تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كيف نحمل هذه الآية على إثبات أن لله يدان؟]

ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[05 - 09 - 06, 12:24 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الصحيح من مذهب أهل السنة والجماعة: إثبات صفة اليد لله على ما يليق به سبحانه، وأن لله يدان.

فكيف تحمل هذه الآية وتوجه على هذا الكلام: "والسماء بنيناها بأيدٍ " فذكرت بلفظ الجمع.

فكيف يكون الجواب؟

وجزاكم الله خيرا

ـ[المقدادي]ــــــــ[05 - 09 - 06, 12:38 ص]ـ

هذه الاية ليست من ايات الصفات المعروفة , و الأيد هنا: يعني القوة

قال الامام العلامة المفسر الأصولي محمد الامين الشنقيطي رحمه الله في تفسيره اضواء البيان:

(قوله تعالى في هذه الآية الكريمة {بَنَيْنَـ?هَا بِأَيْدٍ}، ليس من آيات الصفات المعروفة بهذا الاسم، لأن قوله {بِأَيْدٍ} ليس جمع يد: وإنما الأيد القوة، فوزن قوله هنا بأيد فعل، ووزن الأيدي أفعل، فالهمزة في قوله: {بِأَيْدٍ} في مكان الفاء والياء في مكان العين، والدال في مكان اللام. ولو كان قوله تعالى: {بِأَيْدٍ} جمع يد لكان وزنه أفعلاً، فتكون الهمزة زائدة والياء في مكان الفاء، والدال في مكان العين والياء المحذوفة لكونه منقوصاً هي اللام.

والأيد، والآد في لغة العرب بمعنى القوة، ورجل أيد قوي، ومنه قوله تعالى {وَأَيَّدْنَـ?هُ بِرُوحِ ?لْقُدُسِ} أي قويناه به، فمن ظن أنها جمع يد في هذه الآية فقد غلط فاحشاً، والمعنى: والسماء بنيناها بقوة) انتهى أضواء البيان.

ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[05 - 09 - 06, 12:48 ص]ـ

أما إثبات اليدين لله فثابت في غير آية وحديث ـ يراجع في مظانه ـ ليس منها تلك الآية!

فالآية ليست من آيات الصفات أصلا، وورد في تفسيرها عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ أن المراد في الآية هو القوة، وبعض المبتدعة يطيرون بذلك فرحا مدعين أن ذلك من التأويل، بينما التفسير مستقيم على ظاهره من غير تأويل، والأيد هي القوة، من الفعل آد يأيد أيدا.

ومثلها قوله تعالى (اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ) [صـ: 17]

فيقال للمحتجين بالآية السابقة على جواز التأويل هل لداود عليه السلام أيد؟

وهذا كلام شيخ الإسلام في مجموع الفتوى 5/ 195

و11/ 485

وكذا في درء التعارض 2/ 330

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 09 - 06, 01:08 ص]ـ

الإخوة الكرام

الكلام السابق لا وجه له والله أعلم؛ لأن ذكر الأيدي موجود في القرآن؛ قال تعالى: {أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما}.

والصواب في وجه الجواب - والله أعلم - أن يقال: إن صفة اليد وردت على ثلاثة أوجه:

= الإفراد كقوله تعالى: {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم}

= التثنية كقوله تعالى: {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيَدَيَّ}

= الجمع كقوله تعالى: {مما عملت أيدينا أنعاما}

وفهم النصوص لا بد أن يكون مبنيا على الجمع بينها وإعمالها جميعا، بغير إهمال شيء منها، ولا يتحقق فهم هذه النصوص فهما صحيحا إلا إن قلنا بأن لله عز وجل يدين كما هو فهم السلف؛ لأن التثنية لا تحتمل التأويل، بينما الإفراد يمكن حمله على إرادة الجنس كما قال تعالى: {والله ورسوله أحق أن يرضوه}، والجمع يمكن حمله على أن أقل الجمع اثنان، كما قال تعالى: {تجري بأعيننا}، وقال تعالى: {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} وقال تعالى: {هذان خصمان اختصموا في ربهم}، وقال تعالى: {إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان ... }

وكذلك فقد قال تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما}، والإجماع منعقد على أن السارق تقطع منه يد واحدة فقط لا يدان.

والله تعالى أعلم.

ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[05 - 09 - 06, 01:13 ص]ـ

بيان تلبيس الجهمية 2/ 23

ـ[أسامة عباس]ــــــــ[05 - 09 - 06, 01:14 ص]ـ

الشيخ الفاضل أبا مالك العوضي: المشكلة ليست في ذكر الأيدي بالجمع، لكن المشكلة أن المبتدعة الضُلاّل يريدون أن يُفسّروا آية: {لما خلقت بيديّ} أنها (بقوتيّ)! ويستدلون بآية: {بنيناها بأيدٍ}، قائلين: السماء لم يبنها الله بيده، وكذلك آدم، فيريدون بذلك إبطال تلك الصفة!

فيقال لهم: ما قد قاله الإخوة بأعلى، أن الآية ليس فيها أن الله خلق السماء بيده! بل الأيد هنا القوة دونما تأويل ..

والله تعالى أعلم ..

ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[05 - 09 - 06, 01:16 ص]ـ

ملاحظة أخي العوضي:

ليس مناط السؤال إيراد اليدين على الجمعية فقط، بل ـ وهذا يعرفه من يناقش المبتدعة ـ أنه ورد عن ابن عباس صراحة القول أنها القوة، وذلك ثابت عنه.

فذلك خارج عن مسئلة اليد واليدين والأيدي، فهذه الكلام عليها معروف، لكن النزاع في تلك الآية أنها ليست من مصادر التلقي للصفات ـ على الاصطلاح الأكاديمي ـ والله أعلم.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 09 - 06, 01:18 ص]ـ

أنا لا أتكلم عن عموم المسألة، وإنما الجواب يكون منصبا على سؤال السائل.

والكلام الذي ذكره الأخ بأعلى يفيد أن الإشكال عنده منصب على لفظ الجمع، وأنه يتعارض في ظاهره عنده مع ورود الصفة بالتثنية.

فلا يصح رد هذا الإشكال بأن معنى (الأيد) القوة؛ لأن صفة الجمع ثبتت في آية أخرى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير