[أنواع أدلة العلو النقلية وطرقه العقلية من كلام أئمة أهل السنة]
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 09 - 06, 07:03 م]ـ
الحمد لله العلي الظاهر أحمده حمدا يليق بجلاله وعظمته،وأصلي وأسلم على نبيه الكريم محمد وآله. أما بعد:
فعلو الله تعالى على خلقه قد عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف والعقل والفطرة.
ومع وضوح براهينه إلا أن أهل البدع حرفوه النصوص وحملوها على غير مراد الله ورسوله بمستبشع التأويلات ...
وقد أرسل لي أحدهم قبل مدة رسالة بها نقول عن جموع من السلف والخلف مضمونها إنكار العلو تعالى الله عن ذلك، وكان كل ما فيه عن السلف إما كذب محض وإما لا دليل فيه على دعواه.
أما ما نقله عن مبتدعة الخلف فهو اللائق بهم.
وكنت قد أرسلت له على عجل ما سطره ابن القيم في إعلام الموقعين من أنواع أدلة العلو
ولعله من المناسب وضعها هنا بعد فتح هذا القسم ليحال عليها عند الحاجة.
وهذا نصها:
أحدها: التصريح بالفوقية مقرونة بأداة من المعينة لفوقية الذات نحو (يخافون ربهم من فوقهم)
الثاني: ذكرها مجردة عن الأداة كقوله (وهو القاهر فوق عباده)
الثالث: التصريح بالعروج إليه نحو (تعرج الملائكة والروح إليه) وقول النبي صلى الله عليه وسلم «فيعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم».
الرابع: التصريح بالصعود إليه كقوله (إليه يصعد الكلم الطيب)
الخامس: التصريح برفعه بعض المخلوقات إليه كقوله (بل رفعه الله إليه) وقوله (إني متوفيك ورافعك إلي)
السادس: التصريح بالعلو المطلق الدال على جميع مراتب العلو ذاتا وقدرا وشرفا كقوله (وهو العلي العظيم) (وهو العلي الكبير (إنه علي كبير)
السابع: التصريح بتنزيل الكتاب منه كقوله (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) (تنزيل من حكيم حميد) (قل نزله روح القدس من ربك بالحق) وهذا يدل على شيئين على أن القرآن ظهر منه لا من غيره وأنه الذي تكلم به لا غيره الثاني على علوه على خلقه وأن كلامه نزل به الروح الأمين من عنده من أعلى مكان إلى رسوله.
الثامن:التصريح باختصاص بعض المخلوقات بأنها عنده وأن بعضها أقرب إليه من بعض كقوله (إن الذين عند ربك) وقوله (وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون) ففرق بين من له عموما ومن عنده من مماليكه وعبيده خصوصا وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب الذي كتبه الرب تعالى على نفسه إنه عنده على العرش.
التاسع:التصريح بأنه سبحانه في السماء وهذا عند أهل السنة على أحد وجهين إما أن تكون في بمعنى على وإما أن يراد بالسماء العلو لا يختلفون في ذلك ولا يجوز حمل النص على غيره.
العاشر: التصريح بالاستواء مقرونا بأداة على مختصا بالعرش الذي هو أعلى المخلوقات مصاحبا في الأكثر لأداة ثم الدالة على الترتيب والمهلة وهو بهذا السياق صريح في معناه الذي لا يفهم المخاطبون غيره من العلو والارتفاع ولا يحتمل غيره البتة.
الحادي عشر: التصريح برفع الأيدي إلى الله سبحانه كقوله e إن الله يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا.
الثاني عشر: التصريح بنزوله كل ليلة إلى السماء الدنيا والنزول المعقول عند جميع الأمم إنما يكون من علو إلى أسفل.
الثالث عشر: الإشارة إليه حسا إلى العلو كما أشار إليه من هو أعلم به وما يجب له ويمتنع عليه من أفراخ الجهمية والمعتزلة والفلاسفة في أعظم مجمع على وجه الأرض يرفع أصبعه إلى السماء ويقول اللهم اشهد ليشهد الجميع أن الرب الذي أرسله ودعا إليه واستشهده هو الذي فوق سماواته على عرشه.
الرابع عشر: التصريح بلفظ الأين الذي هو عند الجهمية بمنزلة متى في الاستحالة ولا فرق بين اللفظين عندهم البتة فالقائل أين الله ومتى كان الله عندهم سواء كقول أعلم الخلق به وأنصحهم لأمته وأعظمهم بيانا عن المعنى الصحيح بلفظ لا يوهم باطلا بوجه أين الله في غير موضع.
¥