ـ[أبو سفيان السلفى]ــــــــ[09 - 10 - 06, 06:55 م]ـ
رأيت ألا أحرمكم كلام العلماء في المستدل بهذا البيت و المستدَل به (نقل أحد الإخوة):
- قال ابن كثير رحمه الله: (وكان الأخطل من نصارى العرب المتنصرة، قبحه الله وابعد مثواه، وهو الذي انشد بشر بن مروان قصيدته التي يقول فيها " قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق "، وهذا البيت تستدل به الجهمية على ان الاستواء على العرش بمعنى الاستيلاء، وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه، وليس في بيت هذا النصراني حجة ولا دليل على ذلك. . . ولا تجد اضعف من حجج الجهمية، حتى اداهم الإفلاس من الحجج الى بيت هذا النصراني المقبوح، وليس فيه حجة، والله اعلم) [البداية والنهاية].
ـ[أبو سفيان السلفى]ــــــــ[09 - 10 - 06, 06:56 م]ـ
2 - قال ابن تيمية رحمه الله: (ولهذا كان مما يشنع به على هؤلاء، أنهم احتجوا فى أصل دينهم. . . بقول شاعر نصرانى يقال له الاخطل. . . فالحقائق العقلية أو مسمى لفظ الكلام الذى يتكلم به جميع بنى آدم لا يرجع فيه الى قول ألف شاعر فاضل، دع ان يكون شاعرا نصرانيا اسمه الاخطل، والنصارى قد عرف أنهم يتكلمون فى كلمة الله بما هو باطل، والخطل فى اللغة هو الخطأ فى الكلام).
وقال: (وأما البيت الذى يحكى عن الأخطل. . . فمن الناس من أنكر أن يكون هذا من شعره، وقالوا انهم فتشوا دواوينه فلم يجدوه. . . ولو احتج محتج فى مسألة بحديث اخرجاه فى الصحيحين عن النبى، لقالوا هذا خبر واحد، ويكون مما اتفق العلماء على تصديقه وتلقيه بالقبول، وهذا البيت لم يثبت نقله عن قائله باسناد صحيح لا واحد ولا أكثر من واحد ولا تلقاه أهل العربية بالقبول فكيف يثبت به أدنى شىء من اللغة؟!).
وقال: (وبالجملة فمن احتاج الى أن يعرف مسمى الكلام. . . بقول شاعر فانه من أبعد الناس عن معرفة طرق العلم، ثم هو من المولدين وليس من الشعراء القدماء، وهو نصرانى كافر مثلث) [مجموع الفتاوي].
ـ[أبو سفيان السلفى]ــــــــ[09 - 10 - 06, 06:58 م]ـ
3 - قال ابن القيم رحمه الله في نونيته:
ودليلهم في ذاك بيت قاله * فما يقال الأخطل النصراني
يا قوم قد غلط النصارى قبل في * معنى الكلام وما اهتدوا لبيان
ولأجل ذا جعلوا المسيح الههم * إذ قيل كلمة خالق رحمن
ولأجل ذا جعلوه ناسوتا ولا * هوتا قديما بعد متحدان
ونظير هذا من يقول كلامه * معنى قديم غير ذي حدثان
والشطر مخلوق وتلك حروفه * ناسوته لكن هما غيران
فانظر الى ذاك الاتفاق فانه * عجب وطالع سنة الرحمن
4 - قال ابن ابي العز رحمه الله: (ولو استدل مستدل بحديث في الصحيحين لقالوا هذا خبر واحد، ويكون مما اتفق العلماء على تصديقه وتلقيه بالقبول والعمل به، فكيف وهذا البيت قد قيل أنه موضوع منسوب إلى الأخطل وليس هو في ديوانه؟!. . . وعلى تقدير صحته عنه فلا يجوز الاستدلال به، فإن النصارى قد ضلوا في معنى الكلام. . . أفيستدل بقول نصراني قد ضل في معنى الكلام على معنى الكلام؟! ويترك ما يعلم من معنى الكلام في لغة العرب؟!) [شرح الطحاوية].
5 - قال ابو المعالي أسعد بن المنجا رحمه الله: كنت يوما عند الشيخ أبي البيان رحمه الله، فجاءه ابن تميم الذي يدعى الشيخ الأمين، فقال له الشيخ بعد كلام جرى بينهما: (ويحك، الحنابلة إذا قيل لهم ما الدليل على ان القرآن بحرف وصوت؟ قالوا؛ قال الله كذا وقال رسوله كذا. . . وانتم إذا قيل لكم؛ ما الدليل على ان القرآن معنى قائم في النفس؟ قلتم؛ قال الاخطل!. . . أيش هذا الأخطل؟! نصراني خبيث، بنيتم مذهبكم على بيت شعر من قوله وتركتم الكتاب والسنة؟!) [الذهبي رحمه الله في العلو].
6 - قال ابن حزم رحمه الله: (واحتج بعضهم في هذا المكان بقول الأخطل النصراني لعنه الله. . . فجوابنا على هذا الاحتجاج ان نقول؛ ملعون ملعون قائل هذا البيت، وملعون ملعون من جعل قول هذا النصراني حجة في دين الله عز وجل. . . ولعن الله من يجعل الأخطل حجة في دينه، وحسبنا الله ونعم الوكيل) [الفصل في الملل والنحل].
ـ[أبو سفيان السلفى]ــــــــ[09 - 10 - 06, 07:10 م]ـ
ومن ذلك:
أنهم في حين يدعون أنهم ينزهون الله عن صفات النقص يأتوا بما يناقض هذا التنزيه و بأشياء هي أشنع ألف مرة من فعل المجسمة و المشبهة حقيقة , و مثال ذلك:
أنهم ينزهون - كذا زعموا - الله عن الصفات الفعلية , و بذا ينفون عنه الإرادة و المشيئة و القدرة المطلقة على فعل ما يشاء ويريده ,
و توضيح ذلك ما قاله الفضيل: (إذا قال لك جهمي: أنا أكفر برب يزول من مكانه , فقل له: و أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء)!!
ـ[أبو سفيان السلفى]ــــــــ[09 - 10 - 06, 07:12 م]ـ
ومن ذلك:
أنهم يستدلون على أهل السنة بأولئك العلماء الذين أولوا الصفات أو وافقوهم في بعض المعتقدات , فيأخذون في العد: هل النووي ضال؟ هل ابن حجر ضال؟ .... إلخ , و لو فطنوا لعلموا أنهم بذلك يهدمون معتقدهم و هذا من وجهين:
الأول: أنهم يحتجون بالمتأخرين فتراهم تركوا رسول الله و الصحابة و التابعين و أهل القرون الثلاثة الأولى حتى استدلوا بزلات المتأخرين. (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير)!! و هذا يدل على فقرهم من جهة الأدلة.
الثاني: أن العد دائما دليل القلة , فالكثير لا يعد إلا على سبيل التعجيز قال تعالى: (و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) فقد قيد الله العد بعدم الإحصاء ,
و كما قال القائل: (كفى بالمرء نبلا أن تعد مثالبه)!! فجعل عدها دليلا على قلتها , فلو كان هذا هو مذهب الأئمة الأعلام جميعا أو أكثرهم لعجزوا عن العد. و الله أعلم.
¥