[مرتكب أحد نواقض الإسلام ((استفسار))]
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[12 - 10 - 06, 12:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي لدي سؤال هو
متى يعذر مرتكب أحد نواقض الإسلام المجمع عليها
وهل يعذر أحد بالتأويل
وجزاكم الله خيرا
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[12 - 10 - 06, 04:43 ص]ـ
أخي الكريم
عليك بالكتب المصنفة في الباب وخاصة كتب أئمة الدعوة النجدية
خاصة منها كتاب فتاوى الأئمة النجدية في قضابا الأمة المصيرية
وإن لم يتيسر لك الكتاب فعليك بكتاب قيام الحجة والعذر بالجهل لبعض المعاصرين.
والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[12 - 10 - 06, 06:41 ص]ـ
} بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أولا: ما هو التأويل؟
التأويل يطلق ويراد به ثلاث معانٍ:
الأول: الحقيقة والعاقبة ومنه قوله تعالى _ في قصة يوسف عليه السلام _: {هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقاً}.
الثاني: التفسير والبيان ومنه ما جاء في الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: "
كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) يتأول القرآن " متفق عليه، ومنه قول السلف تأويل قوله تعالى كذا ولذا سمى ابن جرير تفسيره بـ (جامع البيان عن تأويل آي القرآن)
وهذان المعنيان معروفان عند السلف.
الثالث: وهو اصطلاح المتأخرين وهو " صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى آخر يحتمله اللفظ لدليل يقترن به مع قرينة مانعة من المعنى الحقيقي "
لأنه كما هو مقررفي علم أصول الفقه أن الألفاظ ثلاثة: 1 - نص 2 - وظاهر 3 - ومجمل.
فالنص هو ما يدل على معنى واحد ولا يحتمل التأويل ولا يصرفه عن المراد منه إلا النسخ أو التخصيص.
والظاهر هو ما احتمل امرين هو في أحدهما أرجح وأظهر فالأصل أن يحمل على ظاهره إلا أن يأتي ما يصرفه عن الظاهر كما سبق في تعريف التأويل.
والمجمل هو ما احتمل أمرين فأكثر ولا مرجح وهو يحتاج إلى البيان.
فالظاهر يقابله المؤول والمجمل يقابله المبين.
ثانيا: أقسام التأويل:
إذا علم ما سبق فالتأويل المذكور ينقسم من حيث الصحة والفساد ثلاثة أقسام:
القسم الأول: التأويل الصحيح وهو ما دل عليه الدليل مثل تأويل قوله تعالى: {واسأل القرية} أي أهل القرية؛ لأن القرية نفسها لا يمكن توجيه السؤال إليها.
القسم الثاني: التأويل الفاسد وهو التأويل بدليل يظنه المؤول دليلاً وهو ليس كذلك في الواقع.
القسم الثالث: التأويل الباطل وهو التأويل من غير دليل أصلاً كتأويل المعطلة قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} إلى معنى استولى والصواب أن معناه العلو والاستقرار.
والتأويل ينقسم أيضا من حيث القرب والبعد قسمين:
القسم الأول: تأويل قريب وهو التأويل الذي يظهر معناه وتتضح حقيقته بأدنى دليل أو بيان بمعنى أنه يقع القبول والرضا به من غير تردد لوضوحه وظهوره كتأويل قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم ... } الآية بأن المراد العزم على الصلاة لأن الرب سبحانه وتعالى لا يطلب الوضوء من المكلفين بعد الشروع في الصلاة؛ إذا الوضوء شرط لصحتها والشرط يوجد قبل المشروط لا بعده، وهذا المعنى قريب يتبادر إلى الذهن بمجرد قراءة الآية أو سماعها.
القسم الثاني: التأويل البعيد وهو التأويل الذي لا يظهر معناه بأدنى دليل بل يحتاج إلى دليل أقوى من الظاهر حتى يؤول الظاهر عليه.
ثالثا: شروط التأويل الصحيح:
الشرط الأول: أن يكون المؤول أهلا للتأويل بأن يكون من أهل الاجتهاد الذين لديهم ملكة الفهم والاستنباط وغيرها مما هو مذكور في شروط المجتهدين.
الشرط الثاني: أن يكون اللفظ المراد تأويله قابلا للتأويل بأن يكون بوضعه اللغوي محتملا لذلك كالظاهر كما سبق أما النص الذي يحتمل معنى واحداص فقط فلا يدخله التأويل.
الشرط الثالث:أن يكون المعنى الذي صرف إليه اللفظ من المعاني التي يحتملها اللفظ لغةً أو استعمل فيه شرعاً.
الشرط الرابع: أن يكون التأويل بدليل صحيح من نصٍ أو إجماع أو قياس أو غير ذلك من الأدلة المحتج بها.
الشرط الخامس: أن يكون هذا الدليل راجحا على المعنى الظاهر ليتمكن من صرفه عن المرجوح إلى الراجح.
¥