كلهم بالعلم والقدرة والسلطان , ويختص بعضهم بالإعانة والنصر والتأييد. انتهى المقصود من كلامه.
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[27 - 10 - 06, 02:43 ص]ـ
أخي المقدادي، جزاك ربي خير الجزاء .. وسأنظر الرابط الذي وضعته، بارك الله فيك.
¥