تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهذه مسألة زلَّ فيها عالم، وضل فيها طوائف من بني آدم، وهدى الله أتباع رسوله فيها للحق المبين والصواب المستبين، فأجمعت الرسل صلوات الله وسلامه عليهم على أنها محدثة مخلوقة مصنوعة مربوبة مدبرة، هذا معلوم بالاضطرار من دين الرسل صلوات الله وسلامه عليهم؛ كما يُعلم بالاضطرار من دينهم أنَّ العالم حادث، وأن معاد الأبدان واقع، وأن الله وحده الخالق، وكل ما سواه مخلوق له، وقد انطوى عصر الصحابة والتابعين وتابعيهم - وهم القرون المفضلة - على ذلك من غير اختلاف بينهم في حدوثها وأنها مخلوقة، حتى نبغت نابغة ممَّن قصر فهمه في الكتاب والسنة، فزعم أنها قديمة غير مخلوقة، واحتج بأنها من أمر الله، وأمره غير مخلوق، وبأن الله تعالى أضافها إليه كما أضاف إليه علمه وكتابه وقدرته وسمعه وبصره ويده، وتوقف آخرون فقالوا: لا نقول مخلوقة ولا غير مخلوقة000)).

ثم نقل كلام الحافظ أبي عبد الله بن منده والحافظ محمد بن نصر المروزي، وهما ممن يقولان بأنها مخلوقة، ثم قال: ((ولا خلاف بين المسلمين أنَّ الأرواح التي في آدم وبنيه وعيسى ومَن سواه من بني آدم كلها مخلوقة لله، خلقها وأنشأها وكوَّنها واخترعها، ثم أضافها إلى نفسه كما أضاف إليه سائر خلقه، قال تعالى: ? وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ? [الجاثية: 13])) اهـ

3 - وقال ابن كثير في ((التفسير)) (الآية الرابعة والحديث الثاني) ((فقوله في الآية والحديث: ?وَرُوحٌ مِنْهُ ?؛ كقوله: ?وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ?؛ أي: من خلقه ومن عنده، وليست (من) للتبعيض؛ كما تقول النصارى عليهم لعائن الله المتتابعة، بل هي لابتداء الغاية، وقد قال مجاهد في قوله:: ?وَرُوحٌ مِنْهُ?، أي ورسول منه، وقال غيره: ومحبة منه، والأظهر الأول؛ أنه مخلوق من روح مخلوقة، وأضيفت الروح إلى الله على وجه التشريف؛ كما أضيفت الناقة والبيت إلى الله)) اهـ.

لكن روى الإمام أحمد في ((المسند)) (5562 شاكر) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً: ((000 حتى لا يبقى في الأرضين إلا شرار أهلها، وتلفظهم أرضوهم، وتقذرهم رُوح الرحمن عزَّ وجلَّ000)). قال الشيخ أحمد شاكر: ((إسناده ضعيف) ولكن الغريب أنه علق على الحديث بقوله: ((روح الرحمن من الصفات التي يجب الإيمان بها دون تأويل أو إنكار، من غير تشبيه ولا تمثيل، ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ?، سبحانه وتعالى))!

قلت: هذا مردود بما سبق، والحديث ضعيف.

نقل أبو موسى المديني في ((المجموع المغيث)) (1/ 812 - 814) كلاماً نافعاً جدّاً لأبي إسحاق إبراهيم الحربي عن الاختلاف في قراءة وتفسير (الرّوْح)؛ فراجعه إن شئت.

فائدة:

قال شيخ الإسلام في ((الجواب الصحيح)) (4/ 50): ((لم يعبر أحدٌ من الأنبياء عن حياة الله بأنها رُوُحُ الله فمن حمل كلام أحدٍ من الأنبياء بلفظ الروح أنه يراد به حياة الله فقد كذب)) اهـ.

ـ[أحمد بن حميد]ــــــــ[05 - 09 - 06, 06:50 م]ـ

Question

ماهو مذهب الشيخ علوي السقاف الذي بدأت به كلامك

وشكرا

ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[05 - 09 - 06, 08:22 م]ـ

اعرف الحق تعرف صاحبه

ـ[المقدادي]ــــــــ[05 - 09 - 06, 09:01 م]ـ

Question

ماهو مذهب الشيخ علوي السقاف الذي بدأت به كلامك

وشكرا

الشيخ الفاضل علوي السقاف - حفظه الله - سلفي العقيدة , و لا اعرف مذهبه على وجه الدقة , و لعله شافعي

و الله أعلم

ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[05 - 09 - 06, 11:36 م]ـ

أخي الكريم

أردت أن أطبق القاعدة التي ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهي: أن المضاف إذا كان

قائماً بنفسه فهذه إضافة تشريف كما ذكر بالأعلى " ناقة الله -بيت الله"

وإن كان المضاف غير قائم بنفسه فهذه الإضافة تقتضي الصفة " كساق الله ويد الله".

فأريد أن أطبق كلمة " الروح " على القاعدة السابقة:-

فالروح ليست صفة قائمة بذاتها كالبيت أو كالناقة وبالتالي لا تقتضي التشريف

ولكنها صفة غير قائمة بذاتها فتقتضي الصفة.

فلا أدري أتطبيقي صحيح للقاعدة أم لا؟

وجزاك الله خيرا

ـ[المصلحي]ــــــــ[06 - 09 - 06, 07:48 ص]ـ

السلام عليكم:

الاشياء التي يضيفها الله تبارك وتعالى الى نفسه على قسمين:

الاول:غير مخلوق:وهي:

الصفات اللائقة به تعالى مثل قوله (وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء).

الثاني مخلوق: وهذه هي الاضافة للتشريف، وهي قسمان:

1 - مايكون قائما بنفسه مثل:ناقة الله.

2 - مايكون قائما بغيره مثل: روح الله.

ويظهر انك فهمت كلام شيخ الاسلام بالصورة الخطأ وهو قوله:

(إذ كل ما يضاف إلى الله إن كان عيناً قائمة بنفسها فهو ملك له، وإن كان صفة قائمة بغيرها ليس لها محل تقوم به؛ فهو صفة لله).فقلت بالتقسيم السابق وقد يذكره بعض العلماء لكن على سبيل الاختصار واليك التفصيل:

الصفة التي يضيفها الله تعالى الى نفسه عل قسمين:

- ان تكون قائمة بغيرها ليس لها محل تقوم به، فهذه صفة لله تعالى وهي غير مخلوقة، مثل صفة العلم.

- ان تكون قائمة بغيرها ولها محل تقوم به، فهذه مخلوقة واضافتها لله تعالى من باب التشريف مثل صفة الروح.

وتامل قول الشيخ (إذ كل ما يضاف إلى الله إن كان عيناً قائمة بنفسها فهو ملك له، وإن كان صفة قائمة بغيرها ليس لها محل تقوم به؛ فهو صفة لله).

والسلام عليكم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير