تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن الذي يهزك في هذه الكلمات الناطقة بالرجولة الحقة، والولاء الخالص، ليس هو النبض الحماسي الذي ينطوي على إيمان عميق، وتضحية صادقة فقط، وإنما هو أن سعد بن معاذ لم يفكر أن ينتظر حتى يستشير الأوس – بله الأنصار جميعا – ليرى ما رأيهم في هذه القضية المصيرية بالنسبة لهم، خصوصاً وأن بنود العهد مع النبي الكريم لا تشمل وجوب الدفاع عنه خارج حدود المدينة، وذلك أن منطق اللحظة فرض نفسه على سيد القوم، والعقل المؤمن هنا لا يرى من المروءة ومكارم الأخلاق أن يتبصر في حقوقه النظرية حول شمولية الدفاع أو محدوديته، وإنما يراهما في حق المصطفى صلوات الله عليه واقعيا في تمديد العهد وتوسيع نطاق الدفاع عنه ومنعه، بفاعلية قوله تعالى:

(ما كان للمؤمنين أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه)

وما كان قراراً للسيد فهو قرار للقوم بطريق التبعية أن لم يكن بطريق الاتباع، وإلا ففيم السيادة؟

ومواقف سعد بن معاذ التي تتسم بعبقرية السيادة كثيرة، إلا أننا تجتزيء منها بهذا الموقف الذي أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو موقفه من يهود بني النضير وحكمه عليهم؛ وكان سعد صلى الله عليه وسلم يدعو الله – بعد جرحه في غزوة الخندق – ألا يميته حتى يقر عينه من بني قريظة ". فلما كثرت خيانات اليهود لله ورسوله بالمدينة، وتقرر إنهاء جرائمهم وفسادهم، حاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين ليلة حتى نزلوا على حكمه صلى الله عليه وسلم.

وهنا يقع اختيار القائد الملهم على النائب المناسب لإصدار الحكم، وهو سعد بن معاذ، وهو يعلم أن بني قريظة هم موالي الأوس - عشيرة سعد رضي الله عنه، ومن ثمة فإن حكمه سيرضى عنه الأنصار – خصوصاً الأوس – ولن تستنكره اليهود. ثم هو يعرف من يكون سعد بن معاذ، الذي لا يحتاج إلى توصية إذا تعلق الأمر بنصرة الله رسوله.

وجاء سعد بن معاذ إلى صلى الله عليه وسلم على حمار والأوس من حوله يستحثونه أن يحسن إلى بنى قريظة في حكمه لأنهم مواليهم، وهو صامت، فلما أكثروا عليه، قال " لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم ". حتى بلغوا رسول الله، فأخبره أن القوم قد نزلوا على حكمه، قال سعد للأوس مستوثقاً: عليكم بذلك عهد الله وميثاقه أن الحكم فيهم لما حكمت؟ قالوا: نعم. قال سعد: فإني أحكم فهم أن تقتل الرجال، وتقسم الأموال، وتسبى الذراري والنساء0 أقول: بخ بخ!! هكذا تكون السيادة، تلك السيادة التي تتجافى ساعة نداء الحق عن كل علائق التحالفات والمعاهدات المؤقتة، التي ينبغي أن تنتهي عند حلول ساعة (الصفر)، وهذا الدرس موجه خصيصاً للسادة في كل زمان، خصوصاً هذا الزمان الذي دأبوا فيه على احترام مواثيق وتعاهدات نبذها أطرافها، ومسحوا بها أحذيتهم، مع الأذى الشديد منهم لله ولرسوله وللمؤمنين. أفلا كان موقف سعد بن معاذ منارة رشد وسراج اهتداء؟

ولكي يتأكد الأوس والأنصار والمسلمون القادمون – أيضاً – أن حكم سعد لم يكن به شبهة إجحاف، أو ذرة هوى، ينطق الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بقوله، مؤيداً هذا الحكم: " لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات "

من أجل هذا – وكثير على شاكلته من سيرة هذا السيد الفقيه الواعي – لم يكن مستغرباً أن يخبر النبي أصحابه ومن بعدهم أن عرش الرحمن قد اهتز لموت سعد بن معاذ، ولا هو مستغرب أن يرى القائد الكريم أصحابه يتعجبون لحلة الحرير الرقيق فيقول لهم: " أتعجبون من لين هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها والين "

وتبقى القيم:

نعم .. تذهب الرجال من حيث كونها لحوماً وعظاماً وجوارح، لكن يبقى الرجال أنفسهم باعتبارهم قيما ومبادئ وقيادات تربوية للأمة، وزاداً فكريا وحضارياً لها في محنها وتحدياتها مع أعدائها، ونبعاً فياضاً بالعطاء لها في إدارة واقعها واستشراف مستقبلها.

وهذا هو جل ما قصدناه من وراء هذه الدراسة.والله من وراء القصد

? إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ?.

وكتب:

محمد عبد الحكيم القاضي

مركز القبلة للموسوعات والبحث العلمي: مصر – المنبا – 94 ش عدنان المالكي

http://www.ahlaltahkek.com/vb/showthread.php?t=132

ـ[العكاشى]ــــــــ[07 - 10 - 06, 02:58 ص]ـ

أغلب من شارك فى الموضوع اتى بأدلة على دخول العشرة بل يزيدون الجنة

وأرى أنهم أصابوا أجرا واحدا

والرد يكون على القائل

من جهة

1 - من أين استقى هذا الرأى

2 - كيف نرد عليه ردا علميا

ـ[رافع]ــــــــ[31 - 03 - 08, 04:35 م]ـ

وذهب بعض اهل العلم الى ان الصحابه كلهم بالجنه لقوله عز وجل (لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (10) سورة الحديد.

فقوله جل وعلا (وكلا وعد الله الحسنى).يدل على انهم كلهم بالجنه وأظن ممن قال ذلك ابن حزم. والله اعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير